اختبار الورقة البيضاء.. ماذا يتوقع البريطانيون من «العمال»؟
يعتقد طيف واسع من المراقبين أن البريطانيين لا يتوقعون شيئا من حزب العمال بقيادة كير ستارمر، فأصواتهم كانت عقابا للمحافظين.
وذكرت صحيفة الغارديان البريطانية أن الانتخابات في جوهرها، لم تكن تتعلق بإعلاء حزب العمال بقدر ما تتعلق بإسقاط المحافظين، وهو ما يجعل مهمة الحكومة العمالية الجديدة أكثر سهولة إذ تنتظرهم ورقة بيضاء لا تحمل أسئلة جماهيرية.
ووفقا للصحيفة، عاش الناخبون حقبة غير مسبوقة من القسوة والفوضى والفساد بدءا من التقشف إلى خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي إلى بارتيغيت الفضيحة التي أطاحت برئيس الوزراء الأسبق بوريس جونسون.
ولا يعتقد الكثيرون أن أي شيء سيتغير مع حكومة حزب العمال، ناهيك عن حدوث ذلك قريبًا. وخلال الأشهر المقبلة، سيتعين على كير ستارمر الزعيم العمالي الذي وصل إلى 10 داونينغ ستريت، أن يثبت قدرته على تغيير حياة الملايين من الأرواح التي أصبحت أكثر فقراً ومرضاً وخوفاً.
ويتوقع أن يؤدي فوز حزب العمال في الانتخابات إلى تعزيز الثقة، وفتح الطريق أمام علاقات اقتصادية أوثق مع الاتحاد الأوروبي.
وكان حزب ستارمر، قد دعا مرارًا إلى "إعادة ضبط" العلاقات بين المملكة المتحدة والاتحاد الأوروبي، التي تضررت بشدة جراء التصويت على الخروج من الاتحاد عام 2016.
وكما هو الحال مع حزب المحافظين، استبعد حزب العمال بشكل قاطع عودة المملكة المتحدة إلى السوق الموحدة أو الاتحاد الجمركي وأي اتفاق من شأنه أن يسمح للمواطنين بالتحرك بحرية داخل الاتحاد الأوروبي.
ومع توقف الإنتاجية والأجور في بريطانيا طوال العقد ونصف العقد الماضيين، يواجه الحزب الفائز في الانتخابات العامة مهمة صعبة.
وجعل حزب العمال من تنشيط الاقتصاد البريطاني وتوفير فرص عمل جيدة ونمو الإنتاجية في جميع أنحاء البلاد أحد أبرز أولوياته. وفقا لصحيفة نيويورك تايمز.
واعترف كير ستارمر، رئيس الوزراء المكلف، في وقت مبكر من صباح الجمعة، بأن تغيير البلاد، بما في ذلك الاقتصاد، سيتطلب الصبر والعزيمة.
وقال حزب العمال إنه سيتبع نهجا مختلفا تجاه الاقتصاد عن حزب المحافظين الذي يحتكر السلطة منذ 14 عاما عبر العمل بشكل أوثق مع الشركات لزيادة الاستثمار مع حماية حقوق العمال، مؤكدا أن أجندته ستركز على توفير الأمن الاقتصادي.
وقد التزم الحزب بضبط النفس واختار أن يلزم نفسه بقواعد مالية صارمة لخفض مستويات الدين التي من المرجح أن تستبعد تغييرات كبيرة في الضرائب والإنفاق.
ومن المتوقع أن يركز حزب العمال على تغييرات أخرى وعلى بناء المؤسسات التي يأمل أن تسهم في جذب المليارات من الاستثمارات الخاصة لتعزيز الإنتاجية وتحسين مستويات المعيشة. وتتضمن مقترحات الحزب ما يلي:
تغيير نظام التخطيط في بريطانيا لتسهيل بناء البنية التحتية وأكثر من مليون منزل جديد. وقد أعلن الحزب اعتزامه بناء مدن جديدة أيضا.
كما يعتزم إنشاء صندوق ثروة وطني للاستثمار في الطاقة الخضراء، وبناء المصانع العملاقة (لصناعة بطاريات السيارات الكهربائية) وإحياء صناعة الصلب.
إنشاء شركة طاقة مملوكة للقطاع العام، GB Energy، في محاولة للحد من تعرض بريطانيا لأسواق الطاقة الدولية.