مصر.. آخر تطورات تماسيح الزوامل بعد ظهورها في الشرقية
تحولت قرى الزوامل بمحافظة الشرقية إلى بؤرة قلق بعد ظهور تماسيح في المصرف، ما دفع السلطات والأهالي لخطط اصطياد مكثفة.
خلال أسابيع قليلة، تصاعدت البلاغات، وبدأ المصرف يشهد عمليات تمشيط مكثفة وخطط محكمة لاصطياد ما وصفه الأهالي بـ"الزوار المفترسين".
التقرير التالي يستعرض تطورات الأزمة منذ توثيق أول ظهور وحتى بدء الحملات الرسمية للاصطياد.
لاحظ بعض سكان قرية الزوامل وعزبة السدرة أجسامًا غريبة تتحرك في مياه المصرف، قبل أن يلتقطوا فيديوهات وصورًا تؤكد وجود تماسيح يزيد طولها على المتر.
ومع مرور الأيام، اتسعت البلاغات لتشمل عزبًا أخرى بمركز بلبيس، وتحول الخوف إلى ذعر بعد مشاهدتها وهي تصعد إلى الجسر المحاذي للمصرف.
يرجح الأهالي أن تكون التماسيح ناتجة عن تخلص بعض الأفراد من تماسيح صغيرة كانت تُربى بالمنازل، ثم أُطلقت في المصرف بعد كبر حجمها واستحال الاحتفاظ بها.
انتشار الخوف بين الأهالي وتأثيره على المدارس
أفاد السكان بأن التماسيح ظهرت على الطرق المؤدية للمدارس، ما اضطر الأسر إلى تغيير مسارات أبنائهم إلى طرق بديلة أطول وأصعب.
وشهد الأهالي عدة مواقع على امتداد المصرف، وبلغ حجم بعضها مستويات يمكن رؤيتها بسهولة فوق سطح المياه.
تزايدت المخاوف بعد اختفاء بقرة نافقة ألقاها أحد السكان في المصرف، حيث رجّح الأهالي أن التماسيح قد التهمتها بالكامل خلال ساعات.
تحركات رسمية عاجلة
مع انتشار الفيديوهات على مواقع التواصل الاجتماعي، كلفت الجهات المختصة لجانًا من جهاز شؤون البيئة ومديرية الطب البيطري بالنزول للموقع والقيام بمعاينات موسعة لرصد أعداد التماسيح وتحديد مدى خطورتها على السكان.
كما أمرت النيابة العامة بتشكيل لجنة لفحص المجرى المائي وتمشيطه بالكامل للتأكد من خلوه أو تحديد أماكن التماسيح بدقة، مع تأمين محيط المنطقة طوال فترة التعامل مع الأزمة.
وصول فريق صيد التماسيح من أسوان

وصل فريق متخصص من وحدة صيد التماسيح بمحافظة أسوان، الجهة الأكثر خبرة في التعامل مع هذا النوع من الكائنات، لبدء عملية التمشيط والاصطياد في المواقع التي حددها الأهالي.
بدأ الفريق عمله بتحليل مسارات المياه داخل المصرف وطبيعة الطمي الذي تختبئ فيه التماسيح، مع متابعة أي تحركات تظهر فوق سطح المياه.
خطة محكمة لاصطياد التمساح
أوضح أحد قيادات الصيادين أنه جرى تجهيز سنارة كبيرة لوضع طُعم يجذب التماسيح، مع طلب "شبك الوحوش" من صيادين متخصصين في محافظات مجاورة. النزول بالقارب داخل مياه المصرف بدأ لتنفيذ خطة تهدف إلى إجبار التمساح على التحرك من مخبئه، عبر:
- فرد الشباك على ضفتي المصرف.
- المرور بالقارب في منتصف المياه وإثارة حركة لدفع التمساح نحو الشباك.
- استخدام العزل لعرقلة التمساح عند محاولته الهرب.
- تهدف العملية إلى السيطرة على التمساح ضمن مساحة محدودة دون الإضرار بالأهالي أو الصيادين.
توسع الأزمة ومخاوف السكان
أكد الأهالي أن ما يظهر بالمصرف ليس تمساحًا واحدًا، بل ربما "أسرة كاملة"، خاصة مع تفاوت الأحجام بين الكبير والصغير، ما يشير إلى احتمال تكاثرها بالمجرى المائي. وأشار السكان إلى مرور المصرف وسط مناطق سكنية كثيفة، ما يزيد المخاوف من اقتراب التماسيح من المنازل أو مهاجمة المارة.
المراقبة وتحديد حجم التمساح
تابع الصيادون خطتهم عبر الشباك والعزل، وحددوا طول التمساح بحوالي 80 سم، مؤكدين أنه لا يشكل خطرًا كبيرًا، فيما ستتم استبدال الشباك بشباك أقوى لضمان السيطرة عليه.
المعدات المستخدمة مكلفة جدًا، وتضم مركبًا وعدة شبك خشنة تحمل ثقالات رصاص تصل إلى 200 كجم، وتمت جميعها بمجهود تطوعي من شيخ الصيادين وأعضاء الفريق من فاقوس وكفر صقر وأولاد صقر.
تمشيط المصرف واستمرار عمليات المراقبة
أنهى الفريق المخصص للبحث عن التمساح تمشيط مصرف الزوامل لليوم الخامس على التوالي، دون اصطياد التمساح حتى الآن.
أكدت وحدة صيد التماسيح رصد تمساح داخل المصرف، مع استمرار المحاولات لاستخراجه بطريقة آمنة لضمان حماية الأهالي والحياة البرية، بمساندة فريق الإنقاذ النهري بمديرية أمن الشرقية.
وصل فريق من وحدة صيد التماسيح بإدارة المحميات الطبيعية بأسوان يوم الأحد الماضي إلى عزبة السدرة بقرية الزوامل، للتعامل مع التماسيح التي ظهرت في المصرف وأثارت حالة من القلق بين الأهالي، ضمن جهود التنسيق بين الجهات المعنية لضمان السيطرة على الوضع.
aXA6IDIxNi43My4yMTYuMTAzIA== جزيرة ام اند امز