أرض الذهب والمانجو.. ثروات "بني شنقول" الإثيوبية تنادي رجال الأعمال
يعد إقليم بني شنقول غموز الواقع غربي إثيوبيا، واحدا من أهم الأقاليم المحتضنة للثروات الخام التي تنتظر من يجنيها.
والإقليم المعروف باسم "أرض المعادن" يشهد حاليا جهودا لجذب رجال الأعمال من أجل المشاركة في الفرص الواعدة، خاصة مشروعات التعدين.
- "العين الإخبارية" تصحبكم في رحلة لـ"بني شنقول الإثيوبي".. تاريخ وسياحة
- قفزة بإيرادات إثيوبيا من الضرائب ومبيعات اليانصيب
ويحتل إقليم بني شنقول غموز الجهة الغربية من إثيوبيا على الحدود مع السودان ، فاتحا ذراعيه بمساحات واسعة من الأراضي الزاخرة بالمعادن والأراضي الزراعية الواعدة.
والإقليم يتمتع بحكم شبه ذاتي، ضمن النظام الفيدرالي المتبع في إثيوبيا والمكون من 10 أقاليم، وحاضرته مدينة أصوصها بتاريخها العريق ومواقعها الأثرية والتاريخية إلى جانب فرص الاستثمار الواعدة .
أرض الذهب والمانجو
ومؤخرا ازداد الإقليم أهمية، بعد إنشاء سد النهضة على أراضيه، بجانب ما يزخر به من الذهب والثروات المعدنية الأخرى، فضلا عن الثروات الزراعية الأخرى كالمانجو والبرتقال والصمغ العربي .
ويقول التوم مصطفى محمد، أحد زعماء المنطقة، إن المنطقة زاخرة بالفرص "الضائعة" والإمكانات غير المستثمرة.
وأضاف محمد لـ"العين الإخبارية" التي زارت الإقليم، إن معظم سكان المنطقة يعتمدون حاليا على الزراعة والرعي بالرغم مما يتمتع به إقليمهم من موارد طبيعية ومعادن لم تجد من يوظفها ويستخرجها .
ومصطفى، هو أيضا عضو في لجنة الصلح والسلام في الإقليم الذي يشهد اهتزازات وصراعات من وقت لآخر.
وأردف: "إقليم بني شنقول يعرف بأرض المعادن بشتى أنواعها ولكن للأسف لم تجد هذه الثروات استثمارا مناسبا لقدراتها الهائلة"، على حد تعبيره.
معابر تجارية
وتابع مصطفى أن كميات المعادن التي تزخر بها المنطقة، واعدة ليس فقط لأهل الإقليم وإنما لكل إثيوبيا.
وأوضح: "هذه المعلومات أثبتتها دراسات أكدت وجود الذهب والحديد واليورانيوم وحتى الماس بالمنطقة".
وأضاف أن الإقليم بحاجة إلى الاستثمار الأجنبي والمحلي في هذا القطاع.
ولم يوضح سر محدودية المستثمرين الإثيوبيين في المنطقة.
وقال إن أهل الإقليم سيستفيدون أيضا حال تعزيز التجارة البينية مع السودان وتيسير التصدير والاستيراد عن طريق بني شنقول، مشيرا إلى وجود 3 معابر في المنطقة هي المحل وغيسان والكرمك.
الرخام الأبيض
وفي ذات السياق قال داويت سجاي ، المدير العام لشركة (بي آر بي ) لتعدين الرخام بإثيوبيا، إن شركته تعمل منذ 10 سنوات في مجال تعدين الرخام وأنشأت مصنعا لتجهيز الرخام من النوع الأبيض في الإقليم .
وأوضح سجاي لـ"العين الإخبارية" أن المنطقة غنية بمختلف المعادن.
وتابع: "شركتنا تعمل على التعدين في الأحجار والرخام بمنطقة سدال في الإقليم وهي مناطق تتميز دون غيرها بهذه الأنواع" .
ولفت إلى إمكانية إنتاج الجبس من بقايا الرخام الأبيض، بجانب إنتاج الدهانات.
وأضاف: "نخطط لإقامة مصانع لهذه المنتجات نظرا لتوفر المواد الخام" .
وتابع سجاي ، أن المصنع الذي شيدته شركته ينتج يوميا من 200 حتى 300 متر مربع من الرخام، ويخطط لإنتاج 10 آلاف متر مربع من الرخام الأبيض شهريا .
وأضاف أن شركته ( بي آر بي ) أنفقت حتى الآن 70 مليون بر إثيوبي ( الدولار يعادل 40 بر إثيوبي) لاستيراد آلات وماكينات التشغيل.
وأشار إلى أن الشركة خلقت حتى الآن فرص عمل لـ60 مواطنا وعندما يكتمل العمل بالقدرة الكاملة سيخلق المصنع فرص عمل لـ200 شخص .
وأشاد المستثمر المحلي بالتشجيع الذي وجده من حكومة الإقليم والمجتمع المحلي.
وقال: "لم نجد صعوبات في إنشاء المصنع بل تسهيلات كبيرة".
لكنه استدرك قائلا: "من أبرز التحديات في مجال التعدين، رأس المال وضمان نجاح الاستثمار خاصة وأن البحوث والدراسات لم تكن متوفرة بمستوى الثروات والمعادن التي تزخر بها المنطقة".
وأشار إلى أن الرخام المتوفر بإقليم بني شنقول يتميز بخصائص مميزة كونه أبيض ويمتص الرطوبة.
وتابع: "رخام فيتنام أفضل نوع من حيث شدة البياض لكن قوته لا تقارن برخام إثيوبيا الموجود في منطقة بني شنقول غموز" .
ومنتصف أبريل/ نيسان الماضي، دشنت إثيوبيا مشروع منجم للذهب بتكلفة تبلغ نحو 355 مليون دولار بمنطقة كرموك بالإقليم، ومن المتوقع أن ينتج حوالي 7500 كيلوجرام من الذهب سنويًا.
وذكرت وزارة المعادن والبترول الإثيوبية، أن الأبحاث وأخذ العينات أظهرت أن هناك مستوى مرتفعًا من إنتاج الذهب في المنطقة التي سيتم تنفيذ المشروع فيها.
وأشارت إلى أن المشروع سيكتمل بنائه خلال عام ونصف، ومن المتوقع أن يوفر أكثر من 750 فرصة عمل للمواطنين بالإقليم .
ووفقًا لوزارة المعادن والبترول، فإن إنتاج 7 أطنان من الذهب سنويًا سيزيد بشكل كبير من قدرة إنتاج الذهب وعائدات النقد الأجنبي للبلاد .