مؤسس دافوس يتنحى قريباً عن منصبه.. من هو خليفة «كلاوس شواب»؟
أعلنت إدارة تنظيم مؤتمر "دافوس" أن مؤسس هذا المنتدى الاقتصادي العالمي "كلاوس شواب" سيتنحى عن مهامه الإدارية خلال الأشهر المقبلة.
وقالت إدارة الاجتماع السنوي الذي يضم نخب العالم في منتجع دافوس السويسري الفاخر للتزلج في بيان رسمي لها إن شواب البالغ من العمر 86 عامًا، سيترك "قريبًا" منصب "الرئيس التنفيذي" ليصبح "رئيس مجلس الإدارة"، على أن يحدث التغيير قبل بدء النسخة المقبلة من المنتدى المقرر عقدها في يناير/كانون الثاني 2025.
- ابن طوق يلتقي رئيس مورغان ستانلي.. فرص استثمارية واعدة بالإمارات وأمريكا
- وزيرة الطاقة التونسية تكشف لـ"العين الإخبارية" حقيقة زيادة أسعار المحروقات
ويمثل إعلان انسحاب شواب من الإدارة التنفيذية بعد أكثر من 40 عامًا تتويجًا لمرحلة انتقالية طويلة في المنتدى بدأت في العام 2015.
وينتقل المنتدى من "منظمة يديرها المؤسسون إلى منظمة يتحمّل فيها رئيس ومجلس إدارة المسؤولية التنفيذية الكاملة"، حسبما أشارت إدارة المنتدى.
وأكدت أن المنتدى، الذي يتخذ من جنيف مقرًا له ويوظف 800 شخص في كل أنحاء العالم، سيتطور من "منصة تجمّع" بسيطة إلى "مؤسسة عالمية رئيسية للتعاون بين القطاعين العام والخاص".
لكنه بات من المقرر أن يستقيل كلاوس شواب، من منصبه التقليدي بعد أكثر من نصف قرن على رأس مؤتمر الأعمال البارز في العالم.
وترأس شواب التجمع السنوي في منتجع دافوس السويسري للتزلج منذ تأسيسه في عام 1971، فحوله إلى مؤسسة مربحة للغاية، مملوكة لمؤسسة خيرية، بإيرادات سنوية تبلغ 500 مليون يورو.
خليفة رئيس دافوس
ومن المعلن، أن يتولى بورغ بريندي، رئيس المجلس التنفيذي للمنتدى الاقتصادي العالمي ووزير خارجية النرويج السابق، مهام منصبه.
وقال المنتدى الاقتصادي العالمي: "إن المنظمة تمر بتطور مخطط له في الحوكمة من منظمة يديرها المؤسس إلى منظمة يتولى فيها الرئيس ومجلس الإدارة المسؤولية التنفيذية الكاملة".
وقد ولد شواب في رافنسبورغ في ألمانيا في العام 1938، وأطلق "منتدى الإدارة الأوروبية"، الذي سبق المنتدى الحالي عندما كان لا يزال أستاذا في مجال إدارة الأعمال في جامعة جنيف، حيث عمل حتى العام 2003.
ثم قام بتوسيع نطاق المنتدى من خلال دعوة رجال أعمال أمريكيين كبار، وتمكن بعدها من تحويل هذا الاجتماع إلى تجمع دولي كبير مخصص للعلاقات والأعمال وتبادل الأفكار.
لقد استهدف المؤتمر نشطاء المناخ والشعبويون ومناهضو الرأسمالية، وقد ناضل مؤخرًا للحفاظ على جاذبيته، حيث أضعفت التوترات الجيوسياسية والحمائية شعاره المؤيد للعولمة.
كما تعرض شواب لانتقادات شديدة، سواء بسبب راتبه الذي يبلغ مليون فرنك سويسري أو بسبب خطه الرفيع بين عمل المنتدى كمؤسسة خيرية والمشاريع الخاصة المرتبطة به وبعائلته التي تعمل بالقرب منه. وتتعرض علاقة المنتدى الاقتصادي العالمي بدافوس لضغوط متزايدة أيضًا إذ تخطط القرية لإجراء استفتاء للمقيمين في يونيو/حزيران المقبل، وهو ما قد يحد بشكل كبير من عدد الأشخاص الذين يحضرون المؤتمر، من خلال قصر تأجير المباني على الضيوف الرسميين فقط.
وهدد شواب بنقل المؤتمر إلى مكان آخر، مشيرًا إلى نجاح اجتماعه في سنغافورة خلال جائحة فيروس كورونا.
الثورة الصناعية الرابعة
وكان البروفيسور كلاوس شواب، المؤسس والرئيس التنفيذي للمنتدى الاقتصادي العالمي، في قلب الشؤون العالمية لأكثر من أربعة عقود. وهو مقتنع بأننا في بداية ثورة تغير بشكل جذري الطريقة التي نعيش بها ونعمل ونتواصل بها مع بعضنا البعض، وهو ما يستكشفه في كتابه الجديد، الثورة الصناعية الرابعة.
ويرى شواب أن الثورات الصناعية السابقة حررت البشرية من "القوة الحيوانية"، على حد وصفه، وجعلت الإنتاج الضخم ممكنا، ووفرت القدرات الرقمية لمليارات البشر.
لكن هذه الثورة الصناعية الرابعة مختلفة جذريًا. إذ تتميز بمجموعة من التقنيات الجديدة التي تدمج العوالم المادية والرقمية والبيولوجية، مما يؤثر على جميع التخصصات والاقتصادات والصناعات، بل وتتحدى الأفكار حول معنى أن تكون إنسانًا.
والتحولات والاضطرابات الناجمة عن ذلك تعني أننا نعيش في زمن الوعود العظيمة والمخاطر العظيمة. حيث يتمتع العالم بالقدرة على ربط مليارات الأشخاص بالشبكات الرقمية، وتحسين كفاءة المؤسسات بشكل كبير، بل وحتى إدارة الأصول بطرق يمكن أن تساعد في تجديد البيئة الطبيعية، مما قد يؤدي إلى التراجع عن الأضرار التي خلفتها الثورات الصناعية السابقة.
مخاوف شواب
ومع ذلك، لدى شواب أيضًا مخاوف جدية: فقد تكون المنظمات غير قادرة على التكيف؛ وقد تفشل الحكومات في توظيف وتنظيم التكنولوجيات الجديدة للحصول على فوائدها؛ وسوف يؤدي تحول السلطة إلى خلق مخاوف أمنية جديدة مهمة؛ وربما تتزايد فجوة التفاوت؛ وتفتيت المجتمعات.
وقد وضع شواب أحدث التغييرات في السياق التاريخي، وحدد التقنيات الرئيسية التي تقود هذه الثورة، وناقش التأثيرات الرئيسية على الحكومات والشركات والمجتمع المدني والأفراد، واقترح طرقًا للاستجابة.
وفي قلب تحليله، يبدو شواب مقتنعًا بأن الثورة الصناعية الرابعة هي تحت سيطرتنا جميعًا طالما أننا قادرون على التعاون عبر المناطق الجغرافية والقطاعات والتخصصات لاغتنام الفرص التي تقدمها.