"منزل السلام" مقر قمة الكوريتين.. رمز الانقسام
قمة خاصة بين زعيمي الكوريتين في مقر شهد تاريخا حافلا من الانقسام بين البلدين دام لعقود طويلة.
تقام هذا الأسبوع قمة خاصة بين زعيمي الكوريتين في إحدى أكثر المناطق خطورة في العالم، حيث يملأ الشريط الحدودي بين كل من الشمال الشيوعي والجنوب الديمقراطي كيلومترات طويلة من الأسلاك الشائكة ومئات الآلاف من الألغام، في إشارة إلى توتر دام عقودا طويلة بين شطري شبه الجزيرة الكورية.
- قمة الكوريتين.. المصافحة وخط العبور تفاصيل ما وراء البروتوكول
- كوريا الشمالية تعلن التوقف عن إجراء التجارب النووية
وأشار موقع فوكس نيوز الإخباري إلى أن اللقاء المرتقب نهاية هذا الأسبوع، بين كل من كيم جونج أون زعيم الشمال ومون جاي إن رئيس كوريا الجنوبية، سيعقد في قرية بان مون جوم، التي تقع في منتصف منطقة منزوعة السلاح طولها 248 كيلومترا تم إنشاؤها عقب نهاية الحرب الكورية التي نشبت عام 1950 وانتهت عام 1953 بتقسيم الكوريتين.
وشهدت تلك القرية العديد من المفاوضات بين البلدين برعاية أمريكية وسوفيتية وصينية، على مدار عقود، إلا أن مشهدا فريدا من نوعه يصف حالة الانقسام بين شطري الجزيرة الكورية في تلك القرية الصغيرة التي تقع في وسط مئات الكيلومترات من الأسلاك الشائكة والموانع وحقول الألغام.
ففي زيارة حديثة لمراسلي قناة فوكس نيوز الأمريكية، يظهر مبنى بلون أزرق في وسط ممر يربط المعبر الحدودي بين الكوريتين، عليه شعار الأمم المتحدة، وعند دخول هذا المبنى المكون من طابق واحد يمكن رؤية خط باللون الأبيض يقسم الغرفة إلى نصفين، تعبيرا عن الحدود الرسمية بين الكوريتين.
ويحيط بهذا المبنى عدد من الجنود، كل على حدود بلاده واقفين في حالة تأهب، وينظرون لنظرائهم من الجانب الآخر بنظرة باردة، إلا أنها تحمل توترا ملحوظا بعد عمليات الهروب الناجحة من كوريا الشمالية إلى الشطر الجنوبي.
ويقوم عدد من المراقبين العسكريين الدوليين، وأغلبهم من قوات حفظ السلام الدولية إضافة إلى وجود ملحوظ لأفراد عسكريين أمريكيين، بمتابعة الوضع وتأكيد حفظ المعاهدات بين الكوريتين، خصوصا أنه منذ نهاية الحرب الكورية ظل البلدان في هدنة طويلة المدى دون اتفاقية سلام حتى اليوم.
وشهد هذا المبنى الصغير العديد من جولات المفاوضات بين الكوريتين، حيث وصل عدد المحادثات التي تمت بين الشطرين الكوريين إلى 765 جولة أثناء الحرب، إضافة إلى أكثر من 830 جولة محادثات بين كل من الكوريتين ومحادثات بين الشمال والأمم المتحدة.
ويطلق على هذا المبنى اسم فريد من نوعه يعبر عن آمال بعيدة لنهاية التوتر وحالة العداء بين البلدين الجارين، ألا وهو "منزل السلام"، وهو المبنى الذي سيعبر حدوده الزعيم الكوري الشمالي كيم جونج أون خلال أول لقاء له مع الرئيس الكوري الجنوبي منذ توليه السلطة في عام 2011، مما سيجعله أول زعيم لكوريا الشمالية يعبر حدود بلاده للشطر الجنوبي منذ نهاية الحرب الكورية.