بطولة مصرية.. رفضت إتمام زفافها لرعاية المرضى فأصابها كورونا
قبل أسبوعين من حفل الزفاف رفضت الممرضة المصرية نسمة محمد ارتداء الفستان الأبيض وقضاء شهر العسل، من أجل الاستمرار في عملها بالمستشفى.
دفعها الظرف الاستثناني الذي تعيشه بلادها وموقعها في الخطوط الأمامية من المعركة إلى تأجيل أسعد مناسبة في حياتها وهي حفل الزفاف، من أجل مواصلة عملها في إنقاذ المصابين بفيروس كورونا المستجد (كوفيد- 19).
قبل أسبوعين من حفل الزفاف رفضت الممرضة المصرية نسمة محمد ارتداء الفستان الأبيض وقضاء شهر العسل؛ من أجل الاستمرار في عملها بمستشفى "مشتول السوق" في محافظة الشرقية.
وتروي نسمة لـ"العين الإخبارية" تفاصيل قرارها قائلة: "منذ فترة طويلة وأنا أعمل ممرضة في قسم العناية المركزة، وفي منتصف شهر رمضان المنقضي عقدت قراني، وكنت أستعد لحفل زفافي الصغير بصحبة أسرتي فقط خلال أيام عيد الفطر المبارك، ولكني فوجئت بضم المستشفى إلى مستشفيات عزل مرضى (كوفيد- 19)".
وتضيف: "بعد قرار الضم رفضت إتمام حفل زفافي لحق مرضى كورونا عليّ خصوصاً وأنَّه في بداية استقبالنا للحالات المصابة كنت بمفردي أتابع 20 حالة يومياً، فكان من الصعب عليّ ترك هؤلاء المرضى حتى أتزوج".
وتابعت: "عريسي كان معترضاً بشدة في بداية الأمر خصوصاً أننا ننتظر هذا اليوم منذ فترة طويلة بفارغ الصبر، ولكن بعد إقناعي له وتوضيح الصورة كاملة أمامه وعن احتياج المستشفى والمصابات إلي، وافق على تأجيل حفل الزفاف الصغير لحين انتهاء فترة العزل أو خروج مستشفى مشتول السوق من قائمة مستشفيات العزل".
"بعد قضاء 14 يوم عمل داخل المستشفى خرجت لقضاء إجازة قصيرة، لكن الفيروس كان له رأي آخر، فبعد يومين ظهرت عليّ الأعراض، ولم يتوقف الأمر عند هذا الحد بل اكتشفت إصابة والدتي بفيروس كورونا أيضاً، ما جعلني أتوجّه إلى المستشفى سريعاً ولكن هذه المرة كمصابة"، تحكي بسمة.
وتوضح: "والدتي قضت فترة علاجها بالمستشفى وعادت إلى منزلها بعد شفائها وأنا حالياً لا زلت أتلقّى العلاج والجميع يساعدني بما فيهم المصابات اللاتي دخلن المستشفى قبل عودتي إلى المنزل وكانوا على علم بأنني رفضت إتمام حفل زفافي من أجل إنقاذهن وإسعافهن والتواجد داخل المستشفى لرعايتهن بصفة مستمرة".