كريستي كيم.. مهاجرة استلهمت من معاناتها في أمريكا فكرة شركتها الناشئة

في عام 2011، ظنّت كريستي كيم أنها تعيش "الحلم الأمريكي" إذ تخرجت للتو من جامعة كاليفورنيا في بيركلي وبدأت مسيرتها المهنية في مجال الخدمات المصرفية بسان فرانسيسكو في عمر 22 عامًا.
لكن كيم اصطدمت يعجزها عن توفير العامل الأول للاستقرار: السكن، إذ رفضت مرارا طلباتها لاستئجار أي شقة بسبب عدم امتلاكها سجل ائتماني في أمريكا.
وفي حديثها عن رحلتها الملهمة لشبكة سي إن بي سي، قالت كيم: "لقد كان الأمر صعبًا للغاية لأنني درستُ بجدّ، وعملتُ بجدّ للحصول على وظيفة وكسب المال، وأدركتُ أنني ليس لدي سجل ائتماني في الولايات المتحدة، أنا غير مرئية - أنا شبح ائتماني".
وهاجرت كيم إلى الولايات المتحدة من كوريا الجنوبية بمفردها في سن الحادية عشرة.
ولأنها لم تكن لديها عائلة في البلاد لتؤمّن لها شقة، كان عليها أن تُبدع في إيجاد الحلول، ولجأت إلى موقع Craigslist، حيث وجدت شقة أعجبتها وتواصلت مع المالك مباشرةً.
وقالت كيم: "أخبرت المالك أنني ليس لدي سجل ائتماني، لكن صدقني، لدي وظيفة، ويمكنني أن أطلب منك التحدث مع مديري، وهو بدوره سيضمنني"، ونجحت خطتها، وحصلت كيم على شقتها الأولى.
واستمرت تلك الصعوبات المبكرة في التكيف مع النظام المالي الأمريكي في التأثير على كيم.
واليوم، تشغل كيم، البالغة من العمر 38 عامًا، منصب المؤسس المشارك والرئيس التنفيذي لشركة "توموكريديت"، وهي اشارة لكلمة "tomo" وتعني المستقبل - وهي شركة ناشئة في مجال التكنولوجيا المالية مقرها سان فرانسيسكو، تساعد الأفراد، وخاصةً ذوي السجل الائتماني المحدود، على بناء سجل ائتماني وتحسين أوضاعهم المالية الشخصية.
وفي العام الماضي، حققت شركة كيم أكثر من 20 مليون دولار، وفقًا لوثائق اطلعت عليها شبكة CNBC .
نقطة تحول
رغم ذلك، تقول كيم، أن نقطة التحول في حياتها لم تكن السكن، بل في شراء سيارتها الأولى، فبعد انتقالها إلى شقتها، أرادت كيم الحصول على قرض سيارة.
وبعد رفض وكالة السيارات المتكرر لطلبها، اضطرت كيم إلى إطلاق العنان لإبداعها، فتوجهت إلى فرع سيتي بنك المحلي وسألت إن كان بإمكان المدير ضمانها، نظرًا لوجود سجلات تُظهر راتبها ومدخراتها في البنك.
وقالت، كنت اتحرك في جميع الجهات متمسكة بمبدأ أنني أريد أن يشعر الناس، وخاصةً المهاجرون، بالتمكين، بدلًا من الشعور بالخجل، لأن عدم حصولي على سجل ائتماني لم يكن أمرًا يستحق الخجل منه، هذا ببساطة لأنني لم أكن أعرف النظام".
وتابعت "طلبتُ لقاء مع مدير البنك، وسألته هل يمكنك الاتصال بوكالة قروض السيارات ثم إخبارهم أنني شخص جدير بالثقة، يمكنكم رؤية حجم أرباحي، لكن رده كان إن الأمر لا يسير على هذا النحو، لا يُسمح له بكفالتي، قسم الخدمات المصرفية وقسم الإقراض لديهما منفصلان، لذا لا يمكنهما التواصل مع بعضهما البعض، وهكذا أدركتُ أن النظام قديمٌ جدًا."
في النهاية، اضطرت إلى اقتراض بعض المال من عائلتها في كوريا لشراء سيارة مستعملة، وتقول كيم إنها تعلمت من خلال هذه التجربة أن نظام الائتمان والمصارف الأمريكي غير فعال للغاية.
وكانت خسارة للجميع، خسارة لمعرض السيارات، إذ لم يتمكنوا من إتمام عملية البيع، وخسارة لي أيضًا لأنني اضطررتُ إلى إنفاق مبالغ طائلة، والأمر ليس جيدًا للبنك أيضًا، إذ لم يتمكنوا من إرضائي، بصفتي عميلهم، كما قالت كيم.
وتابعت بقولها "لهذا السبب أسست شركة "تومو" بثقة تامة، كنتُ أعلم، أن ملايين الأشخاص مثلي مروا بهذه التجربة السيئة، أعتقد أنه كان لا بد من بناء هذه الشركة لهذا السبب."
وبصفتها امرأة انتقلت إلى الولايات المتحدة بمفردها، لم يكن لديها أي أفراد من العائلة لمساعدتها في التعامل مع نظام الائتمان في البلاد، ونتيجةً لذلك، لم تكن تُدرك أهمية وجود سجل اقتراض من أحد البنوك لبناء الائتمان.
نصائح سهلة لبناء رصيد ائتماني
وأنشأت كيم شركة TomoCredit في سن مبكرة، وشاركت نصيحتين أساسيتين لبناء رصيد ائتماني للمبتدئين:
النصيحة الأولى، هي تعرّف على درجة ائتمانك في أقرب وقت ممكن.
وتقترح كيم التعرّف على آلية عمل درجات الائتمان ومعرفة درجتك في أقرب وقت ممكن.
وقالت كيم: "لا يعرف الكثيرون تعريف درجة الائتمان، إنها احتمالية سدادك لقرض خلال الاثني عشر شهرًا القادمة، اعرف درجتك الائتمانية، حتى في سن الثامنة عشرة، قد لا تملك شيئًا، وقد تمتلك شيئًا إذا أضافك والداك إلى ملفهما، لذا، اعرف ما هي، واعرف معناها."
النصيحة الثانية، هي ابدأ بمبالغ صغيرة عندما لا تملك درجة ائتمانية.
بالنسبة للأشخاص الذين ليس لديهم درجة ائتمانية، تقترح كيم البدء بمبالغ صغيرة من خلال اقتراض مبالغ صغيرة من البنك يمكن سدادها بسهولة.
سواءً كان المبلغ ١٠٠ دولار أو ١٠٠٠ دولار، فإن إظهار سجلّك الائتماني وقدرتك على الحصول على قرض وسداده سيساعدك على بناء سجلك الائتماني، كما قالت كيم.
aXA6IDIxNi43My4yMTYuMTAg جزيرة ام اند امز