هجوم كورسك.. هل غيّر معادلة نهاية الحرب الروسية الأوكرانية؟
بعد التوغل الأوكراني المفاجئ في الأراضي الروسية، اكتسبت دعوات وقف إطلاق النار معنى جديدا.
وتوغلت أوكرانيا في كورسك في 6 أغسطس/آب الماضي، ما ألقى بآثار مهمة خصوصا على مواقف الدول التي تعلن رسميا حيادها في هذا الصراع، مثل الصين أو الهند أو البرازيل.
وقال موقع "ناشيونال إنترست"، في تقرير طالعته "العين الإخبارية": "إذا لم تعكس موسكو الهجوم الأوكراني قريبًا وبشكل كامل، فسيؤدي ذلك إلى تغيير في موقف كييف ونفوذها في المفاوضات المفترضة، حيث أصبح من الممكن نظريا إبرام صفقة (أرض مقابل أرض)".
وقبل هجوم كورسك، كان الواقع العسكري يشير إلى أن أي وقف لإطلاق النار أو أي مفاوضات سياسية، ستكون غير مواتية بالنسبة لكييف سواء كانت تلك المفاوضات في إطار ثنائي أو متعدد الأطراف.
وبعد اندلاع الحرب، أُجريت محادثات في إسطنبول في العام 2022، في وقت لم تكن موسكو مستعدة فيه لإنهاء "العملية العسكرية الخاصة"، إلا إذا حدت كييف من دفاعاتها وتعاونها الدولي، وفقا للتقرير الذي ذكر أن فشل محادثات إسطنبول أدى إلى ضم روسيا لأربع مناطق إضافية في جنوب شرق أوكرانيا في سبتمبر/أيلول 2022.
وأضاف التقرير أنه في مرحلة تالية، تبنت روسيا استراتيجية "السلام مقابل الأرض"، حيث وزع الكرملين مؤخرا اقتراح تسوية بموجبه سيتعين على أوكرانيا ليس فقط الحد من سيادتها، بل الموافقة أيضا على ضم روسيا لأراض أوكرانيا التي تسيطر عليها، كما يطالب المقترح كييف بتسليم الأجزاء غير الخاضعة لسيطرة موسكو في تلك المناطق.
ويؤيد مقترح الكرملين ضمنا أو صراحة أطراف ثالثة مثل بعض الجماعات الغربية الداعية للسلام وبعض من "الواقعيين" إضافة إلى أقصى اليمين، ودول أخرى.
ومع استمرار الحرب، تتزايد شعبية فكرة "الأرض مقابل السلام"، ويرى العديد من النخب السياسية والفكرية الغربية وغير الغربية، أن "التنازلات الأوكرانية" يمكن أن تكون طريقاً لإنهاء الحرب وتحقيق تسوية دائمة.
ومنذ هجوم كورسك، تحاول كييف تغيير هذه الفكرة من خلال خلق حقائق جديدة تماماً على الأرض، حيث أصبحت مستعدة لإعادة الأراضي التي سيطرت عليها في العمق الروسي مقابل إعادة موسكو للأراضي الأوكرانية التي تسيطر عليها.
وهذا الطرح يضع موسكو في موقف حرج، لأن استمرار فقدان السيطرة على الأراضي الروسية يمثل إحراجا لها، فيما الأراضي التي ضمتها شرق وجنوب أوكرانيا هي الآن، وبموجب الدستور جزء من الأراضي الروسية.
وبالنسبة لمعظم النخب والمواطنين الروس، فإن استعادة السيطرة على الأراضي الروسية في كورسك أكثر أهمية من السيطرة على الأراضي الأوكرانية.
وقال موقع "ناشيونال إنترست": "كلما نجحت أوكرانيا في الاحتفاظ بالأراضي التي تسيطر عليها في روسيا، ستصبح صفقة "الأرض مقابل الأرض" أكثر شعبية".
وأضاف: "إذا لم تتمكن روسيا من عكس التوغل الأوكراني بالأسلحة التقليدية، فقد تحاول القيام بذلك بنشر الأسلحة النووية أو غيرها من أسلحة الدمار الشامل، لكن مثل هذا التصعيد الخطير سيتردد صداه في مختلف أنحاء العالم ويغير طبيعة الحرب بشكل جذري".
وتابع: "إذا استمرت سيطرة أوكرانيا على الأراضي الروسية، فقد يصبح الحل الدبلوماسي نتيجة مفضلة بشكل متزايد ليس فقط بالنسبة لبعض أفراد النخبة الروسية ولكن أيضا بالنسبة للحكومات الأجنبية".
ومنذ اندلاع الحرب كانت الدول المحايدة حول العالم مثل الصين تدعو إلى إنهاء فوري وغير مشروط للقتال وعقد مفاوضات بين موسكو وكييف.
وفي فبراير/شباط 2023، قدمت الصين والبرازيل خطة مشتركة للسلام من 6 نقاط تضمنت حث جميع الأطراف على "خلق الظروف لاستئناف الحوار المباشر والدفع نحو خفض التصعيد في الموقف حتى تحقيق وقف شامل لإطلاق النار".
وفي أواخر سبتمبر/أيلول 2024، تحت قيادة الصين، تم إنشاء "مجموعة أصدقاء السلام" بشأن الحرب الروسية الأوكرانية في الدورة الأخيرة للجمعية العامة للأمم المتحدة.
وقالت الخارجية الصينية، إن بكين "تأمل أن تفكر الأطراف المعنية في استئناف محادثات السلام في وقت مناسب، والالتقاء ببعضها البعض في منتصف الطريق في حوارهم".
aXA6IDMuMTI4LjMxLjIyNyA=
جزيرة ام اند امز