بعد استغناء "جوجل" عنهما.. موظفان يربحان المليارات من شركتهما الخاصة
في عام 2016 قررت "جوجل" العملاقة تصفية أحد برامج المكافآت لأغراض استثمارية، فخيرت الموظفين بين تقسيط مبالغهم أو أخذها والمغادرة.
آنذاك، قرر اثنان من الموظفين سحب المكافأة كاملة والسعي وراء وظيفة أخرى في شركتهما الخاصة التي أسساها تحت اسم نورو Nuro.
وما هي إلا سنوات قليلة، حتى حققت الشركة نجاحا مهولا وقفزت قيمتها فوق 5 مليارات دولار.
ما القصة؟
تعمل شركة جوجل منذ سنوات على مشاريع متعلقة بالسيارات، ويعد مشروع السيارات ذاتية القيادة أهمها. والذي يعتمد على تقنيات شديدة التطور مثل تقنيات الذكاء الاصطناعي، وتعلم الآلة، وغيرهم.
وعمل كل من “ديف فيرجسون” و”جياجون تشو” كموظفين في هذا القسم. وكان “فيرجسون” يدير عمليات تطوير رؤية الحاسوب وتعلم الآلة ضمن المشروع، وفقا لـaitnews.
أما عن “تشو” فقد كان يعمل على تقنيات إدراك الآلة، وتطوير عمليات المحاكاة التي تزيد من فعالية تقنية القيادة الذاتية.
وقد قال “تشو” أنه كان يدير مجموعة من الفرق الضخمة من موظفي جوجل بالتعاون مع “فيرجسون”. وأنهم كانا مسؤولان عن أجزاء ضخمة من الأنظمة الخاصة بمشاريع السيارات لدى جوجل.
مغادرة جوجل
كان كلًا من “ديف فيرجسون” و”جياجون تشو” يعملان لدى جوجل في ربيع عام 2016. إلا أن الشركة سرعان ما اتخذت قرارها بفصل قسم السيارات ذاتية القيادة ليكون شركة منفصلة، وهي شركة وايمو.
إلا أن جوجل كانت تقدم برنامج مكافآت للموظفين يحمل الاسم “Chauffeur” أو السائق بالعربية. واحتاجت الشركة لإنهاء هذا البرنامج وتصفيته قبل تكوين شركة وايمو.
وبناءًا على هذا القرار، كان على موظفي قسم السيارات ذاتية القدامى أن يختاروا بين الحصول على مبالغ مالية بصفحة دورية لمدة ثماني سنوات. أو أخذ مستحقاتهم كاملة وترك الشركة.
وقد اختار “تشو” و”فيرجسون” ترك الشركة للحصول على المكافأة. وبالرغم من أنهم لم يصرحوا بقيمتها من قبل، إلا أن تسريبًا للأسرار التجارية لشركة وايمو قد كشف عن المبلغ، وهو الذي وصل إلى 40 مليون دولار أمريكي.
تأسيس Nuro
بعد مغادرة “ديف فيرجسون” و”جياجون تشو” لشركة جوجل بأسابيع قليلة تم تأسيس شركة Nuro. وهي تعمل في مجال الروبوتات مع هدف واضح، وهو تحسين وتسهيل حياة البشر باستخدام الروبوتات.
وقد طورت الشركة نوعية جديدة من المنتجات. والتي أتت على شكل روبوتات تحاكي مفهوم السيارات ذاتية القيادة. لكن بدون ركاب بداخلها.
وكما يمكن لأي شخص أن يتوقع. تلك الروبوتات استخدمت في توصيل ونقل البضائع، إلى جانب توصيل الطلبات للمنازل. واليوم وبعد خمس سنوات من تأسيس الشركة فقد أثبتت روبوتات Nuro أنها ذكية بما يكفي، وآمنة تمامًا.
وبالرغم من أن شركات التوصيل عبر الروبوتات، والتي تعرف باسم Robotaxis، تعاني في استخراج التصاريح وفي تطوير روبوتات قادرة فعلًا على القيام بمهمتها حققت Nuro نجاحًا كبيرًا.
من موظفين إلى رؤساء لشركة مليارية
ويشغل “فيرجسون” حاليًا منصب الرئيس، بينما يشغل “تشو” منصب المدير التنفيذي. ووصلت قيمة الشركة في نوفمبر/ تشرين الثاني 2020 بعد حصولها على أحدث تمويلاتها إلى 5 مليارات دولار ، مع أكثر من 1,000 موظف في مكاتبها.
وتعمل روبوتات Nuro بالفعل في الولايات المتحدة الأمريكية، وتقوم بتوصيل الطلبات للمنازل بما في ذلك الطعام والخضروات.
إلى جانب أن الشركة بدأت في منتصف 2020 في توصيل الأدوية للمنازل. ولا شك أن فترة الحظر المنزلي كانت مثالية لظهور تقنية توصيل الطلبات عبر السيارات ذاتية القيادة.
وإلى جانب ذلك، تمكنت Nuro من جذب استثمارات ضخمة من حول العالم، منهم مليار دولار أمريكي من شركة واحدة فقط، وهي سوفت بانك.