معارض كردي: نظام أردوغان أرتكب مجزرة بحق الأتراك
أحييت تركيا الذكرى الـ4 لمسرحية الانقلاب التي وقعت في 15 يوليو 2016، والتي استغلها نظام أردوغان لفرض حالة الطوارئ
شن معارض كردي في تركيا هجومًا على نظام الرئيس رجب طيب أردوغان، وحكومة حزب العدالة والتنمية، على خلفية تداعيات القرارات التي اتخذها خلال الفترة التي فرضت فيها حالة الطوارئ عقب مسرحية الانقلاب المزعوم الذي شهدته البلاد صيف عام 2016.
جاء ذلك على لسان عمر فاروق جرجرلي أوغلو، النائب البرلماني عن حزب الشعوب الديمقراطي الكردي المعارض، عضو لجنة حقوق الإنسان بالبرلمان التركي، في سلسلة تغريدات نشرها، الخميس، على حسابه الشخصي بموقع التواصل الاجتماعي "تويتر".
والأربعاء، أحييت تركيا الذكرى الرابعة لمسرحية الانقلاب التي وقعت في 15 يوليو/تموز 2016، والتي استغلها نظام أردوغان لفرض حالة طوارئ استمرت عامين كاملين.
مجزرة بحق الأتراك
المعارض الكردي سلط الضوء على التداعيات السلبية لفترة الطوارئ، وكذلك المراسيم الرئاسية التي تسببت في فصل كثير من العاملين في الدولة بشكل تعسفي بزعم انتمائهم لحركة رجل الدين، فتح الله غولن، الذي تتهمه أنقرة بتدبير المحاولة الانقلابية المزعومة.
وفي هذا الصدد شدد جرجرلي أوغلو على أن "النظام الحاكم في تركيا ارتكب مجزرة بحق الأتراك، فقط ينقص النظام التركي غرف الغاز لتكتمل أركان المجزرة النازية.
وأشار في سياق متصل إلى أن "هناك 55 ألف مدرس تم فصلهم من أعمالهم منذ المحاولة الانقلابية، وهم حاليًا يجلسون بلا عمل حيث ممنوع عليهم أيضًا أن يعملوا في القطاع الخاص، وكأن النظام يقول لهم اجلسوا في بيوتكم بانتظار الموت".
وذكر أن "حالة الطوارئ يكفلها الدستور، لكن النظام طبقها بشكل يتعارض مع مواد الدستور، بل وصل الأمر لدرجة امتهانه للدستور، واستبداله بالمراسيم الرئاسية التي بموجبها تم فصل الموظفين من أعمالهم دون تحقيق أو استجواب، بل وحظر عليهم العمل بالقطاع الخاص أيضًا".
وتابع قائلا "مع فرض حالة الطوارئ في تركيا بدأت حالة من الهروب الجماعي للعقول تعتبر هي الأكبر في تاريخ الجمهورية التركية"، مضيفًا "ونتج عن ذلك أن انخفض الإنتاج العلمي في تركيا بشكل غير مسبوق حتى تفوقت علينا دول مثل تايلاند وإيران، بعد أن كنا في المركز الـ12 بين 47 دولة على مستوى العالم".
نزيف اقتصادي
واقتصاديًا ذكر جرجرلي أوغلو أن احتياطيات البنك المركزي التركي من النقد الأجنبي تراجعت من 105 مليارات دولار إلى 55 مليار فقط، مضيفًا "فلقد ساءت الأوضاع الاقتصادية بشكل كبير، وفي ظل هذه الظروف يفكر أغلب الأتراك في الهجرة".
واستطرد قائلا "ولقد سبق أن طرحنا في استطلاع رأي سؤال على المشاركين حول إن كانوا يفكرون في السفر والعيش بالخارج بسبب الأوضاع الاقتصادية السيئة، وكانت المفاجئة أن 62.5% منهم قالوا نعم".
وأفاد أنه "في العام 2015 كان نصيب الفرد من الدخل القومي 10.082 دولار، لكن بنهاية العام 2019 تراجع هذا الرقم إلى 8.960 دولار".
وحذر جرجرلي أوغلو من أن "المجتمع التركي بدأت في التفكك بسبب سياسات النظام الحاكم الذي لا يفكر سوى في الحفاظ على حكمه".
وفي نقطة أخرى أشار المعارض الكردي إلى أن فترة إصدار المراسيم الرئاسية شهدت ارتفاعًا كبيرًا في حالات الطلاق بمعدل 17 ضعف، إذ رفضت غالبية النساء الاستمرار مع أزواجهن بعد فصلهم عن أعمالهم.
وأردف قائلا "لقد دمرتم آلاف الأسر، ودمرتم بيوتًا كانت آمنة"، مضيفًا "فبسبب ما فعلتموه بتنا الآن أمام مجتمع يعيش أزمات نفسية ارتفعت بشكل كبير، وهذه أكبر مشكلة تواجهها تركيا حاليًا".
كما أوضح أن "من يتم التضييق عليهم في الداخل، ويفصلون من أعمالهم بعد إلصاق تهم الإرهاب بهم لا يستطيعون الهرب للخارج، فهل رأيتم شيئًا كهذا في العالم؟ يمنعونهم من السفر دون أن تكون لديهم أحكام قضائية بذلك".
وزاد قائلا "وبالتالي فإن هؤلاء الناس الذين يصبحون بلا مأكل أو مشرب، يموتون مدنيًا، ومن ثم فنحن الآن أمام نظام يمارس نوعًا من القتل الممنهج لشعبه".