تدشين «كيزاد شرق بورسعيد».. تكامل مصري إماراتي نحو اقتصاد المستقبل
منصة تنموية صناعية ولوجستية طموحة

وقعت مجموعة موانئ أبوظبي، الأحد، اتفاقاً مع الهيئة العامة للمنطقة الاقتصادية لقناة السويس لإنشاء منطقة لوجستية وصناعية شرقي مدينة بورسعيد المصرية.
وتعد منطقة شرق بورسعيد الصناعية، مركزاً رئيسياً للتجارة والاستثمارات الدولية، انطلاقاً من موقعها الاستراتيجي المطل على البحر الأبيض المتوسط، عند مدخل قناة السويس، وتتيح فرصا واعدة لتعزيز طرق التجارة بين الشرق والغرب.
شهد توقيع اتفاقية تطوير منطقة "كيزاد شرق بورسعيد" في العاصمة المصرية القاهرة، الدكتور مصطفى مدبولي، رئيس مجلس الوزراء المصري، بحضور الدكتور سلطان بن أحمد الجابر، وزير الصناعة والتكنولوجيا المتقدمة، ومحمد حسن السويدي، وزير الاستثمار، والفريق المهندس كامل الوزير، نائب رئيس مجلس الوزراء للتنمية الصناعية وزير الصناعة والنقل في مصر، ومريم الكعبي سفيرة دولة الإمارات لدى مصر، والكابتن محمد جمعة الشامسي، العضو المنتدب والرئيس التنفيذي لمجموعة موانئ أبوظبي، ووليد جمال الدين، رئيس الهيئة العامة للمنطقة الاقتصادية لقناة السويس.
وقع الاتفاقية أحمد المطوع، الرئيس التنفيذي الإقليمي لمجموعة موانئ أبوظبي، واللواء بحري محمد أحمد محمود، نائب رئيس المنطقة الاقتصادية لقناة السويس للمنطقة الشمالية.
بموجب الاتفاقية، ستقوم مجموعة موانئ أبوظبي بتطوير وتشييد وتمويل وتشغيل وإدارة المنطقة الصناعية واللوجستية على عدة مراحل وسيتم التركيز على إنجاز المرحلة الأولى خلال الفترة القادمة والتي ستكون على مساحة 2.8 كيلومتر مربع وسيتم تخصيص استثمار إجمالي بقيمة 120 مليون دولار للدراسات السوقية والفنية ذات الصلة، بالإضافة إلى تطوير المرحلة الأولى على مدى الأعوام الثلاثة المقبلة.
وستبدأ أعمال تشييد المرحلة الأولى بنهاية عام 2025، وستضم مجموعة من المتعاملين والشركاء المحتملين، من بينهم المجموعة الرائدة إقليمياً في مجالات الإنشاءات والتطوير مجموعة حسن علام القابضة.
وبهذه المناسبة، قال الكابتن محمد جمعة الشامسي، العضو المنتدب والرئيس التنفيذي لمجموعة موانئ أبوظبي إن منطقة كيزاد شرق بورسعيد تمثل علامةً بارزة في مسيرتنا لتعكس متانة العلاقات الاقتصادية التي تجمع بين دولة الإمارات العربية المتحدة وجمهورية مصر العربية، و ينسجم هذا التعاون الاستراتيجي مع رؤى القيادة الرشيدة، وتنامي حرص مجموعتنا على توسيع نطاق حضورها في مصر، حيث نواصل تعزيز وتطوير منظومتنا المتكاملة للتجارة والصناعة والنقل، لنقدم حلولاً وخدمات شاملة لمتعاملينا وعلاوة على ذلك، سيتيح هذا الاستثمار المشترك في البنية التحتية المجال لمواصلة النمو الاقتصادي طويل الأمد في مصر، وتعزيز إمكانات قناة السويس، ورفد التجارة بين الشرق والغرب.
من جانبه، قال وليد جمال الدين، رئيس المنطقة الاقتصادية لقناة السويس إن تدشين هذا المشروع يمثل خطوة استراتيجية جديدة وهامة تؤكد عمق العلاقات الأخوية العميقة والشراكة الاستراتيجية المتنامية بين جمهورية مصر العربية ودولة الإمارات العربية المتحدة، والمكانة المتقدمة التي تتمتع بها المنطقة الاقتصادية لقناة السويس على خارطة التجارة العالمية مركزا محوريا للمشاريع الصناعية والأنشطة اللوجستية.
وأضاف أن هذا المشروع يعزز من جهود المنطقة الاقتصادية المستمرة في دعم سلاسل الإمداد العالمية، من خلال توفير بيئة استثمارية تنافسية متكاملة، ترتكز على بنية تحتية متطورة، وموقع جغرافي فريد، يربط بين ثلاث قارات ويطل على أهم ممرات الملاحة العالمية.
وأكد أن المنطقة الاقتصادية لقناة السويس نجحت خلال الأعوام الماضية في أن تصبح نقطة ارتكاز لخطط التوسع الاستثماري لعدد من كبرى الشركات الإقليمية والعالمية، بفضل الرؤية القائمة على التكامل بين المناطق الصناعية والموانئ البحرية التابعة لها، بما في ذلك منطقة "كيزاد شرق بورسعيد" الصناعية واللوجستية التي تتكامل بشكل مباشر مع ميناء شرق بورسعيد، أحد أهم الموانئ المحورية على البحر المتوسط، بفضل جاهزيته التشغيلية العالية، وعمقه المناسب لاستقبال السفن العملاقة وربطه بشبكة طرق وأنظمة نقل متقدمة وإن الخبرة العالمية التي تتمتع بها مجموعة موانئ أبوظبي ستساعدنا على تحقيق أهدافنا المنشودة في هذا الصدد.
بدوره قال أحمد المطوع، الرئيس التنفيذي الإقليمي لمجموعة موانئ أبوظبي إن تشييد كيزاد شرق بورسعيد سيشكل رافداً حيوياً لجذب الاستثمارات، وتعزيز النمو الصناعي واللوجستي، وخلق فرص العمل، وزيادة أحجام الصادرات، وتطوير المهارات والكفاءات المحلية، وتسريع وتيرة نقل التكنولوجيا ، كما أن هذه المنطقة ستعزز منظومة الأعمال المتنامية لمجموعة موانئ أبوظبي في مصر، وستوظف الموارد الطبيعية لمنطقة قناة السويس لتنمية قطاع الأعمال والتصنيع، وتيسير ممارسة الأعمال لترسيخ مكانة مصر بوابة رئيسية للأسواق العالمية.
من ناحيته أوضح اللواء بحري محمد أحمد محمود، نائب رئيس المنطقة الاقتصادية لقناة السويس للمنطقة الشمالية، أنه يتم العمل على بناء نموذج تنموي متكامل يجمع بين الصناعة، والنقل البحري، والخدمات اللوجستية، ضمن بيئة تنظيمية مرنة ومحفزة على الاستثمار، وتُمثل منطقة شرق بورسعيد الصناعية قلب هذا النموذج لما تتمتع به من موقع استراتيجي عند المدخل الشمالي لقناة السويس، واتصال مباشر بميناء شرق بورسعيد الحديث، الذي يشكل نقطة ارتكاز في حركة التجارة العالمية، ويحتل مراكز متقدمة في التصنيفات الدولية بفضل جاهزيته التشغيلية، وقدراته المتطورة، كما يعزز التكامل مع ميناء غرب بورسعيد، من جاهزية المنطقة لتقديم حلول لوجستية متكاملة وجاذبة للاستثمارات، ومن ثم فإن هذا المشروع يمثل تحولاً نوعياً في مسار التنمية بالمنطقة الشمالية للمنطقة الاقتصادية، ليس فقط من حيث حجم الاستثمارات المتوقعة، بل من حيث طبيعة الأنشطة الصناعية واللوجستية المتقدمة التي سيتم تنفيذها.
كما أبرمت مجموعة موانئ أبوظبي وشركة حسن علام القابضة، وهي أحد شركاء المجموعة للتنمية في مصر، مذكرة تفاهم بهدف التعاون في تطوير المنطقة اللوجستية والصناعية في شرق بورسعيد والاستثمار فيها، وبحث فرص التعاون في مشاريع أخرى.
كانت مجموعة موانئ أبوظبي قد أعلنت في ديسمبر/كانون الأول 2024 عن تكليف شركة حسن علام للإنشاءات، أكبر كيانات مجموعة علام القابضة، وواحدا من رواد صناعة الإنشاءات في مصر والشرق الأوسط، بتطوير البنية التحتية لمحطة سفاجا المطلة على ساحل البحر الأحمر.
وقال الدكتور مصطفى مدبولي: مما لا شك فيه، فإن اجتماعنا اليوم لتدشين مشروع "كيزاد شرق بورسعيد" يجسد روح الشراكة الفاعلة بين بلدينا، ويعكس ما وصلت إليه علاقاتنا من تطور ونمو في مختلف المجالات، مضيفا أن العلاقات بين مصر والإمارات ليست فقط علاقات دبلوماسية أو اقتصادية، بل هي روابط أخوية راسخة على مستوى الشعبين الشقيقين والقيادة السياسية في البلدين، حيث تقوم تلك العلاقات على أسس من التقدير والاحترام المتبادل، وتعززها روابط ومواقف تاريخية مشتركة، وتترجمها اليوم هذه المشروعات الاستراتيجية التي تُسهم في تحقيق التنمية المستدامة لشعبي البلدين الشقيقين.
وفي الوقت نفسه، أشار رئيس مجلس الوزراء المصري إلى أن "علاقاتنا التجارية والاقتصادية شهدت تطورًا ملحوظًا خلال السنوات الأخيرة، وأصبحت دولة الإمارات واحدة من أهم شركائنا الاستثماريين في المنطقة، بما يشمل مختلف القطاعات، من البنية التحتية، إلى الصناعة، والخدمات اللوجستية، والمشروعات التنموية، كما بلغ حجم التبادل التجاري بين البلدين في العام الماضي نحو 6 مليارات دولار"، مؤكدا أن هذا التعاون بين المنطقة الاقتصادية لقناة السويس ومجموعة موانئ أبوظبي يأتي تأكيداً على الثقة المتبادلة، والرؤية المشتركة نحو مستقبل اقتصادي مزدهر.
- التكنولوجيا في ريادة الأعمال.. قاطرة النمو الاقتصادي الإماراتي
- سلطان الجابر يبحث مع رئيس الإكوادور تعزيز تعاون الطاقة والتصنيع
وخلال كلمته، أشاد الدكتور مصطفى مدبولي بالتعاون البنّاء مع مجموعة موانئ أبوظبي، وهو تعاون أثمر العديد من الاتفاقيات والمشروعات التنموية المختلفة، مشيراً إلى أن مشروع "كيزاد شرق بورسعيد" الطموح الذي نطلقه اليوم يُعد أبرز هذه المشروعات؛ حيث يتم تدشينه بمنطقة شرق بورسعيد الصناعية المتكاملة، التابعة للمنطقة الاقتصادية لقناة السويس، ليكون منصة صناعية على مساحة 20 مليون متر مربع، تخدم حركة التجارة بين الشرق والغرب، وتعزز من حركة التصنيع والخدمات اللوجستية بهذا الموقع المتميز، اعتمادًا على خبرة مجموعة موانئ أبوظبي في تطوير وإدارة المناطق الاقتصادية، وإمكانات المنطقة الاقتصادية لقناة السويس المتميزة.
كما أكد الدكتور مصطفى مدبولي أن التطور المتنامي في حجم وتنوع الاستثمارات الإماراتية الشقيقة يعكس ثقة الجانب الإماراتي الشقيق في مناخ الاستثمار في مصر، والجهود التي قامت بها الحكومة المصرية -ولا تزال- لتحسين مناخ الاستثمار.
وأكد رئيس الوزراء المصري "أننا على يقين أن مشروع (كيزاد شرق بورسعيد) سيمثل إضافة نوعية للمنطقة الاقتصادية، وسيسهم في تعزيز تنافسيتها على المستوى الدولي، ويفتح آفاقًا جديدة للتعاون المشترك في مجالات التصنيع والتصدير والخدمات، كما أنه يتيح الفرصة لجذب مزيد من المستثمرين للانضمام إلى موقع تصنيع على المدخل الشمالي لأحد أهم الممرات الملاحية العالمية".
aXA6IDMuMTcuNzAuMTgyIA==
جزيرة ام اند امز