الطائرات الورقية.. هواية قديمة تتحول إلى "لعبة موت"
عدد من محافظات مصر سجلت خلال الأسبوعين الماضيين حالات وفاة لأطفال وشباب مارسوا هواية الطائرات الورقية بطرق غير آمنة أودت بحياتهم.
تحولت هواية الطائرات الورقية التى عادت للانتشار بقوة خلال الفترة الأخيرة في مصر إلى "لعبة موت"، حيث حصدت العديد من الأرواح بطرق مختلفة سواء صعقا بالكهرباء أو سقوطا من أسطح العقارات أو غرقا.
وسجل عدد من محافظات مصر خلال الأسبوعين الماضيين حالات وفاة لأطفال وشباب مارسوا هواية الطائرات الورقية بطرق غير آمنة أودت في النهاية بحياتهم.
وشهدت محافظة القليوبية شمال القاهرة 3 حالات وفاة، فبدأت الحوادث بمصرع شاب غرقا بعد فشله في انتشال طائرته الغارقة بالترعة.
كما توفي طالب صعقا بالكهرباء بعدما علقت طائرته بأحد أبراج الضغط العالي، ولقي طفل مصرعه بعد أن علقت طائرته بعمود إنارة وعند محاولته انتشالها صعقه التيار.
وشهدت أيضا العاصمة القاهرة ومحافظة المنوفية منذ أيام قليلة سقوط 3 أطفال من أسطح منازلهم، فيما أنقذت العناية الإلهية حياة طفل يبلغ من العمر 8 أعوام بعد سقوطه من الطابق الثالث أثناء لهوه بالطائرة بمحافظة المنوفية.
وعقب حوادث الطائرات الورقية بسبب التيارات الكهربائية، طالبت وزارة الكهرباء المصرية الجميع بممارسة هذه الهواية المنتشرة بكثرة حاليا والمستمرة حتى بعد إلغاء الحظر بعيدا عن أبراج الضغط العالي وأعمدة الإنارة حفاظا على أرواحهم.
وبعد مطالبة مجلس النواب المصري بحظر الطائرات الورقية منعا لحوادث الوفاة والإصابة المنتشرة بين الأطفال والشباب، قررت السلطات المحلية في محافظتي القاهرة والإسكندرية منع تصنيع الطائرات الورقية وحيازتها واللعب بها.
ويروي محمد سعيد، أحد الممارسين لهواية الطائرات الورقية بمحافظة الجيزة، واقعة وفاة شقيق صديقة الأصغر بسبب ممارسته تلك الهواية، قائلا: "خلال الفترة الماضية لجأت لممارسة الطائرات بسبب حالة الملل، ولكن ابتعدت عنها مؤخرا بعد عودتي للعمل بشكل منتظم، ومنذ 5 أيام سمعت خبر وفاة شقيق صديقي الأصغر بسبب سقوطه من سطح منزله".
ولم تتسبب ممارسة الطائرات الورقية فقط في حوادث الوفاة والإصابات فقط، بل أفرزت بيئة غير صحية بين الأصدقاء خاصة المتجمعين في وقت واحد لممارستهم هذه الهواية، وذلك لأنهم يلجأون للمشاجرات والتشابك بالأيدي بسبب تشابك طائراتهم جوا.
ويسرد سعد عبدالله، قصة مشاجرة أصدقائه بسبب الطائرات الورقية، ويقول: "منذ أسبوعين تجمعنا أعلى كوبري الساحل بشبرا لنمارس هواية الطائرات الورقية جماعة، ولكن فوجئت باندلاع مشاجرة بين أصدقائي بسبب تشابك طائراتهم جوا، مما جعلني أمارس هذه الهواية منفردا".
اللواء أشرف أمين، الخبير الأمني المصري، يرى أن عملية تثقيف وتوعية الأطفال والشباب خلال ممارستهم للطائرات الورقية بمثابة الحل الأمثل للحد من حوادث الوفاة والإصابات والمشاجرات المتكررة بفعل هذه الهواية، ويقول: "التدخل الشرطي في هذا الأمر لايعد حلا سليما ومثاليا، ولكن لابد من توعية الأطفال والشباب من خلال منابر الإعلام المختلفة بالطرق الصحيحة والآمنة لممارسة هذه الهواية حتى نمنع أو نقلل من الحوادث".
وأضاف لـ"العين الإخبارية": "لابد من وضع الآباء والأمهات أمام مسؤولياتهم حتى يعوا دورهم بشكل صحيح ويحموا أبناءهم من تلك المخاطر التى انتشرت مؤخرا من رحم هواية الطائرات الورقية".