منع إيران من "النووي" يسيطر على زيارة رئيس أركان إسرائيل للبحرين
تزامنت الزيارة الرسمية لرئيس أركان الجيش الإسرائيلي أفيف كوخافي إلى البحرين مع التطورات في المفاوضات الدولية مع إيران في فيينا.
ورغم أن البيانات الرسمية الصادرة عن الجيش الإسرائيلي لم تتطرق إلى كلمة "إيران"، إلا أن الموضوع الإيراني هيمن على الزيارة التي استمرت 3 أيام.
غير أن كوخافي نفسه ألمح إلى طهران عندما قال في تصريحات خلال زيارته للبحرين: "لقد قمنا في العام الأخير بإنشاء شبكة تعاون استراتيجية أمنية مع دول مختلفة في الشرق الأوسط تعزز الميزة الاستراتيجية في مواجهة التهديدات في المحيط".
وحذر مسؤولون إسرائيليون من سوء الاتفاق المتوقع في فيينا، بعد تقارير عن اقتراب توصل القوى الدولية إلى اتفاق مع طهران بشأن إحياء الاتفاق النووي لعام 2015.
وقال رئيس الوزراء الإسرائيلي نفتالي بينيت في مستهل الاجتماع الأسبوعي للحكومة الإسرائيلية، الأحد الماضي "موقفنا من الاتفاق هو في غاية الوضوح، إذ نعتبر مساوئ الاتفاق تفوق فوائده بأضعاف مضاعفة، وعلى كل حال هذا الاتفاق غير ملزم بالنسبة لدولة إسرائيل إطلاقا".
أما وزير الدفاع الإسرائيلي بيني جانتس، فقال الإثنين الماضي في بيان تلقته "العين الإخبارية": "سواء تم التوقيع على اتفاق أم لا فلن يكون نهاية الطريق بالنسبة لنا، ولا ينبغي أن يكون بالنسبة لدول المنطقة والعالم، التي يجب أن تستمر في العمل ضد العدوان الإيراني".
وأضاف جانتس "ستتخذ إسرائيل والمؤسسة الدفاعية داخلها جميع الإجراءات الضرورية، السياسية والاقتصادية وإذا لزم الأمر العسكرية أيضا، من أجل الدفاع عن سيادتنا وضمان أمن مواطني إسرائيل".
زيارة كوخافي للبحرين جاءت بعد زيارة رئيس الوزراء نفتالي بينيت ووزير الدفاع بيني غانتس الشهر الماضي، والتي ركزت على إيران وأدت إلى اتفاقية أمنية لتعزيز تبادل المعلومات الاستخباراتية والتدريب العسكري المشترك بين البلدين، والتعاون في مجال الصناعات الدفاعية، وفق موقع (واللا) الإخباري الإسرائيلي.
أما صحيفة (إسرائيل هيوم) فقالت في مقال تابعته "العين الإخبارية": "تأتي الزيارة التي جرى الكشف عنها فقط بعد هبوط رئيس أركان الجيش الإسرائيلي في البحرين، على خلفية الاتفاق النووي بين إيران والقوى العالمية، والذي يثير قلقا كبيرا في إسرائيل".
طائرة خاصة
وفي هذا الصدد، فقد كشفت الهيئة العامة للبث الإسرائيلي، الجمعة، أن كوخافي وصل إلى البحرين على رأس فريق صغير وعلى متن طائرة خاصة، ليست مملوكة للجيش الإسرائيلي، لأسباب أمنية".
وأضافت في تقرير تابعته "العين الإخبارية": "جاءت زيارة رئيس الأركان كوخافي وسط توترات مع إيران"، وهي الأولى لكوخافي إلى البحرين.
قائد "جبهة إيران" حاضر في اللقاءات
وفي هذا الصدد، فقد لاحظت "العين الإخبارية" أن رئيس هيئة الاستراتيجية والدائرة الثالثة في الجيش الإسرائيلي الميجر جنرال تال كالمان، رافق كوخافي في هذه الزيارة.
وتعرف الدائرة الثالثة بالجيش الإسرائيلي بلقب "جبهة إيران" وهي المسؤولة عن نشاط الجيش الإسرائيلي لمنع إيران من امتلاك سلاح نووي.
وقالت القناة الإخبارية الإسرائيلية الـ(13) إن زيارة كوخافي إلى البحرين جاءت "في ظل المفاوضات النووية مع إيران".
أما الهيئة العامة للبث الإسرائيلي فقالت: "جاءت زيارة كوخافي وسط مخاوف بشأن الاتفاق النووي المتوقع والتوترات مع إيران، في أعقاب الهجوم الذي وقع هذا الأسبوع في دمشق والمنسوب إلى إسرائيل والذي أسفر عن مقتل اثنين من كبار مسؤولي الحرس الثوري الإيراني، وفقا لتقارير".
تعاون أمني
ولكن الزيارة جاءت أيضا بعد توقيع وزير الدفاع الإسرائيلي، الشهر الماضي، اتفاقية تعاون أمني مع البحرين.
وقالت صحيفة (يديعوت أحرونوت) الإسرائيلية: "ستساعد الاتفاقية، التي تم توقيعها بعد عام ونصف العام تقريبا من توقيع اتفاقيات إبراهيم في البيت الأبيض، على تعزيز التعاون الاستخباراتي بين إسرائيل والبحرين، إلى جانب التدريب المشترك وتعميق التعاون بين الصناعات الأمنية في البلدين".
وأشارت إلى أن اللقاءات الإسرائيلية-البحرينية بحثت الاتفاق الناشئ في فيينا وسبل التصدي لإيران.
وقالت الهيئة العامة للبث الإسرائيلي "لأول مرة، سيتمركز ضابط من الجيش الإسرائيلي سيعمل كضابط اتصال في العاصمة المنامة، وسيتولى مهام تشبه مهام الملحق العسكري".
وأضافت إن كوخافي بحث مع القيادة الأمنية في البحرين التعاون العملياتي والتدريب المشترك والتدريبات وتطوير القدرات المشتركة.
وبدأت زيارة رئيس الأركان الإسرائيلي بمراسم استقبال رسمية برئاسة رئيس أركان قوة دفاع البحرين الفريق الركن ذياب بن صقر النعيمي، ولقاء مع مستشار الأمن الوطني البحريني الشيخ ناصر بن حمد آل خليفة.
وشملت الزيارة أيضا، لقاءات مع كبار قادة الجيش البحريني ومن بينهم المشير الركن الشيخ خليفة بن أحمد آل خليفة القائد العام لقوة دفاع البحرين ورئيس الأركان في قوة دفاع البحرين الفريق الركن ذياب بن صقر النعيمي ووزير شؤون الدفاع البحريني الفريق عبدالله بن حسن النعيمي.
وقال الجيش الإسرائيلي: "بحث القادة التحديات المشتركة للدولتيْن وفرص توسيع التعاون".
الأسطول الخامس الأمريكي
وشملت زيارة كوخافي إلى البحرين جولة في مقر الأسطول الخامس الأمريكي ولقاء مع قائد الأسطول الفريق بحري براد كوبر وفريقه.
وقال كوخافي: "التعاون المتواصل مع الأسطول الخامس مهم وذو قيمة عالية، اللقاء المشترك في البحرين يعتبر ركيزة أساسية للعلاقة الاستراتيجية مع الولايات المتحدة وفي أمننا القومي".
وجاءت الجولة بعد أيام من قيام قائد القيادة المركزية الأمريكية الجنرال كينيث ماكينزي بزيارة رسمية وأخيرة خلال توليه مهام منصبه، وذلك بضيافة رئيس الأركان الجنرال كوخافي.
وقال أفيخاي أدرعي، الناطق بلسان الجيش الإسرائيلي، في بيان تلقته "العين الإخبارية": "تضاف هذه الزيارة إلى سلسة من اللقاءات والزيارات التي أجراها مسؤولون في الجيش الإسرائيلي مع مسؤولين في الجيش الأمريكي في البحرين وفي إسرائيل".
ولفت إلى أنه "إلى جانب الزيارات تدربت في الآونة الأخيرة قوات الجيش الإسرائيلي مع قوات القيادة المركزية الأمريكية في عدة تمارين في منطقة البحر الأحمر جوًا وبرًا وبحرًا، بما يمثل عاملًا مهمًا للتعاون العملياتي بين القيادة المركزية الأمريكية والجيش الإسرائيلي".
وقال أدرعي: "تؤشر العلاقة المتواصلة بين الجيش الإسرائيلي والجيش الأمريكي إلى جانب العلاقة الآخذة في التطور مع الجيش البحريني على التعاون الوثيق الذي يؤثر على كافة دول الشرق الأوسط".
ومن جهتها، قالت القيادة المركزية للقوات البحرية الأمريكية في بيان تلقته "العين الإخبارية"، "استضاف نائب الأدميرال براد كوبر، قائد القيادة المركزية للقوات البحرية الأمريكية، الأسطول الخامس الأمريكي والقوات البحرية المشتركة، رئيس الأركان العامة الإسرائيلية الفريق أفيف كوخافي خلال زيارة إلى البحرين".
وأضاف: "ناقش القادة الفرص المستقبلية للتعاون الأمني البحري بين الجيش الإسرائيلي والأسطول الخامس الأمريكي".
aXA6IDE4LjIyNS4xOTUuMTUzIA== جزيرة ام اند امز