البلقان على صفيح ساخن.. تأهب عسكري في صربيا
بعد نحو 3 أشهر من موافقة زعيمي صربيا وكوسوفو على اتفاق لتطبيع العلاقات يدعمه الغرب، دخلت منطقة البلقان منعطفا جديدا.
واليوم السبت أعلن مجلس الأمن الصربي، أن جيش البلاد لا يزال في حالة تأهب قصوى، ردا على ما تقول صربيا إنها محاولة سلطات بريشتينا تنصيب رؤساء بلديات ألبان في الشمال بعد الانتخابات المحلية جرت الشهر الماضي وقاطعها الصرب المحليون.
وجاء في بيان صدر عن المجلس في أعقاب جلسته السبت، نقلته وكالة نوفوستي الروسية: "بسبب الاستخدام الوحشي للقوة من جانب (رئيس وزراء كوسوفو) ألبين كورتي وهياكله ضد الشعب الصربي في كوسوفو وميتوهيا، لا تزال القوات المسلحة الصربية في حالة تأهب قصوى".
وأضاف البيان: "قوة حفظ السلام في كوسفو (كفور) التي يقودها حلف شمال الأطلسي (ناتو) لم تقم بعملها وفق القرار 1244 الدولي والاتفاقية العسكرية الفنية في كومانوفو. رئيس الأركان ميلان مويسيلوفيتش مفوض بالحفاظ على الاتصال المباشر مع قائد قوة (كفور)، في محاولة لضمان قيام القوة بعملها".
وكان الرئيس الصربي ألكسندر فوتشيتش، قد وضع أمس الجمعة، الجيش الصربي في حالة تأهب قصوى بسبب الوضع في كوسوفو وميتوهيا في ضوء خطوات بريشتينا.
كما طالب فوتشيتش الناتو "بوقف العنف ضد الصرب على الفور" في كوسوفو وميتوهيا.
وكانت قوات شرطة كوسوفو قد سيطرت أمس الجمعة، على مباني بلديات ليبوسافيتش وزوبين بوتوك وزفيكان في شمال الإقليم باستخدام الغاز المسيل للدموع والقنابل الصوتية.
وحاول الصرب المحليون منع قوات الأمن والمسؤولين من ألبان كوسوفو من الدخول إلى هناك، واندلعت اشتباكات أسفرت عن إصابة 10 أشخاص، بحسب وكالة نوفوستي.
من جهتها، قالت شرطة كوسوفو، إن الاشتباكات أسفرت عن إصابة 5 من ضباط الشرطة وإلحاق ضرر بـ4 سيارات تابعة لها و3 مركبات تابعة لبعثة الاتحاد الأوروبي المعنية بسيادة القانون في كوسوفو (ايوليكس) وسيارات مدنية.
الناتو يتحرك
وفي تحرك فوري، حث حلف شمال الأطلسي (ناتو) كوسوفو اليوم السبت على تهدئة التوترات مع صربيا وذلك في اليوم التالي لدخول حكومتها عنوة إلى مباني البلدية لتنصيب رؤساء بلديات في مناطق سكانها من أصول صربية في شمال البلاد.
وقالت أوانا لونجيسكو المتحدثة باسم حلف شمال الأطلسي في منشور على تويتر "نحث المؤسسات في كوسوفو على وقف التصعيد على الفور وندعو جميع الأطراف لحل الموقف من خلال الحوار".
وأضافت أن قوة حفظ السلام بقيادة الحلف في كوسوفو التي يبلغ قوامها 3800 فردا ستظل في حالة يقظة.
رد وانتقاد
من ناحيته، دافع رئيس وزراء كوسوفو ألبين كورتي عن مرافقة الشرطة لرؤساء البلديات الجدد.وكتب على تويتر اليوم السبت "من حق أولئك المنتخبين في انتخابات ديمقراطية تولي مناصبهم دون تهديدات أو ترهيب. ومن حق المواطنين أيضا أن يخدمهم هؤلاء المسؤولون المنتخبون".
وانتقد وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن أمس الجمعة حكومة كورتي لتصرفاتها في المنطقة الشمالية قائلا إنها "أدت إلى تصعيد التوترات دون داع، وتقوض جهودنا للمساعدة في تطبيع العلاقات بين كوسوفو وصربيا وستكون لها تداعيات على علاقاتنا الثنائية مع كوسوفو".
ويشكل ذوو الأصول الألبانية أكثر من 90 بالمئة من السكان في كوسوفو بينما يشكل الصرب أغلبية في المنطقة الشمالية فحسب.
حذور الأزمة
وكوسوفو، التي كانت أحد أقاليم صربيا في السابق، أعلنت استقلالها عام 2008 بعد أعوام من حرب نشبت في عامي 1998 و1999.
وفي الفترة من عام 1999 إلى عام 2008، أدارت بعثة الأمم المتحدة للإدارة المؤقتة في كوسوفو الإقليم، حتى أعلنت قرارها بالاستقلال.
وقصف الناتو خلال تلك الحرب يوغوسلافيا التي كانت تضم، آنذاك، صربيا والجبل الأسود، لحماية كوسوفو ذات الأغلبية الألبانية.
وكانت المناطق الحدودية بين كوسوفو وصربيا تشهد توترات بين الحين والآخر، آخرها حدث في نوفمبر/تشرين الثاني الماضي عندما ترك مئات الموظفين الصرب بالشرطة والقضاء وظائفهم، احتجاجا على قرار يمنع الصرب في كوسوفو من استخدام لوحات المركبات الصادرة من بلغراد، لكن بريشتينا تراجعت في النهاية.
وفي 10 ديسمبر/كانون الأول الماضي، شهدت الحدود بين البلدين اضطرابات عندما أقام الصرب حواجز على الطرقات، احتجاجا على اعتقال شرطي سابق يشتبه في تورطه بهجمات ضد ضباط كوسوفيين ألبان، ما أدى إلى توقف حركة المرور بمعبرين حدوديين.
وقد أثارت المواجهات بين الجارتين في البلقان على مر السنين المخاوف من عودة شبح الحرب.
aXA6IDE4LjIyMy4xOTUuMTI3IA== جزيرة ام اند امز