بعد 10 سنوات من الاندماج التاريخي.. كرافت هاينز تعلن «الطلاق التجاري»
أعلنت شركة كرافت هاينز، عملاقة صناعة الأغذية في العالم، عن خططها للانقسام إلى شركتين مستقلتين.
يأتي ذلك بعد 10 سنوات من اندماج علامتي كرافت وهاينز في صفقة وصفت وقتها بأنها من الأضخم في تاريخ صناعة الأغذية.
وأوضحت الشركة في بيان أن الانقسام سيُنتج كيانين جديدين مؤقتي التسمية: الأول يحمل اسم "Global Taste Elevation Co." وسيضم منتجات مثل صلصة هاينز، جبن فيلادلفيا، وماك آند تشيز من كرافت، وهي وجبات تُحفظ على الرف ولا تحتاج للتبريد.
أما الكيان الثاني فيسمى "North American Grocery Co."، وسيشمل علامات تجارية معروفة مثل أوسكار ماير، شرائح كرافت، ووجبات لانشابلز المخصصة للأطفال.
ومن المنتظر الكشف عن الأسماء الرسمية للشركتين لاحقًا. ومن المقرر أن يتولى كارلوس أبرامز-ريفيرا، الرئيس التنفيذي الحالي للشركة، منصب الرئيس التنفيذي لكيان "North American Grocery Co."، بينما لا تزال الشركة تبحث عن مرشح لقيادة "Global Taste Elevation Co.".
ويأتي هذا القرار بعد مراجعة استراتيجية أعلنت عنها كرافت هاينز في مايو/أيار الماضي، وهو ما اعتبره المحللون إشارة مبكرة إلى نية الشركة في إعادة هيكلة أعمالها. وأرجعت الإدارة هذا القرار إلى الحاجة لتحسين الكفاءة في تخصيص رأس المال وتعزيز فرص النمو في قطاعات محددة.
وقال ميغيل باتريسيو، الرئيس التنفيذي للمجلس الإداري في كرافت هاينز: إن "علامات كرافت هاينز محبوبة وأيقونية، لكن هيكلنا الحالي معقد لدرجة تُصعّب علينا تخصيص الموارد بكفاءة وترتيب الأولويات بشكل فعال."
الاندماج التاريخي
وتعود جذور هذا الاندماج إلى عام 2013، عندما تعاون الملياردير وارن بافيت مع شركة الاستثمار البرازيلية "3G كابيتال" لشراء شركة "هاينز" مقابل 23 مليار دولار، وهي صفقة كانت الأغلى في صناعة الأغذية آنذاك.
ثم اتجه الطرفان لدمج هاينز مع كرافت في عام 2015، ليؤسسا معًا خامس أكبر شركة للمواد الغذائية والمشروبات في العالم بإيرادات سنوية بلغت 28 مليار دولار.
ورغم عمليات تقليص النفقات وتسريح آلاف الموظفين، لم تتمكن الشركة المندمجة من مجاراة التغيرات السريعة في أذواق المستهلكين، وقد باتوا يفضلون الأطعمة الصحية والطازجة بدلاً من الأغذية المُصنعة والمعلبة.
كما واجهت كرافت هاينز تحديات في التمييز بين منتجاتها والعلامات التجارية الأرخص في المتاجر الكبرى، مثل منافسة كاتشب هاينز مع العلامات التجارية الخاصة بسلاسل المتاجر مثل "Great Value" التابعة لوولمارت.
وفي عام 2019، خفضت كرافت هاينز القيمة السوقية لعلامتي أوسكار ماير وكرافت بمقدار 15.4 مليار دولار، نتيجة مشكلات في التكاليف وسلاسل التوريد. كما ألقت بعض الجهات الاستثمارية باللوم على القيادة بسبب التركيز المفرط على تقليص التكاليف على حساب الابتكار.
وفي محاولة لتعديل المسار، قامت الشركة في 2021 ببيع قسم المكسرات "بلانترز" وأعمال الجبن الطبيعي، معلنة نيتها لإعادة استثمار العائدات في العلامات الأسرع نمواً مثل "P3" و"لانشابلز".
وتؤكد كرافت هاينز أنها لا تعتزم تغيير مواقع مقراتها الحالية في كل من شيكاغو وبيتسبرغ. وتتوقع أن تتم صفقة الانفصال في النصف الثاني من عام 2026.
aXA6IDIxNi43My4yMTYuOSA= جزيرة ام اند امز
