قطع طريق الفتن.. تحرك كويتي واع لحماية العلاقات الأخوية

بتحرك واع وسريع، تمكنت الكويت من قطع طريق الفتن، ودحض محاولة يائسة لاستهداف العلاقات القوية والتاريخية مع دولة الإمارات.
ونفت الكويت نفيا قاطعا، الجمعة، صحة ما ردده البعض عن وجود "لوبي" مزعوم لدولة الإمارات يحرض عليها، ما قطع الطريق على محاولات تجار الفتن استهداف العلاقات بين البلدين الشقيقين.
وفي بيان للخارجية الكويتية نشرته وكالة الأنباء الرسمية، نفت الوزارة نفيا قاطعا "صحة ما تناقلته بعض مواقع التواصل الاجتماعي حول لوبي مزعوم لدولة الإمارات العربية المتحدة الشقيقة يقوم بالتحريض على دولة الكويت".
وأوضحت الخارجية الكويتية أن "الخبر قد أشار إلى اسم عضو في البرلمان الأوروبي غير صحيح وغير موجود".
وأشادت الوزارة بمستوى التنسيق المستمر بين بعثة دولة الكويت وبعثة دولة الإمارات العربية المتحدة الشقيقة الدبلوماسية في بروكسل، وسعيهما المشترك للعمل معا في خدمة البلدين وسياستهما الخارجية والذي يأتي انعكاسا للعلاقات الأخوية المتميزة بين البلدين وقيادتهما وشعبيهما الشقيقين، وفق ما نقلته "كونا".
وهذا التعاون المستمر لم يكن وليد السنوات الماضية فقط، وإنما يضرب بجذوره في التاريخ، ويرسم روابط الأخوة والشراكة والتعاون بين الكويت والإمارات في الحاضر والمستقبل.
كما أن هذا الارتباط القوي، والتنسيق الاستثنائي، يقطع الطريق باستمرار أمام محاولات تنظيم الإخوان وقوى الشر في الإقليم، اليائسة، لتعكير صفو العلاقات داخل البيت الخليجي الواحد.
ووفق مراقبين، فإن التحرك الكويتي السريع، ونفي الأخبار اليائسة التي تروجها أبواق الشر في الإقليم، حمى العلاقات بين البلدين، وقطع طريق تجار الفتن، وعكس عمق العلاقات بين الإمارات والكويت، ومتانتها، وتطورها المستمر.
فالعلاقات الإماراتية الكويتية التي تأسست قبل عقود طويلة، تسير دائما إلى الأمام، ويرسم خطواتها تنسيق وتعاون استثنائي وشراكة قوية راسخة، وتقدير متبادل يظهر دائما في تصريحات قادة البلدين.
تطور مستمر
وكما شهدت العلاقات بين الإمارات والكويت تطورا ملحوظا في عهد الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس دولة الإمارات، وأمير الكويت الراحل الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح، تزداد قوة وصلابة في عهد الشيخ نواف الأحمد الجابر الصباح، الذي لم يفوت مناسبة إلا وعبر فيها عن المكانة التي تحتلها الإمارات في قلبه، واعتزازها بإنجازاتها.
ففي فبراير/شباط الماضي، على سبيل المثال، كان أمير الكويت الشيخ نواف الأحمد الجابر الصباح، في طليعة قادة العالم الذين بادروا بتهنئة الإمارات عقب وصول مسبار الأمل إلى المريخ، في إنجاز تاريخي.
وعبرت تهنئة الشيخ نواف عن حجم المحبة والاعتزاز الذي يكنها للإمارات وأهلها، إذ أكد فيها أن "هذا الإنجاز الإماراتي والعربي هو محل فخر واعتزاز الجميع".
وأشاد أمير الكويت "بهذا الإنجاز التاريخي والعلمي في مجال الفضاء"، مشيرا إلى أنه "يضاف إلى الإنجازات التي حققتها دولة الإمارات العربية المتحدة والذي يجسد ما وصلت إليه في المجالات العلمية والتقنية والفضاء من تقدم ورقي عال بفضل الرؤى الطموحة لقيادتها والجهود الحثيثة لأبنائها، ما عزز مكانتها لدى المجتمع الدولي على كافة الأصعدة".
وأعرب عن تمنياته أن تحقق دولة الإمارات العربية المتحدة وشعبها كل ما تتطلع إليه من تقدم وازدهار.
بدورها، تحمل الإمارات محبة وتقديرا للكويت وقيادتها ودورها في دعم التضامن الخليجي والعربي.
وفي إطار جهود قيادة البلدين في استكمال مسيرة العمل المشترك وتعزيز العلاقات الأخوية بين البلدين والنهوض بها نحو المزيد من التقدم والازدهار، عقدت يوم 5 نوفمبر/تشرين الثاني الماضي -عبر تقنية الاتصال المرئي- أعمال الدورة الرابعة من اللجنة العليا المشتركة بين دولة الإمارات ودولة الكويت.
وأكد الشيخ عبدالله بن زايد آل نهيان، وزير الخارجية والتعاون الدولي الإماراتي، أن انعقاد اللجنة في هذا التوقيت ومن خلال تقنيات الاتصال المرئي يعبر عن متانة العلاقات الثنائية وحرص الجانبين على تطوير العمل المشترك واستكشاف الجديد من آفاق التعاون في مختلف المجالات.
وأوضح الشيخ عبدالله بن زايد آل نهيان أن دولة الإمارات ترى في شقيقتها الكويت شريكا استراتيجيا لإرساء دعائم السلم والاستقرار.
وأضاف: "إننا نتطلع دائماً إلى تبادل وجهات النظر مع أشقائنا في دولة الكويت حول التحديات والتطورات والقضايا الإقليمية والدولية، بهدف بلورة مواقف مشتركة تدعم أجندة التقدم والازدهار لدول وشعوب المنطقة".
من جانبه، أكد الشيخ الدكتور أحمد ناصر المحمد الصباح وزير خارجية الكويت أن بلاده ودولة الإمارات ترتبطان بعلاقات استثنائية خاصة وتاريخية متجذرة، تحمل سمات مشتركة مبنية على وحدة المصير والهدف وتسعى الدولتان منذ القدم إلى تحقيق التكامل والترابط في جميع المجالات الحيوية، مشيراً إلى أن تلك العلاقات تعكس إصراراً من القيادة السياسية في البلدين على الدفع بها لمستويات أكثر تكاملاً.
تاريخ طويل
وبصفة عامة، تعود العلاقات الإماراتية-الكويتية إلى أكثر من 6 عقود وتميزت منذ البداية بزخم كبير؛ حيث بدأت البعثة التعليمية الكويتية في الإمارات خلال عام 1955 بإنشاء العديد من المدارس وتجهيزها قبل إعلان الاتحاد.
كما دشنت البعثة الطبية الكويتية عملها في الإمارات في أوائل الستينيات من القرن الماضي بإنشاء العديد من المراكز والمستشفيات.
وفي سبعينيات القرن الماضي تعمقت العلاقات الأخوية المستندة على روابط الدم والإرث والتاريخ المصير المشترك وزادت قوة ورسوخا بدعم المغفور لهما الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان والشيخ جابر الأحمد الصباح.
وترجمت دولة الإمارات حجم ومتانة العلاقات التي تربط البلدين الشقيقين بموقفها المشرف أثناء احتلال الكويت، حيث استضافت الإمارات عشرات الآلاف من الأسر الكويتية على أرضها بينما شاركت القوات المسلحة الإماراتية في حرب تحرير الكويت.
ولا تنسى الكويت وأهلها وقفة الإمارات وجيشها الباسل إلى جانبهم في محنة الغزو العراقي عام 1990 والشهور التي تلتها وصولاً إلى تحريرها، حيث قدّمت الإمارات 8 شهداء و21 جريحاً دفاعاً عن الحق والشرعية، ومبادئ حسن الجوار.
وشهدت العلاقات بين البلدين تطورا ملحوظا في عهد الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس دولة الإمارات، والشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح، أمير دولة الكويت الراحل.
وتكريسا لمتانة العلاقات بين البلدين، والرغبة في الانطلاق بها نحو آفاق واسعة من التعاون والتنسيق، وقع البلدان على اتفاقية إنشاء "اللجنة المشتركة" للتعاون الثنائي عام 2006 في مدينة الكويت، وعقدت اللجنة عددا من الاجتماعات التي تم خلالها التوقيع على برامج واتفاقيات عدة لتعزيز التعاون بين البلدين.