«قائد حكيم ومتواضع».. أمير الكويت الراحل بعيون سياسيين خليجيين

«قائد حكيم، هادئ ومتواضع، ودبلوماسيته راقية».. هكذا وصف سياسيون خليجيون الشيخ نواف الأحمد الجابر الصباح أمير الكويت الراحل.

السياسيون أكدوا في أحاديث لـ"العين الإخبارية"، أن الشيخ نواف الأحمد الجابر الصباح كان لديه مكانة كبيرة على الصعيد العربي والإسلامي والدولي ككل، بما امتلك من خبرات سياسية وحكمة في التعامل مع عدد من الملفات والشواغل، وحرصه الدائم على لم الشمل وتوحيد الصفوف بدبلوماسية هادئة راقية، وكذلك مد يد العون لكل من يحتاج إلى المساعدة.

•  الكويتيون يرثون «أمير التواضع».. دعاء ورجاء ومآثر طيبة
• محمد بن زايد يوجه بإقامة صلاة الغائب على أمير الكويت الراحل بكل المساجد

دبلوماسية راقية

وفي هذا الإطار يقول الدكتور ظافر العجمي، أستاذ العلوم السياسية الكويتي، في حديث لـ"العين الإخبارية"، إن "الشيخ نواف امتلك سيرة ذاتية كبيرة جعلته صاحب خبرة سياسية وأمنية، وكان معروفاً عنه التصدي للفساد والقضاء على كل مظاهره، ولهذا فقد شهد حكمه رغم قصره أكبر عدد من التحقيقات في ملفات فساد".

وأضاف أن الشيخ نواف كان لديه ما يمكن تسميته بالدبلوماسية الراقية، والتي كان لها دور كبير في حل الخلافات التي كانت قائمة داخل دول مجلس التعاون الخليجي والتي كانت هناك صعوبات كبيرة لحلها، لافتاً إلى أن "دوره أتى استكمالاً لما كان يسير عليه سلفه الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح وقد استطاع إعادة اللحمة إلى دول الخليج مرة أخرى".

وأكد "العجمي" أن "الكويت في عهد الشيخ نواف مدت يد الخير لكل محتاج من الدول العربية أو الإسلامية في مختلف الأزمات سواء خلال جائحة كورونا أو لدول عانت الفيضانات أو غيرها من الكوارث"، مشيراً إلى أنه كان جزءا من المشهد في كل حدث مر به الكويت منذ الاستقلال.

وكانت الوساطة الكويتية التي قادها الشيخ نواف الأحمد واحدة من أبرز أدواره وينسب لها الفضل في إنهاء الأزمة التي كانت بين السعودية ودولة الإمارات والبحرين إلى جانب مصر، مع قطر وقد انتهى هذا الخلاف بالتوقيع على اتفاق العلا عام 2021، ثم عودة العلاقات الدبلوماسية الكاملة بينهم.

الهدوء والتواضع

بدوره، يقول الدكتور فهد الشليمي، المحلل السياسي والخبير الأمني الكويتي، لـ"العين الإخبارية"، إن "الشيخ نواف كان معروفاً بأنه شخصية تميل إلى الوسطية في الأمور، والعمل على تحقيق الرضا لكل الأطراف والبحث عن الحلول التي تنحي الخلافات، وقد انعكس ذلك على تحركات الكويت الخارجية خلال فترة حكمه".

وعلى الصعيد الداخلي، يقول "الشليمي" إن "الأمير الراحل كان متواضعاً يميل إلى الهدوء، وحرص على دعم فكرة اللامركزية في الحكم، وقد سلم كثيراً من الصلاحيات إلى ولي العهد الأمير الحالي الشيخ مشعل؛ حتى لا تتعطل أي أمور تتعلق بسير العمل بالدولة، وقد انعكست طبيعته الهادئة على الحالة السياسية في البلاد، فأسهم في صناعة مناخ مستقر تنتقل فيه السلطة بسلاسة".

خبرات كبيرة

من جهته، يقول الدكتور فواز كاسب العنزي، مدير تحرير صحيفة سهم الإلكترونية السعودية، في حديث لـ"العين الإخبارية"، إن "خبر وفاة الشيخ نواف الأحمد الجابر الصباح مفجع لكل الشعوب العربية والعالم الإسلامي، إذ إنه كان من الشخصيات التي لها أثر في تحقيق التنمية والازدهار بدولة الكويت الشقيقة".

وأضاف أن "الشيخ نواف كان له كذلك دور مهم في دعم التقارب الخليجي والعربي، لا سيما أنه كان يمتلك خبرة سياسية جعلته قادراً على التعامل مع كثير من الملفات وفي مقدمتها القضية الفلسطينية، وأيضاً الجهود التي بذلت في عهده لتصفير بعض من الملفات السياسية التي كانت عائقاً أمام التقارب الخليجي والعربي.

وأكد "العنزي" أن "الشيخ نواف الأحمد كان أحد أبرز الشخصيات العربية، فقد امتلك ميزات شخصية جزء كبير يعود منها إلى انتمائه لعائلة الصباح المعروفة بالخبرة السياسية".

وشدد في الوقت ذاته على أن "الشيخ مشعل سيكون خير خلف لخير سلف، وسيستكمل مسيرة دولة الكويت الشقيقة في تحقيق التنمية واستمرارها في عطائها ووجودها الخليجي والعربي والإسلامي لخدمة القضايا العربية وتحقيق التعايش الإيجابي بين المجتمعات كافة".

وعندما تولى الشيخ نواف مقاليد الحكم في الكويت في سبتمبر/أيلول من عام 2020 كان وجهاً معروفاً لدى الكويتيين، خصوصاً أنه ينسب إليه فضل كبير في تحديث قطاعي الأمن والدفاع في البلاد، وتطوير العمل الشرطي، كما تولى مناصب عدة كانت بدايتها محافظاً لمحافظة حولّي، وقد عاصر بناء الدولة الكويتية في مختلف محطاتها.

دور محوري للكويت 

بدوره، يقول السياسي البحريني عادل بن عبدالرحمن العسومي، رئيس البرلمان العربي، في اتصال هاتفي لـ"العين الإخبارية"، إنه بصفته رئيساً للبرلمان العربي يتقدم بخالص التعازي للشعب الكويتي والأمتين العربية والإسلامية في وفاة الشيخ نواف الأحمد الجابر الصباح، مؤكداً أنه "لعب دوراً كبيراً في دعم العمل العربي المشترك والقضايا العربية".

وأضاف أن "الشيخ نواف كان له دور كبير في كثير من المواقف التي يشهد له بها، وعلى رأسها الدعم الكويتي للقضية الفلسطينية، وتقديم كم كبير من المساعدات الإنسانية بكل الوسائل".

وتابع: "كما أنه خلال فترة توليه شؤون الكويت أكسبها مزيداً من الأهمية والمكانة على الصعيد العربي، خاصة في الأمور التي تتعلق بلم الشمل وتوحيد الصف".

ونعى قادة العالمين العربي والإسلامي الشيخ نواف الأحمد الجابر الصباح الذي وافته المنية، السبت، كما أعلن عدد من الدول الحداد العام وتنكيس الأعلام لثلاثة أيام، مؤكدة أنه قدم الكثير من العطاء لبلاده والأمتين العربية والإسلامية وللعالم.