نموذج «بلير 1997».. مهمة صعبة أمام «العمال» قبل انتخابات بريطانيا
في ظل الانقسام الذي يسود حزب المحافظين الحاكم ببريطانيا يسعى حزب العمال المعارض للعودة إلى الحكم.
ورغم التراجع الكبير لحزب المحافظين في استطلاعات الرأي،سيكون من الصعب جدا لحزب العمال تكرار الفوز الساحق الذي حققه توني بلير عام 1997.
وتهيمن الأجواء التشاؤمية على الناخبين البريطانيين الذين سيذهبون إلى الانتخابات وهم أكثر فقراً وأقل تقبلا للسياسيين مما كانوا عليه في عام 1997، وهو ما يجعل الأمور أكثر تعقيدا، وفقا لتحليل نشرته صحيفة "الغارديان" البريطانية.
وقالت الصحيفة إن تحليل البيانات الاقتصادية واستطلاعات الرأي التي أجرتها شركة الاستشارات السياسية "فيرست بابليك"، يُظهر أن المملكة المتحدة لديها نمو أقل في الأجور ومستويات أعلى من الديون، وإسكان أقل بأسعار معقولة عما كانت عليه عندما أطاح حزب العمال بالمحافظين من السلطة آخر مرة عام 1997.
كما يتمتع جميع وزراء الظل الخمسة الكبار في الحكومة التي يقودها زعيم حزب العمال كير ستارمر بشعبية أقل من نظرائهم في عام 1997.
وتسلط هذه الأرقام الضوء على مدى التباين في الخلفية الاقتصادية والاجتماعية بين انتخابات العام الجاري وانتخابات عام 1997، كما أنها تزيد من المخاوف السائدة داخل حزب العمال من أن المساعي لإعادة إنتاج نموذج بلير للنصر لن تحقق النتيجة المرجوة.
وقال توم هاميلتون، مدير شركة "فيرست بابليك"، إن هذه البيانات تظهر كيف تغيرت البلاد منذ عام 1997، وأن ستارمر لن يرث اقتصادا مزدهرا إذا فاز حزب العمال في الانتخابات القادمة، وبالتالي سيكون الحكم "تحديا".
وأضاف أنه "مع تراجع ثقة الجمهور الآن بجميع السياسيين فإن تحقيق العمال فوزا ساحقا في الانتخابات يبدو وكأنه مهمة صعبة".
وتشير البيانات إلى أن أداء بريطانيا أسوأ الآن من عام 1997، حين حقق الاقتصاد نموا بنسبة 4.9%، في المقابل يتوقع مكتب مسؤولية الميزانية نموا بنسبة 0.6% فقط هذا العام.
وفي 1997 بلغ نمو الأجور 2.6% وسط توقعات بأن تكون نسبة النمو هذا العام 0.1% فقط، كما بلغ صافي ديون القطاع العام عام 1997 نسبة 37.5% وهي النسبة التي تجاوزت الآن 90%.
ورغم تقدمه على حزب المحافظين في استطلاعات الرأي الحالية فإن حزب العمال الآن يتراجع بـ9 نقاط عما كان عليه قبل انتخابات 1997، كما تُظهر البيانات أن بلير كان أكثر شعبية بنسبة 60% من ستارمر الآن.
الأمر نفسه بالنسبة للمحافظين، حيث كان زعيم الحزب عام 1997 جون ميجور أكثر شعبية من رئيس الوزراء الحالي ريشي سوناك بنحو 60%.
وتعزز هذه البيانات الآراء التي تعتقد أن ستارمر مخطئ في اتباع خطط بلير للفوز من خلال "تحصين" بيان الحزب، وإزالة التعهدات التي يجد صعوبة في الدفاع عنها خلال الحملة الانتخابية فضلا عن تجنب أي تصريح قد يدفع الناخبين للاعتقاد بأن حكومة العمال سترفع الضرائب.
وقال نائب عمالي "أراد بلير تجنب وضع مسافة بينه وبين المحافظين، وهي استراتيجية جيدة عندما كان الاقتصاد في حالة جيدة وكنا نحظى بشعبية عامة.. لكن الخلفية مختلفة تماما هذه المرة".