تقرير أمريكي: بوتين حصل على ما يريد من قمة جنيف
قالت شبكة "سي إن إن" الأمريكية، الخميس، إن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، حصل على ما يريد من قمة جنيف، ولم يقدم تنازلات.
والتقى بوتين مع الرئيس الأمريكي، جو بايدن في جنيف، أمس، في أول قمة بين الزعيمين منذ وصول الأخير لسدة الحكم في واشنطن في 20 يناير كانون ثاني الماضي.
وقالت الشبكة الأمريكية في تحليل منشور عبر موقعها الإلكتروني، "بعيدا عن الالتزامات الأساسية بشأن إعادة الدبلوماسيين والاتفاق على حوار بناء في مسائل الأمن السيبراني، والسياسة الخارجية، لم يعط بوتين أي مؤشر على تغيير آرائه" أو تقديم تنازلات.
وأضافت الشبكة "على ما يبدو، لا توجد كلمات ودودة ستوقف الزعيم الروسي عن مواصلة أجندته السياسية بقوة داخليًا، وفي الخارج، مع حصانة شبه كاملة".
وعلى الرغم من قول بوتين خلال مؤتمر صحفي إنه "لم يعتقد أن هناك أي نوع من العداء مع بايدن"، شن بوتين انتقادات لاذعة ضد واشنطن ردا على انتقادات الأخيرة لروسيا في ملف حقوق الإنسان والسياسة الخارجية.
وعندما سألته "سي إن إن" عن الهجمات السيبرانية على المؤسسات الأمريكية التي تنطلق من الأراضي الروسية، رد بوتين بفتح ملف تعرض موسكو لهجمات سيبرانية أيضا.
وعند سؤاله بشأن حملة القمع الروسية على الخصوم السياسيين بالداخل، لا سيما القبض على أليكسي نافالني، رجح الرئيس الروسي أن المنشق المعروف أراد في الواقع إلقاء القبض عليه.
كما أن بوتين حصل على ما يريد، وهو الظهور على قدم المساواة مع الولايات المتحدة في القمة.
وقال أوليف إجناتوف، كبير محللي الشؤون الروسية بمجموعة الأزمات الدولية: "هذا بالضبط ما يريده الكرملين؛ التحدث مع الولايات المتحدة على أساس المساواة وبطريقة لا يطلب فيها طرف من الآخر تغيير موقف كشرط للحوار".
وأضاف: "لا شك أن بوتين سيواصل اختبار بايدن.. هذه ليست بداية تطبيع العلاقات بعد، وإنه وقف لمزيد من التدهور".
وفي عيون أنصاره، سيبدو لقاء بوتين مع الرئيس الأمريكي دليلا على أن أفعاله لها ما يبررها تمامًا، ويمكنهم أن يدفعوا عنه بسرديات من قبيل أنه وافق بدرجة معقولة على العمل مع الولايات المتحدة على قضايا دولية هامة، مثل: الأمن، واستعادة القنوات الدبلوماسية التقليدية.
"سي إن إن" قالت في هذا الإطار "منحت القمة بوتين فرصة لوقف تداعيات تدهور العلاقات بين موسكو وواشنطن"، موضحة "قد تتردد الولايات المتحدة الآن في فرض مزيد من العقوبات الاقتصادية على روسيا أو توبيخ بوتين عل اعتقال المعارضين بالداخل".
وتابعت أن بوتين ذهب إلى جنيف وحصل على ما أراده بالضبط، وغادر المدينة السويسرية ومعه نجاح دبلوماسي.
ووفق مراقبين، فإن القمة بين بوتين وبايدن خففت حالة العداء عبر إعادة السفراء، لكنها لم تؤد لانفراجة في العلاقات بين البلدين، ولم تحسم الملفات العالقة، خاصة الصراع في أوكرانيا، وتعارض المواقف حول سياسات النظام، ووقف الهجمات السيبرانية.
وتدهورت العلاقات بين موسكو وواشنطن منذ سنوات، لا سيما بعد أن ضمت روسيا شبه جزيرة القرم في عام 2014 من أوكرانيا وتدخلت في سوريا عام 2015 واتهامات الولايات المتحدة، التي نفتها موسكو، بالتدخل في انتخابات 2016 التي أتت بدونالد ترامب إلى البيت الأبيض.