بعد كشف المؤامرة.. هل تنبأت ليلى عبداللطيف بسقوط الإخوان في الأردن؟

أعلنت السلطات الأردنية، الأربعاء، حظر جماعة الإخوان بعد الكشف عن مؤامرة تهدد أمن المملكة، ما أعاد إلى الأذهان تنبؤات لخبيرة الفلك اللبنانية ليلى عبداللطيف.
وفي ظهور إعلامي سابق، أطلقت ليلى عبداللطيف تحذيرًا واضحًا من أن الفوضى قد تنتقل إلى داخل الأردن نتيجة محاولات استغلال الأوضاع، لكنها لم تكتفِ بذلك، بل ذهبت أبعد حين قالت: "أؤكد أن الأردن سيقوم باتخاذ كل الإجراءات الممكنة للحفاظ على أراضيه وسيادته من كل خطر أو مؤامرة أو تهديد، خاصة في هذه المرحلة القاسية".
اليوم، وبعد الكشف عن مؤامرة دبرتها جماعة الإخوان لاستهداف أمن المملكة، بدت هذه الكلمات وكأنها توصيف لما جرى، وكأنها تنبؤ مباشر بوجود مخططات تُحاك ضد الدولة الأردنية.
الحظر: تتويج لإجراءات الدولة الدفاعية
جاء قرار الحظر بعد معلومات أمنية دقيقة عن مخطط داخلي تقوده الجماعة بهدف زعزعة الاستقرار.
وكان وزير الداخلية الأردني مازن الفراية، قد أعلن عن تطبيق حظر شامل وصارم على جميع الأنشطة المرتبطة بالجماعة المعروفة باسم "جماعة الإخوان المسلمين المنحلة"، مشدّدًا على أن أي عمل يصدر عنها، أيًا كانت طبيعته أو شكله، يُعد مخالفًا لأحكام القانون ويعرّض القائمين عليه للمساءلة القانونية.
وجاء هذا الإعلان متزامنًا مع توجيه رسمي بالإسراع في استكمال مهام اللجنة المعنية بحل الجماعة، خاصة فيما يتصل بمصادرة جميع الممتلكات التابعة لها، سواء المنقولة منها أو غير المنقولة، وذلك استنادًا إلى أحكام قضائية نهائية صدرت بهذا الخصوص.
وأكد الفراية أن الانضمام إلى الجماعة أو الانتساب لها يُعد محظورًا تمامًا، كما يُمنع الترويج لأفكارها أو خطابها تحت أي مبرر، معتبرًا ذلك خرقًا واضحًا للقانون يستوجب المحاسبة.
وفي السياق ذاته، صدر قرار بإغلاق كافة المكاتب أو المقرات التي تُستخدم من قبل الجماعة في مختلف مناطق المملكة، سواء كانت مخصصة بالكامل لها أو مشتركة مع جهات أخرى، مع تحمّل كل من يخالف هذا القرار المسؤولية القانونية الكاملة.
ووجّه وزير الداخلية تحذيرًا مباشرًا إلى مختلف القوى السياسية، ووسائل الإعلام، ومستخدمي منصات التواصل الاجتماعي، والمؤسسات المجتمعية، وكافة الجهات ذات الصلة، من التعامل أو الترويج للجماعة المنحلة أو لأي من واجهاتها أو أذرعها، مؤكدًا أن مثل هذا التعامل يدخل في نطاق الملاحقة القانونية.
وشدد الفراية على أن الدولة ستتخذ كافة الإجراءات القانونية بحق كل من يثبت تورطه في أنشطة ذات طابع إجرامي مرتبطة بالجماعة أو القضايا المتفرعة عنها، وذلك استنادًا إلى نتائج التحقيقات الجارية أمام المحكمة.
مؤامرة الإخوان لتهديد أمن الأردن
وفي سياق التطورات الأمنية المرتبطة بالجماعة، كشف وزير الداخلية عن أن الأخيرة أقدمت، في الليلة نفسها التي أعلنت فيها السلطات عن إجراءاتها الأسبوع الماضي، على محاولة تهريب وإتلاف كميات كبيرة من الوثائق من مقارها، في محاولة لإخفاء طبيعة أنشطتها وعلاقاتها التي وصفها بالمثيرة للريبة.
كما أفاد بضبط عملية لتصنيع المتفجرات وتجريبها، شارك فيها أحد أبناء قيادات الجماعة إلى جانب آخرين، بهدف استهداف الأجهزة الأمنية ومواقع حيوية داخل البلاد، ما يمثل تهديدًا مباشرًا للأمن الوطني.
واختتم الفراية بالإشارة إلى أن هذه التدابير تأتي ضمن الجهود الرامية إلى صون استقرار المجتمع الأردني، وحمايته من كل ما من شأنه أن يزعزع الأمن أو يُربك المشهد السياسي الداخلي، مؤكدًا أن مؤسسات الدولة مستمرة في متابعة هذا الملف بكل حزم وجدية.
وقد تزايدت التحركات الرسمية تجاه الجماعة منذ سنوات، بعد صدور قرارات قضائية بحلها، وسط متابعة أمنية مشددة لتحركاتها وواجهاتها المختلفة، في ظل حرص الدولة على تأكيد مرجعية القانون ومنع أي كيان غير شرعي من ممارسة أنشطة تؤثر على الأمن أو السلم المجتمعي.
لماذا تحظى تنبؤات ليلى عبداللطيف بهذا الاهتمام؟
ليلى عبداللطيف، المعروفة بلقب "سيدة التوقعات"، لا تكتفي بتوقعات عامة، بل تحدد أحيانًا دولًا وأحداثًا بتفاصيل دقيقة، كما حصل سابقًا مع توقعاتها حول انفجار بيروت والحرب في أوكرانيا.
أما في الشأن الأردني فهذه المرة الأولى التي يرتبط فيها تنبؤ بشكل مباشر مع إجراء سياسي أمني بحجم حظر جماعة تاريخية مثل الإخوان المسلمين، في توقيت بالغ الحساسية داخليًا وإقليميًا.
aXA6IDE4LjE5MS4xNzYuMTkyIA==
جزيرة ام اند امز