كوسوفو.. انتخابات برلمانية تنكأ «جراح الماضي»
![ناخبة تدلي بصوتها في انتخابات كوسوفو - رويترز](https://cdn.al-ain.com/lg/images/2025/2/09/204-110441-kosovo-parliament-elections_700x400.jpg)
ينتخب المواطنون في كوسوفو، اليوم الأحد، برلمانهم الجديد في انتخابات يخيم عليها التوتر مع صربيا المجاورة.
تأتي الانتخابات بعد حملة شهدت مشادات بين مرشحي المعارضة ورئيس الوزراء ألبين كورتي بشأن الاقتصاد والفساد والعلاقات مع صربيا، العدو القديم للبلاد.
وصل كورتي، وهو يساري من أصول ألبانية، إلى الحكم في الدولة الصغيرة الواقعة في البلقان عام 2021، عندما حصل ائتلاف بقيادة حزب فيتيفيندوسيي (تقرير المصير) على أكثر من 50% من الأصوات، لينال أغلبية في البرلمان المكوَّن من 120 مقعدًا.
خاض كورتي وحزبه "فيتيفيندوسيي" (تقرير المصير) حملته الانتخابية متعهدًا أن يحكم كوسوفو "من أقصاها إلى أقصاها"، أي حتى المناطق التي يقطنها الصرب بشكل أساسي، حيث يكون نفوذ بلغراد أكثر وضوحًا من نفوذ بريشتينا.
في الأشهر الأخيرة، أغلق رئيس الوزراء العديد من المؤسسات الموازية (بنوك، ومكاتب بريد، وإدارات) التي موَّلتها صربيا لضمان ولاء الأقلية الصربية.
وقد تمنح عمليات الإغلاق هذه، التي غطتها الصحافة على نطاق واسع، حزب فيتيفيندوسيي انتصارًا كبيرًا، إذ تعطي آخر استطلاعات الرأي الحزبَ ما بين 40% و50% من الأصوات في برلمان منقسم. وفي عام 2021، فاز الحزب بنسبة 50.28% من الأصوات، متقدمًا على حزب كوسوفو الديمقراطي (PDK)، الذي حصل على 17%.
هيمن حزب كوسوفو الديمقراطي، الذي أسَّسه محاربون قدامى في الحرب ضد القوات الصربية، على الحياة السياسية منذ الاستقلال عام 2008 وحتى عام 2019، قبل أن تتهم العدالة الدولية بعض قادته بارتكاب جرائم خلال الصراع ضد صربيا في أواخر التسعينيات.
ومن بين المقاعد العشرين المخصصة للأقليات، فازت اللائحة الصربية (صربسكا ليستا) عام 2021 بجميع المقاعد العشرة المخصصة للأقلية الصربية. وستكون النتيجة التي سيحققها هذا الحزب، الذي تعتبره بريشتينا الذراع السياسية لصربيا، تحت مجهر السلطات أيضًا.
ويقول المحللون السياسيون إن شعبة كورتي تعززت جراء اتخاذ الحكومة إجراءات لتوسيع سيطرتها في شمال كوسوفو، حيث تتركز الأقلية الصربية.
لكن المنتقدين يقولون إنه فشل في تحقيق تقدم في مجالي التعليم والصحة، وإن سياساته في الشمال أبعدت البلاد عن حلفائها التقليديين، الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة.
وخلصت رويترز إلى أن الاتحاد الأوروبي فرض قيودًا اقتصادية على البلاد عام 2023 بسبب دورها في تأجيج التوتر مع الأقلية الصربية في الشمال، مما أدى إلى خفض التمويل بما لا يقل عن 150 مليون يورو (155 مليون دولار).
وقد يؤدي انخفاض نسبة الأصوات التي يحصل عليها حزب كورتي إلى أقل من 50% إلى الدخول في محادثات لتشكيل ائتلاف بعد الانتخابات.
وتشمل أحزاب المعارضة الرئيسية "الرابطة الديمقراطية لكوسوفو"، التي تبنت حملة انتخابية تهدف إلى استعادة العلاقات مع الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي والانضمام إلى حلف شمال الأطلسي (الناتو)، والحزب الديمقراطي لكوسوفو، الذي ينتمي أيضًا إلى يمين الوسط، والذي أسسه مقاتلون سابقون في جيش تحرير كوسوفو.
ويحق لنحو مليوني شخص التصويت في الانتخابات.
وبدأت عملية التصويت في الساعة السابعة صباحًا (6:00 بتوقيت غرينتش) وتنتهي في السابعة مساءً. ومن المتوقع أن تصدر استطلاعات آراء الناخبين بعد ذلك بقليل، وأن تظهر النتائج في وقت لاحق من الليل.
وقال زلاتان إيليك، زعيم اللائحة الصربية، في مقابلة هذا الأسبوع: "التصويت للائحة الصربية يعني التصويت للدولة الصربية".
وأضاف: "كل صربي لا يصوت، أو يصوت ضد اللائحة الصربية، هو في الواقع يعطي صوته لكورتي ومن يُطيعونه".
من جهته، دعا الرئيس الصربي ألكسندر فوتشيتش أيضًا إلى التصويت لمرشحي صربسكا ليستا، معتبرًا أنهم "الضامنون الوحيدون لعدم طرد كورتي الصرب من كوسوفو".
ورداً على سؤال حول إمكانية إقدام السلطات الكوسوفية على منع بعض الناخبين من صرب كوسوفو المقيمين في صربيا من القدوم للتصويت، سعى فوتشيتش إلى الطمأنة.
وقال: "أجرينا مناقشات حتى وقت متأخر الليلة الماضية مع ممثلي الخماسية (فرنسا، وألمانيا، وإيطاليا، والمملكة المتحدة، والولايات المتحدة). لقد وعدونا بأن هذا لن يحدث".
توتر متكرر
اتسمت سنوات حكم كورتي بتوتر متكرر مع الأقلية الصربية ومع بلغراد، لا سيما منذ فشل المحادثات التي نظمها الاتحاد الأوروبي عام 2023.
وفي مايو/أيار من العام نفسه، أُصيب عشرات من عناصر قوة حفظ السلام التابعة لـحلف شمال الأطلسي في مواجهات مع الصرب.
وفي سبتمبر/أيلول 2023، أقدمت مجموعة تضم صربًا مدججين بالسلاح على قتل شرطي كوسوفي قبل أن تتحصن لساعات في دير، ثم تفرّ بعد ذلك سيرًا إلى صربيا.
وفي نهاية نوفمبر/تشرين الثاني 2024، أدى هجوم على قناة حيوية لمنشآت الكهرباء في كوسوفو إلى رفع منسوب التوتر مجددًا.
إلا أن ذلك لم يزعزع نهج كورتي المتشدد حيال صربيا، حتى لو أثار ذلك استياء المجتمع الدولي، الذي يتهمه برفض أي حوار.
aXA6IDE4LjE4OC4zMC4xNjEg
جزيرة ام اند امز