وزير المالية السعودي: المملكة وجهة واعدة للاستثمار في ظل رؤية 2030
أكد وزير المالية السعودي محمد الجدعان، أهمية المملكة كوجهة واعدة للمستثمرين، ودورها كركيزة للاستقرار بمنطقة مليئة بالتحديات الجيوسياسية
وخلال مشاركته اليوم الأربعاء في جلسة ضمن "مبادرة مستقبل الاستثمار" (FII) في الرياض، أوضح الجدعان، أن اهتمام المستثمرين بالسعودية لا يعود فقط لاستقرارها، بل أيضًا للانضباط المالي واحتياطياتها الكبيرة، ما يجعلها بيئة مشجعة على الاستثمار في ظل رؤيتها الطموحة لعام 2030.
وقال إن المملكة تعزز جهودها في تنفيذ خطتها الطموح للتحول الاقتصادي المعروفة باسم "رؤية 2030"، وإنه سعيد بالتقدم المحرز حتى الآن، لكنه ليس "راضيا".
كما شدد على تركيز المملكة على تنمية القطاع غير النفطي كجزء من استراتيجية "رؤية 2030"، معتبرًا أن الاقتصاد السعودي ما زال معتمدًا على التمويل الحكومي، ويحتاج إلى الاستمرار في تحقيق نمو مستدام في قطاعات جديدة.
وأشار وزير المالية السعودي، إلى تحسينات ملحوظة في قطاع السياحة وزيادة مشاركة المرأة في القوى العاملة، حيث تستهدف المملكة الوصول إلى 35% من نسبة مشاركة النساء بحلول 2030.
وفي إطار حديثه عن التحديات العالمية، لفت إلى ضرورة استثمار دول الخليج في أمن الطاقة تماشيًا مع توقعات تحوّل طويل الأمد إلى الطاقة المتجددة، التي قد تستغرق حوالي 30 عامًا، ما يبرز الحاجة إلى استثمارات مستمرة في مصادر الطاقة التقليدية لضمان أمن الإمدادات، إلى جانب دعم مبادرات مكافحة التغير المناخي.
رؤية السعودية 2030
"رؤية السعودية 2030" هي استراتيجية طموحة تهدف إلى تحويل المملكة من اقتصاد يعتمد على النفط إلى اقتصاد متنوع ومستدام. وتركز الرؤية على ثلاثة محاور رئيسية: مجتمع حيوي، اقتصاد مزدهر، ووطن طموح. تعمل الرؤية على تعزيز دور القطاعات غير النفطية، مثل السياحة، والتكنولوجيا، والترفيه، والصناعة، لتصبح السعودية رائدة في هذه المجالات ولتوفير فرص عمل وتعزيز مساهمة القطاع الخاص في الاقتصاد.
وتهدف رؤية 2030 إلى رفع مساهمة القطاعات غير النفطية في الناتج المحلي الإجمالي وزيادة الاعتماد على مصادر دخل جديدة، مثل الصناعة المتقدمة والتقنيات الحديثة، وذلك عبر مشاريع ضخمة مثل "نيوم" و"البحر الأحمر" و"القدية".
ومن الأهداف الأساسية للرؤية زيادة نسبة مشاركة النساء في سوق العمل من 22% إلى 30% بحلول عام 2030، وتحققت بالفعل تحسينات ملحوظة في هذا المجال، حيث شهدت الأعوام الأخيرة زيادة ملموسة في عدد النساء العاملات، ما يعكس تحولًا اجتماعيًا كبيرًا داخل المملكة.
وتسعى السعودية إلى أن تصبح وجهة سياحية عالمية، عبر تطوير مناطق سياحية جديدة وتعزيز البنية التحتية لاستقبال السياح من مختلف أنحاء العالم، حيث تهدف إلى جذب حوالي 100 مليون زائر سنويًا بحلول 2030، من خلال تطوير مشاريع مثل "العلا" و"البحر الأحمر"، لجذب الزوار للاستمتاع بالتراث والثقافة والطبيعة الفريدة في البلاد.
وفي ظل رؤية 2030، تستثمر السعودية في مجالات التكنولوجيا والطاقة المتجددة، ومن أبرز الأهداف تحقيق نسبة 50% من الطاقة من مصادر متجددة بحلول 2030، وتشمل المشاريع البارزة في هذا المجال "مدينة نيوم" التي ستعتمد على الطاقة النظيفة بشكل كامل، لتكون نموذجًا رائدًا عالميًا في مجال المدن المستدامة.