بالصور.. مسنة روسية تقدم مساعدات للفقراء في سان بطرسبورج
صاحبة جمعية "دوبروتا" تعمل سائقة لحافلات كهربائية منذ عام 1961، وهي لا تخفي أن الشرطة المرورية أوقفتها مرات عدة.
كل صباح، تركب جالينا إياكوفليفا (80 عاما) شاحنتها المحملة بمواد غذائية لتجوب بها شوارع سان بطرسبورج الروسية، في جولة على كبار في السن يتقاضون معاشات تقاعدية زهيدة.
وتقول جالينا، التي تمضي أيامها وهي توزع المنتجات الغذائية والحاجات الأساسية بالمجان على السكان الأكثر فقرا في ثاني كبرى المدن الروسية: "أفعل ذلك لأنني أحب مساعدة الناس وقيادة المركبات، وهنا أوفق بين الأمرين".
وقبل نحو 10 سنوات، أسست جالينا إياكوفليفا جمعية خيرية تعرف باسم "دوبروتا"، أي الطيبة بالروسية، وهي تتولى إدارتها وتسيير شؤونها وتوصيل بضائعها.
وتقول جارتها نينا، (84 عاما)، في باحة المبنى الذي تقطنه غالينا في سان بطرسبورج: "ها هو ملاكنا الحارس بقلبه الدافئ".
وسرعان ما تمد لها الجارة علبة حلويات قبل أن تشغل محرك الشاحنة موضحة: "سوف نوصل علبة من البطاطا إلى صديقة قبل أن نقوم بـ3 جولات".
وكما الحال في عموم البلاد، يصعب على جالينا تكبد التكاليف اليومية، ويبلغ معدل المعاشات التقاعدية في سان بطرسبورج 12300 روبل، أي نحو مئتي دولار، في حين أن الحد الأدنى الضروري حسب السلطات يوازي 7 آلاف روبل (115 دولارا تقريبا).
وتوضح جالينا "ينبغي أيضا على المتقاعدين تسديد الفواتير ودفع تكلفة الأدوية التي يزداد ثمنها، ومن الطبيعي أن يرحبوا بهذا النوع من المساعدات".
ومن بين المانحين الذين يقدمون الدعم لجمعية "دوبروتا"، أصحاب مطاعم صغيرة ومتاجر للمواد الغذائية وأفران، فضلا عن أصدقاء ومعارف، وتحمل هباتهم في الشاحنة، من جبن وخبز وحفاضات أطفال ومواد تنظيف.
ولإقناعهم بالتبرع، تقول لهم إنها تساعد المتقاعدين وذوي الإعاقات، "فإما تفلح المساعي أو تفشل"، حسب ما تروي السيدة الثمانينية.
هم في كل مكان
وتؤكد صديقتها إلينا فاراكوشينا أن جالينا تنجح في إقناع المانحين بفضل "طبعها اللين وشخصيتها الساحرة".
كانت صاحبة جمعية "دوبروتا" تعمل سائقة لحافلات كهربائية منذ عام 1961، وهي لا تخفي أن الشرطة المرورية أوقفتها مرات عدة، وتقول "هم لطيفون ويوقفونني بدافع الفضول، فمن النادر رؤية امرأة مسنة وراء المقود في روسيا".
خلال الأشهر الأخيرة، تصدرت مسألة الرواتب التقاعدية أخبار الساعة في روسيا بعد الإعلان عن إصلاح يرفع تدريجا سن التقاعد بمعدل 5 سنوات ليصبح 65 للرجال و60 للنساء، بموجب تدبير أقره الرئيس فلاديمير بوتين في أكتوبر/تشرين الأول هو الأول من نوعه منذ 1932.
وأثار هذا الإجراء استياء عارما واحتجاجات شعبية في بلد يواظب الكثير من سكانة على العمل بعد سن التقاعد لزيادة مداخيلهم الضئيلة.
وأثرت موجة الاستياء هذه على نتائج انتخابات محلية أجريت في سبتمبر/أيلول تكبد فيها الحزب الحاكم انتكاسات غير متوقعة نتيجة هذا التعديل.
وتقول جالينا: "السواد الأعظم من المحظيين هم متقاعدون، فضلا عن بعض المعوقين والعائلات الكبيرة، وكيف أعثر عليهم؟ هم في كلّ مكان ويساعدني أصدقائي في إيجادهم".
نينا سافيلييفا، مهندسة سابقة في الرابعة والتسعين من العمر، لا تخفي سعادتها بهذه المساعدة التي باتت ضرورية في حياتها، وتقول: "لا أفهم كيف يمكن للناس ألا يبالوا بالآخرين في عصرنا هذا".
aXA6IDMuMTQ5LjIzOS43OSA= جزيرة ام اند امز