آخر رهينة بريطانية في غزة.. هذا ما تريده والدتها
في هذا الوقت من كل عام، كانت ماندي داماري وابنتها، تتأملان أضواء لندن وهي تزيّن سماء مدينة الضباب، لكنها اليوم تجد نفسها تصرخ مناشدةً إنقاذ ابنتها من أنفاق حماس.
ننتظر «حلولا وليس تعاطفا»، هذا ما تريده والدة آخر رهينة بريطانية في غزة من حكومة بلادها، في أمل تخشى أن تطفئه الأيام والتطورات.
واختطفت «حماس» إميلي داماري، وهي بريطانية إسرائيلية، في 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023، لتظل منذ ذلك التاريخ رهينة لدى الحركة الفلسطينية في غزة.
وفي هذا الوقت من العام، دأبت الفتاة البالغة من العمر 28 عاما على زيارة لندن مع والدتها لمشاهدة الأضواء الاحتفالية تضاء في عاصمة الضباب، بمناسبة رأس السنة.
وعقب الهجوم المفاجئ، قال متحدث باسم رئيس الوزراء البريطاني حينها ريشي سوناك، إن 9 مواطنين بريطانيين على الأقل قتلوا وفُقد 7.
رهائن غزة.. تحقيق إسرائيلي ومقترح مصري و«فرصة» اتفاق
رهائن غزة.. تهديدات حماس تواجه عملية إسرائيلية «مرتقبة»
«أريد حلولا»
ماندي داماري، والدة الرهينة عقدت أول مؤتمر صحفي تطلب فيه المساعدة لإعادة ابنتها إميلي والرهائن المائة المتبقين إلى أوطانهم.
ووفق مع طالعته "العين الإخبارية" في صحيفة «الغارديان» البريطانية، قالت ماندي إنها تريد "حلولا وليس تعاطفا"، حيث ناشدت الحكومة المساعدة في إبقاء ابنتها على قيد الحياة.
وعقدت ماندي أول مؤتمر صحفي لها خلال زيارة أجرتها إلى لندن، حيث التقت بكبار السياسيين، وتوسلت للمساعدة في إعادة ابنتها والرهائن المائة المتبقين.
ووصفت وجودها في العاصمة البريطانية بأنه "تذكير مؤلم" بما فقدته، لكنها أعربت -مع ذلك- عن أملها في أن تتمكن من العودة إلى لندن مع ابنتها في عيد الميلاد القادم.
ومنذ بدأت محنة ابنتها، أمضت السيدة البالغة من العمر 63 عاما وقتها في إسرائيل في حملة من أجل التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار يضمن إطلاق سراح الرهائن ويضع حدًا للحرب و"معاناة الجميع"، وفق تعبيرها.
وقالت: "لكن هذا الأسبوع جئت إلى بريطانيا برسالة مختلفة".
وتابعت: "رسالتي هي: قد تكون صفقة الرهائن بعيدة أسابيع أو أشهر أو حتى أبعد من ذلك. وفي الوقت نفسه، تتدهور حالتهم كل ساعة. هناك الكثير مما يجب القيام به، ويمكن القيام بالكثير، لإبقاء إميلي والرهائن الآخرين على قيد الحياة أثناء بقائهم في الأسر".
ورسمت داماري صورة لواقع مأساوي يعيشه الرهائن، محذرة من أنهم جميعا معرضون لخطر المعاناة من "أكثر الوفيات إيلامًا ومأساوية يمكن تخيلها في الأنفاق".
وأردفت"لقد تعرض العديد منهم بالفعل لذلك، والكلمات وحدها لن تنقذ أولئك الذين ما زالوا باقين".
ولفتت إلى أن "الرهائن يقاتلون بكل ما أوتوا من قوة للبقاء على قيد الحياة، ولا يمكنهم البقاء على قيد الحياة في شتاء ثان بأفكارنا وصلواتنا فقط".
بين الأمل و«الخيبة»
أمضت داماري الأيام القليلة الماضية في لقاء سياسيين من مختلف الأطياف السياسية في رحلتها إلى المملكة المتحدة.
وقدمت شكرها الخاص لزعيم حزب «الإصلاح» في المملكة المتحدة، نايجل فاراج، الذي أخبرها أنه سيتحدث إلى الرئيس الأمريكي المنتخب دونالد ترامب، بشأن إميلي والرهائن الآخرين.
ومع ذلك، لم يكن هناك مثل هذا الثناء على حكومة المملكة المتحدة، حيث أعربت داماري عن خيبة أملها إزاء تصرفات وزير الخارجية ديفيد لامي.
واعتبرت أن الوزير لم يعترف بحالة ابنتها الفردية في بيان صدر مؤخرا عن مكتبه بشأن الحاجة إلى أن تسمح إسرائيل بدخول المزيد من المساعدات إلى غزة خلال فصل الشتاء.
وفي تصريحات إعلامية، ذكرت والدة الرهينة أنها تحدثت إلى نحو 100 نائب من حزب العمال، بما في ذلك لامي، في الحدث السنوي لـ«أصدقاء إسرائيل» من حزب العمال يوم الإثنين، حيث "طلبت بشكل محدد ومتكرر اتخاذ إجراءات بشأن وضع مساعدة الرهائن".
وأضافت: "أقدر دفء وزير الخارجية في اجتماعاتنا الشخصية، ولكن كما قلت، لقد أتيت من أجل الحلول، وليس التعاطف. وآمل أن يكون على استعداد لتبني قضية العمل على إبقاء إيميلي على قيد الحياة بينما ننتظر إطلاق سراحها في نهاية المطاف".
ونشأت داماري في بيكينهام، جنوب شرق لندن، وسافرت إلى إسرائيل في العشرينات من عمرها حيث ربت أسرتها في كيبوتس كفار عزة، ومن هناك اختطفت حماس ابنتها.
وجرى إطلاق النار على الفتاة في يدها، قبل أن يتم اقتيادها معصوبة العينين ومقيدة في الجزء الخلفي من سيارتها، إلى غزة.
ورغم أن داماري لم تتلق أي تأكيد رسمي على أن ابنتها على قيد الحياة منذ ثمانية أشهر، إلا أنها تعتقد أنها "لا تزال معنا اليوم".