مصرية تتطوع لتغسيل موتى كورونا: أسعى لتكريم "مصارعي المرض"
تقى محمد تؤكد أن الهدف الرئيسي من مبادرتها تكريم من صارعوا المرض بسبب فيروس كورونا، وتغسيلهم بكامل الضوابط الشرعية والاحترازاية معا
إيمانا بدورها المجتعمي والإنساني معا تجاه وطنها وشعبها، قررت الشابة المصرية تقى محمد الانضمام لجنود "الجيش المصري الأبيض"، وكونت فريقين من الفتيات والشباب مهمتهم تغسيل جميع المتوفين بفيروس كورونا، سواء داخل المستشفيات العامة أو الخاصة أو بالمنازل.
وتؤكد الفتاة العشرينية، أثناء حوارها لـ"العين الإخبارية"، أن الهدف الرئيسي من مبادرتها تكريم من صارعوا المرض بسبب فيروس كورونا، وتغسيلهم بكامل الضوابط الشرعية والاحترازاية معا، حتى يتم تسليم جثامينهم المُعقمة لسيارة الإسعارف التابعة لوزارة الصحة المصرية ليدفنوا في مقابر عائلاتهم.. وإلى نص الحوار:
كيف جاءتك فكرة مبادرة تغسيل المتوفين بكورونا؟
منذ فترة قريبة جدا كنت أحاول أن أزور شخصا من عائلتي يرقد في أحد المستشفيات المتخصصة لعلاج الصدر، ولكن وفقا للظروف الراهنة المحيطة بنا حاليا بسبب فيروس كورونا منعت من الزيارة لوجود بعض الحالات، ولكن رأيت مشهدا أربكني وجعلني حزينة جدا، عندما شهدت بنفسي أسرة ترفض تسلم إحدى قريباتها المتوفية بالفيروس التاجي.
هذا الأمر جعلني أستعيد ذكرياتي مع عملي الخيري الذي كنت أقوم به قديما بتغسيل المتوفين بشكل عام، وأقول لنفسي لماذا لا تغسلين هذه المتوفية التى ترفض أسرتها تسلمها؟، وبالفعل تواصلت مع أهلها وقمت بتغسيلها بعد اتباعي جميع الإجراءات الاحترازية.
ما آليات انضمام الفتيات والشباب لمبادرتك؟
بعد واقعة تغسيلي للسيدة المسنة تواصلت مع عدد من الفتيات بمحافظتي الفيوم، وعرضت عليهن المبادرة وجميعهن وافقن على الانضمام لمبادرتي ومن ثم فوجئت بعدد من الشباب يريدون أيضا الانضمام، ومن هنا كونت فريقين من الجنسين لخدمة وتكريم موتى كورونا، وبعد ذلك تواصلت مع المسؤولين بأحد المستشفيات لتخصيص غرفة خاصة لنا حتى نتمكن من تغسيل المتوفين المتأثرين بالفيروس التاجي يوميا، وبالفعل حصلت على الموافقة في غضون يومين على أقصى تقدير.
كيف وصلت مبادرتك إلى القاهرة؟
بعد انتشار مبادرتي داخل محافظة الفيوم أثنى الجميع على عملنا الخيري، وتواصلت معي إحدى الفتيات والشباب المتطوعين في القاهرة يريدون مساعدة الأهالى الذين توفي ذووهم متأثرين بفيروس كورونا، وعلى الفور رحبت بهذا الأمر وبدأنا ننسق مع بعضنا البعض حتى وفرنا لهم جميع الاحتياجات التى تتطلبها عملية الغسل سواء من بدل العزل أو وواقي الوجة "Face shield" والقفازات الطبية.
وحاليا الفتيات والشباب يغسلون المتوفين بالفيروس التاجي داخل محافظة القاهرة، وأنا حاليا أعمل على توصيل مبادرتي لجميع محافظات مصر حتى نساعد الجميع خلال الجائحة خاصة في ظل ارتفاع معدلات الإصابة والوفاة عن ذي قبل.
ما الإجراءات الاحترازية المتبعة أثناء تغسيلك لموتي "كوفيد 19"؟
في بداية الأمر كان الفريقان من الفتيات والشباب يشترون جميع الاحتياجات الخاصة بعملية الغسل، سواء بدلة العزل أو القفازات الطبية وواقي الوجه "Face shield" والكمامات وجميع المواد المطهرة، ولكن بعد فترة أصبح عملنا الخيري يسمع به الجميع، مما دفع بعض الأشخاص المتطوعين لشراء احتياجات الغسل.
أما عن طريقة الغسل، فتكون كالتالي سواء للنساء أو الرجال:، أولا نطهر أنفسنا جميعا بالماء والصابون والكحول، ثم نرتدي بدلة العزل وواقي الوجة "Face shield" والقفازات الطبية، وبعد ذلك ندخل إلى المتوفى ونضع على ملابسه وجسده الكحول ثم نرش جسده أيضا بالماء، وبعد ذلك نبدأ في عملية الغسل وفقا للضوابط الشرعية والاحترازية معا، وبعد ذلك نكفن الجثمان ونضعه داخل الجراب ونضع عليه الكحول ثم يتم تسليمه لسيارة الإسعاف التابعة لوزارة الصحة المصرية.
كيف يتم إعدام ملابس العزل عقب تغسيل موتى كورونا؟
هذا الأمر يحدث عقب كل مرة نقوم فيها بتغسيل جثمان، بما يعني أننا إذا قمنا بتغسيل 11 متوفيا في يوم واحد، نقوم بارتداء بدلة عزل وأدوات طبية جديدة عقب كل حالة، ونمزق البدلة القديمة ونقطعها لأجزاء صغيرة، ثم يقوم فريق آخر تابع لمبادرتي بإعدام هذه البدل بالحرق في أماكن بعيدة عن التجمات السكنية.
هل يخضع فريق المبادرة لتحاليل دورية للاطمئنان على سلامتهم؟
نعم هذا الأمر يحدث بشكل دوري لجميع المشاركين في عمليات تغيسل الموتي سواء من الرجال أو السيدات، فأعضاء المبادرة يخضعون كل فترة لبعض التحاليل الخاصة بفيروس كورونا، والحمد لله جميع التحاليل طبيعية، ولا يوجد لدينا أى إصابات أو أعضاء حاملون لفيروس كورونا، فنحن نتعامل بحرص مع بعضنا البعض ومع الآخرين سواء في أعمالنا أو بيوتنا.
هل تخضعين لعملية عزل داخل منزلك حفاظا على سلامة أسرتك؟
بالطبع لا، أنا لم أعزل نفسي من قبل داخل منزلي، الجميع يتعامل معي سواء والدي أو والدتي وشقيقتي الصغرى بشكل طبيعي دون خوف، فأنا دائما أتبع الإجراءات الاحترازية بعيدا عن عمليات الغسل، وأرتدي واقي الوجه والقفازات الطبية وأستخدم دائما الكحول المطهر بالإضافة إلى أنني حريصة جدا على غسل يدي كثيرا بالماء والصابون.