تحليل.. نظرية كلوب التي انقلبت عليه
تحليل عن خروج ليفربول الإنجليزي بقيادة مدربه يورجن كلوب من ثمن نهائي دوري أبطال أوروبا ضد فريق أتلتيكو مدريد.. اقرأ
"نريد أن نجعلهم منشغلين في مناطق لا يريدون أن تشغلهم"، مقولة لمدرب ليفربول الإنجليزي الألماني يورجن كلوب قبل لقاء أتلتيكو مدريد الإسباني، في إياب ثمن نهائي دوري أبطال أوروبا.
أن تبحث عن مناطق جديدة لكسر دفاع عمق متمرس على لعب هذا الدور وتخلق هذا الكم الرهيب من الفرص التي أتيحت على مدار المباراة، فهو أمر رائع وإنجاز جديد لكلوب.
ولكن ما الذي حدث كي تنقلب تلك النظرية على قائلها، وتؤدي في النهاية لتلك النتيجة التي لا تعبر عن سير اللقاء أو إمكانيات كلا الفريقين، ربما فقط تعبر عن حالة ليفربول في الوقت الحالي، ولكن دون حساب 95 دقيقة أولى في 120 دقيقة للقاء الإياب.
لعب كلوب على الجانب الأيمن عبر أليكس أوكسلاد تشامبرلين، ونجح لاعب أرسنال السابق في خلق الخطورة المطلوبة والمنتظرة، حتى جاءت لحظة النجاح الأولى بصناعته هدف التقدم لجيجي فينالدوم.
كان اللاعب الهولندي هو المنطقة التي لم يعتد عليها مدرب أتلتيكو دييجو سيميوني، وربما لم يرد أن ينشغل بها كما قال كلوب، مع تشامبرلين، فكرة غير المتوقع نجحت في إسقاط فريق العاصمة الإسبانية.
النتيجة 2-0 في الدقيقة 94 ضد فريق دفاعاته مفتوحة ومن السهل اختراقها، ولكن كيف تحول هذا كله إلى عجز.
تحول النظرية
الأمر يكمن في انقلاب النظرية على صاحبها، لم يتوقع كلوب وبالطبع لم يرد أن ينشغل بأخطاء فردية كارثية تؤدي إلى أهداف أو تعاملات سلبية لأقصى حد مع فرص ومواقف سهلة للتسجيل.
هذا حدث في كرة الهدف الأول عبر خطأ الحارس أدريان الذي لم يقم بالدور المنوط به، بينية تقليدية من خلف المدافع جعلت المهاجم ألفارو موراتا ينفرد بشكل كلاسيكي مثلما يحدث في ألعاب "بلاي ستيشن" اليابانية في نهاية التسعينيات.
لم يتوقع كلوب كذلك أنه سينشغل بتصويبة أرضية من لاعب بديل تجعل المهمة شبه مستحيلة في نهاية الشوط الأول الإضافي، وبالطبع لم يكن يتوقع، في ظل هيمنة كاملة طوال 90 دقيقة أن يتلقى 3 أهداف من فريق لم يصنع فرصة في الوقت الأصلي.
ما لم يتوقع كلوب أن ينشغل به أيضا، وأجبر عليه، هو حالة الثلاثي المرعب على مدار اللقاء، ربما يكونوا قد فهموا الرسالة بالخطأ بأن ليس عليهم إشغال أتلتيكو، محمد صلاح تحرك وفعل الكثير من الجهد البدني ولكن لم يحضر في اللمسة الأخيرة، وساديو ماني ظهر بعيداً كلياً عن نصف أدائه، وروبيرتو فيرمينو لم يشكل فرصة خطيرة أو لمسة حاسمة حتى كرة الهدف الثاني.
ورغم تقديم جواو فيليكس لعرض سيئ للغاية كان مع أدريان بطلا لقطة تحول كل شيء، بتمريرة سحرية وذكية لماركوس يورنتي مهدت لصنع المستحيل بحسب سير اللقاء.
كان خروج ليفربول كبيراً للغاية، في موسم يعاني فيه برشلونة وريال مدريد من التذبذب ويسير معهما على نفس الخط يوفنتوس في إيطاليا، ويغير خلاله بايرن ميونيخ مدربه في نصف الموسم، ويقدم بيب جوارديولا مع مانشستر سيتي أسوأ مواسمه التدريبية رقميا، ويخرج توتنهام هوتسبير الوصيف برباعية مريعة، لذا كان خروج حامل اللقب بهذا الشكل أمراً كبيراً.
aXA6IDMuMTM5LjIzOS4xNTcg جزيرة ام اند امز