صربيا وكوسوفو.. استمرار التوتر يدفع الاتحاد الأوروبي إلى التدخل
اشتباكات في شمال كوسوفو أطلقت تحذيرات أوروبية وغربية، بعد وضع صربيا جيشها في أعلى درجات التأهب ونقل بعض وحداته إلى مناطق قريبة من الحدود.
وأعلن مجلس الأمن الصربي، السبت، أن جيش البلاد لا يزال في حالة تأهب قصوى، ردا على ما تقول صربيا إنها "محاولة سلطات بريشتينا تنصيب رؤساء بلديات ألبان في الشمال بعد الانتخابات المحلية جرت الشهر الماضي وقاطعها الصرب المحليون".
أوروبا تتدخل
تلك التطورات، دفعت وزير خارجية الاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل إلى دعوة قادة كوسوفو وصربيا إلى وقف التصعيد على الفور بعد اشتباكات "غير مقبولة على الإطلاق" في شمال كوسوفو.
وحذّر بوريل من أن الاتحاد الأوروبي "يناقش الإجراءات التي يمكن اتخاذها في حال واصلت الأطراف مقاومة الخطوات المقترحة تجاه وقف التصعيد".
وكان الأمين العام لحلف شمال الأطلسي ينس ستولتنبرغ دعا كوسوفو لتهدئة التوتر مع صربيا، قائلا إنه تحدث مع جوزيب بوريل مسؤول السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي بخصوص كوسوفو.
خطوات أحادية
وأضاف أمين "الناتو" أنه يتعين انخراط بريشتينا وبلغراد في الحوار الذي يقوده الاتحاد الأوروبي، مناشدًا "بريشتينا لإنهاء التصعيد وعدم اتخاذ خطوات أحادية من شأنها زعزعة الاستقرار".
وكانت حكومة كوسوفو دخلت عنوة إلى مباني البلدية لتنصيب رؤساء بلديات في مناطق سكانها من أصول صربية في شمال البلاد، ما أدى إلى وقوع اشتباكات يوم الجمعة وما تلاه بين شرطة كوسوفو والمحتجين المعارضين لرؤساء البلديات من أصل ألباني.
ودفعت الاشتباكات صربيا لوضع جيشها في أعلى درجات التأهب ونقل وحداتها إلى مناطق قريبة من الحدود. ورفض الصرب المشاركة في الانتخابات المحلية في أبريل/نيسان الماضي، في حين فاز مرشحون ألبان بجميع البلديات الأربع بنسبة مشاركة بلغت 3.5%.
وقال صرب محليون، تدعمهم بلغراد، إنهم لا يقبلون رؤساء البلديات وإنهم لا يمثلونهم، فيما رافقت الشرطة ثلاثة من رؤساء البلديات الأربع إلى مكاتبهم يوم الجمعة.
ورشق محتجون المسؤولين بالحجارة، لترد الشرطة بالغاز المسيل للدموع ومدافع المياه لتفريق الحشود الغاضبة، فيما لا يزال الوضع متوترا مع استمرار حراسة من الشرطة المسلحة بقوة في مركبات مدرعة لمكاتب رؤساء البلديات.
ولم يقبل الصرب، الذين يشكلون أغلبية سكان شمال كوسوفو، إعلان الإقليم الاستقلال عن صربيا عام 2008 وما زالوا يعتبرون بلغراد عاصمتهم بعد أكثر من عقدين على انتهاء الحرب في 1999. ويشكل المنحدرون من أصل ألباني 90% من إجمالي سكان كوسوفو.