فيلم «صوت هند رجب».. مأساة طفلة فلسطينية تهز وجدان العالم من تونس (خاص)

شهدت قاعة "الكوليزي" في قلب العاصمة التونسية العرض قبل الأول لفيلم "صوت هند رجب" للمخرجة التونسية كوثر بن هنية، الفائز بجائزة الأسد الفضي في مهرجان البندقية السينمائي، ثاني أرفع جوائز المهرجان.
وغابت بن هنية عن العرض لانشغالها بتصوير مشروع جديد في فرنسا، فيما حضر عدد من أفراد الفريق التونسي – الفلسطيني المشارك في إنجاز العمل.
الفيلم، الممتد على مدار 89 دقيقة، يستند إلى قصة واقعية لطفلة فلسطينية تُدعى هند رجب (6 سنوات)، قُتلت في يناير 2024 على يد قوات الاحتلال الإسرائيلي أثناء محاولتها الفرار مع عائلتها من منطقة القتال في غزة، لتتحول قصتها إلى رمز عالمي لمأساة الحرب.
ينطلق العمل من واقعة قصف منطقة "تل الهوى" التي استشهد خلالها أقارب هند جميعًا، تاركينها وحيدة بين ست جثث، قبل أن تبدأ محاولات الهلال الأحمر الفلسطيني للتواصل معها وإنقاذها. ويسلط الفيلم الضوء على المعاناة النفسية والضغوط التي عاشها المسعفون وهم يحاولون مرافقة الطفلة عبر الهاتف، في ظل التنسيق المعقد مع القوات الإسرائيلية لتأمين وصول سيارة الإسعاف.
كما ركّز الفيلم على التضحيات الكبيرة لفرق الهلال الأحمر الفلسطيني، حيث استشهد المسعفان أحمد المدهون ويوسف زينو أثناء محاولتهما إنقاذ الطفلة، في مشهد يعكس ثمن العمل الإنساني تحت القصف.
واستخدمت بن هنية تقنيات بصرية وصوتية مؤثرة، مثل الاعتماد على المشاهد القريبة والفضاءات المغلقة وغياب الألوان، إلى جانب دمج أصوات هند الحقيقية ومكالماتها مع تسجيلات الهلال الأحمر، مما ضاعف من واقعية الأحداث وأثرها الإنساني.
وشارك في بطولة الفيلم نخبة من الممثلين، بينهم سجا كيلاني، كلارا خوري، معتز ملحيس، وعامر حليحل.
من جانبها، شدّدت المنتجة المنفذة سارة بن حسونة على أن العمل الفني يحمل رسالة إنسانية وسياسية بضرورة كشف جرائم الإبادة في غزة، مؤكدة أن السينما قادرة على منح الضحايا "وجهًا وصوتًا". وأعلنت أن الفيلم سيُعرض رسميًا في قاعات السينما التونسية ابتداءً من 17 سبتمبر الجاري، لتكون تونس أول دولة عربية تستضيف عرضه التجاري.
وأكدت أن فريق العمل جمع بين أديان وجنسيات مختلفة، في محاولة لتوجيه صرخة واحدة إلى العالم: "كفى ظلمًا على الشعب الفلسطيني".
aXA6IDIxNi43My4yMTYuMTAg جزيرة ام اند امز