لاس فيجاس تحترق.. درجات الحرارة تقتل المواطنين
مكتب الطبيب الشرعي في مقاطعة كلارك التي تتضمن مدينة لاس فيجاس يصف "الحرارة" بأنها من أكبر العوامل المساهمة في الوفيات العرضية
تلقي أزمة المناخ بظلالها على جميع دول العالم، لكن بعض المدن داخل تلك الدول تكون أسرع زيادة في درجات الحرارة عن غيرها، ويؤثر ذلك على البشر والبنى التحتية والاقتصاد وغيرهم.
وفي الولايات المتحدة تعد مدينة لاس فيجاس الواقعة بمقاطعة كلارك في ولاية نيفادا هي المدينة الأسرع في زيادة الحرارة، وسكانها الأكثر فقرا هم الأكثر عرضة لخطر تلك الحرارة.
تتذكر جيل روبرتس محققة الوفيات بمقاطعة كلارك في ولاية نيفادا الأمريكية إحدى فترات الصيف الماضي التي وصلت خلالها درجة الحرارة إلى 115 فهرنهايت (46 درجة مئوية)، وعندما دخلت أحد منازل لاس فيجاس، فوجئت أن مكيف الهواء لا يعمل، وكانت درجة الحرارة داخل المنزل أسوأ من الحرارة الحارقة بالخارج، بحسب صحيفة "الجارديان" البريطانية.
صعدت الدرج وسط هواء كثيف خانق، ووصلت إلى غرفة نوم بالطابق الثالث مات ساكنوها من شدة الحرارة، وعندما نظرت لم تجد بالغرفة سوى مروحة وكان الباب مغلقا.
مكتب الطبيب الشرعي في مقاطعة كلارك، التي تعد لاس فيجاس إحدى مدنها، سجل كثيرا من حالات الوفاة التي تسببت فيها الحرارة، خاصة أن هناك عددا كبيرا من الجوالة الذين يقطعون مسافات طويلة على أقدامهم، ويستسلمون لدرجات الحرارة المميتة في الصحراء المحيطة.
كما أن الوفيات المرتبطة بدرجات الحرارة تقع داخل السيارات والمنازل لامتناع السكان عن استخدام المبردات، حتى إن روبرتس شهدت جثث مشردين لديهم حروق أصيبوا بها جراء انهيارهم على أرض الشوارع الساخنة.
ومن المتوقع أن يزداد الأمر سوءا، إذ إن لاس فيجاس هي أسرع مدينة بالولايات المتحدة في ارتفاع درجات الحرارة، مع زيادتها بها 5.76 درجة فهرنهايت منذ 1970.
ووجدت دراسة أجراها معهد "ديزرت ريسيرش انستيتيوت" في لاس فيجاس علاقة بين موجات الحرارة والوفيات المرتبطة بها في جنوب نيفادا.
وحذر تقرير حديث لاتحاد العلماء المهتمين بالمناخ من أنه بدون إجراء عالمي لتقليص انبعاثات الكربون ستشهد المدينة على الأرجح 96 يوما تكون فيها درجات الحرارة أعلى من 100 درجة فهرنهايت بحلول نهاية القرن، من بينها 60 يوما تكون فيها الحرارة أعلى من 105 درجات فهرنهايت.
aXA6IDMuMTQ3LjYyLjk5IA==
جزيرة ام اند امز