مناشدة غوفن النائبة عن ولاية هكاري وجهتها للمضربين عن الطعام بالسجون التركية بعد قيام 4 معتقلين أكراد بالانتحار خلال الفترة الماضية.
ناشدت ليلى غوفَن، النائبة البرلمانية عن حزب الشعوب الديمقراطي الكردي، المضربين عن الطعام من المعتقلين الأكراد في سجون الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، بالصمود والحفاظ على حياتهم الشخصية وألا يقوموا بالانتحار.
وبحسب الموقع الإلكتروني لصحيفة "جمهورييت" المعارضة، الثلاثاء، جاءت مناشدة غوفن النائبة عن ولاية هكاري، في رسالة وجهتها للمضربين عن الطعام بالسجون التركية، بعد قيام 4 معتقلين أكراد بالانتحار خلال الفترة الماضية.
- بتهمة التجسس.. تركيا تبدأ محاكمة موظف في القنصلية الأمريكية بإسطنبول
- أردوغان والأكراد.. مستشاره يغازلهم بـ"الأغاني" والسجون تعج بـ"نوابهم"
وانتحرت المعتقلة الكردية ميديا تشينار (24 عامًا) شنقًا، الإثنين، داخل محبسها بولاية ماردين (جنوب شرق)، احتجاجًا على حبسها ظلمًا منذ عام 2016 بتهمة "الانتماء لتنظيم إرهابي".
وقبلها بيوم واحد، أنهت المعتقلة الكردية زهراء صاغلام (23 عامًا)، حياتها في سجنها بولاية أرضروم (شمال).
انتحار صاغلام المعتقلة عام 2016 جاء خلال إضرابها عن الطعام منذ فترة؛ لرفع العزلة عن زعيم حزب العمال الكردستاني عبدالله أوجلان.
ويوم السبت الماضي، انتحرت المعتقلة آيتين باتشَت (28 عامًا)، شنقًا داخل سجن "جبزه" النسوي بولاية كوجالي (شمال)، الذي كانت تقبع فيه منذ 6 سنوات، وجاء انتحارها هي الأخرى وهي مضربة عن الطعام من أجل أوجلان.
ويوم 17 مارس/آذار الجاري، انتحر المعتقل الكردي زولقوف جزان داخل معتقله بولاية تكيرداغ (شمال غرب)؛ رفضا لقمع السلطات التركية، حيث كان قد حكم عليه بالسجن لمدة 100 عام؛ على خلفية اتهامه بـ"الانتماء لتنظيم إرهابي".
وبحسب وسائل إعلام تركية مختلفة، فإن المنتحرين الأربعة اعتقلوا بعد اتهامهم بالانضمام لكيانات إرهابية دون سند، وتعرضوا للتعذيب والإهانات داخل سجون السلطة؛ ما دفعهم للإضراب عن الطعام، كي تصل أصواتهم للحكومة التي سدت آذانها عن صرخاتهم.
تجدر الإشارة إلى أن هناك عددا من الساسة والقيادات الكردية يخوضون إضرابا عن الطعام لرفع العزلة عن أوجلان، ومن بينهم النائبة غوفن التي تخوض إضرابها منذ 140 يوما.
وغوفن نفسها كانت قد دخلت السجن في يناير/كانون الثاني 2018 بتهمة انتقاد العدوان التركي على عفرين السورية، وفازت بمقعدها البرلماني في انتخابات 24 يونيو/حزيران الماضي.
وأجبرت غوفن سلطات أردوغان على إطلاق سراحها يوم 25 يناير/كانون الثاني الماضي، وبعد إطلاق سراحها ظلت تحت رقابة السلطات بناءً على أوامر المحكمة في مدينة ديار بكر.
وفي 9 مارس/آذار الجاري، كشف تقرير حقوقي عن أن 320 معتقلا ومدانا داخل 60 سجنا تركيًّا دخلوا في إضراب مفتوح عن الطعام منذ مطلع الشهر ذاته؛ رفضا لسياسات القمع التي تتبعها حكومة أردوغان.
ولاقت حملة المضربين عن الطعام الاحتجاجية تأييدا في العواصم الأوروبية التي وجهت انتقادات واسعة لممارسات حكومة أردوغان ضد الأكراد.
وفي فبراير/شباط الماضي، خرجت تظاهرات حاشدة في إسطنبول لدعم المضربين عن الطعام ورفض العزلة الجبرية المفروضة على أوجلان في المعتقل، إذ تجمع المحتجون في ساحة بكر كوي بالشطر الأوروبي للمدينة، وسط قمع أمني مفرط.
وعبدالله أوجلان، أحد مؤسسي تنظيم حزب العمال الكردستاني، المصنف إرهابيا من قبل تركيا، وهو أول وأبرز قائد له.
واعتقل أوجلان من قبل الاستخبارات التركية عام 1999 خلال وجوده في العاصمة الكينية نيروبي.
وفي 15 فبراير/شباط 1999، تم ترحيله إلى تركيا، قبل أن يصدر بحقه حكم بالإعدام، إلا أنه مع إلغاء عقوبة الإعدام في البلاد، صدر بحقه حكم بالسجن مدى الحياة.
ويقبع أوجلان الآن في سجن شديد الحراسة بجزيرة إيمرالي جنوبي بحر مرمرة.