آخر أخبار غزة.. نزوح ومبادرات متضاربة و«حماس» توضح موقفها من خطة ويتكوف

بين تصاعد الهجمات الإسرائيلية على قطاع غزة وتعثر المساعي الدبلوماسية والإنسانية، يدخل القطاع مرحلة جديدة من الكارثة.
تلك المرحلة تأتي وسط تحذيرات أممية من انهيار كامل للوضع الإنساني، ونزوح عشرات الآلاف، في ظل غياب مسارات واضحة لوقف الحرب أو فتح المعابر بآلية تضمن تدفق المساعدات بشكل مستدام.
ومع دخول الحرب شهرها العشرين، يبقى مستقبل التهدئة معلقًا على خيوط سياسية هشة، وسط معاناة إنسانية تتسارع على وقع القصف والمناورة.
نزوح متسارع وانهيار مراكز الإيواء
قالت المنظمة الدولية للهجرة إن نحو 180 ألف فلسطيني اضطروا لمغادرة منازلهم قسرًا في غضون عشرة أيام فقط، حتى تاريخ 25 مايو/أيار، بفعل التصعيد العسكري الإسرائيلي المتواصل.
المنظمة، وفي بيان مشترك مع المجموعة العالمية لتنسيق المخيمات، حذّرت من أن مراكز الإيواء «توشك على الانهيار»، نتيجة التكدّس الحاد ونقص الإمدادات، مشيرة إلى أن القصف الإسرائيلي بات لا يميّز بين الأحياء السكنية والملاجئ الإنسانية.
وفي خضم الأزمة، أطلقت واشنطن مبادرة إنسانية مثيرة للجدل عبر تأسيس «مؤسسة غزة الإنسانية» لتوزيع المساعدات، ما قوبل بانتقادات منسقة من مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية، الذي اعتبر أن هذه الخطوة «تشوّش على المسار الإنساني الحقيقي» وتضعف الجهود الهادفة إلى فتح معابر دائمة وآمنة. المتحدث الأممي ينس لايركه شدّد على أن «ما نحتاجه هو ممرات إنسانية مستدامة، لا مبادرات جزئية».
المؤسسة، من جهتها، بدأت فعليًا في إرسال شحنات غذائية إلى القطاع، لكنها واجهت اتهامات من حماس بخرق التنسيق الوطني، وسط تقارير عن «تهديدات مباشرة» ضد طواقمها، وهو ما اعتبرته الإدارة الأمريكية «محاولة لتقويض نموذج جديد في توزيع المساعدات».
وفي تطوّر داخلي لافت، أعلنت «مؤسسة غزة الإنسانية» عن استقالة مديرها التنفيذي جيك وود، وتعيين جون أكري خلفًا له، في خطوة تأتي وسط تصاعد التوترات الميدانية والضغوط على الفرق الإنسانية، تزامنًا مع رفض الأمم المتحدة الاعتراف بالمؤسسة، متهمة إياها بعدم الالتزام بـ«مبادئ الحياد والاستقلال».
مبادرات أمريكا وتشكيك إسرائيل
على الجبهة السياسية، برز مقترح تفاوضي جديد من المبعوث الأمريكي ستيف ويتكوف، يقضي بوقف إطلاق النار لمدة 70 يومًا مقابل إطلاق عشرة رهائن إسرائيليين على مرحلتين، والإفراج عن مئات الأسرى الفلسطينيين، بمن فيهم محكومون بالمؤبد. ورغم الحديث عن «موافقة مبدئية» من حماس، نفى مكتب ويتكوف وجود اتفاق، ما ألقى بظلال من الغموض حول حقيقة الموقف.
«يسرائيل هيوم» نقلت أن الحكومة الإسرائيلية تنظر إلى المقترح بريبة، معتبرة أنه يتضمّن مطالب «غير مقبولة أمنيًا»، أبرزها انسحاب القوات من مناطق سيطرت عليها مؤخرًا، وتسهيل دخول المساعدات بكميات كبيرة.
أما الشرط الذي أثار استهجان تل أبيب فكان طلب مصافحة علنية بين خليل الحية وويتكوف، في خطوة رمزية قالت حماس إنها تهدف إلى ضمان التزام الطرفين بالهدنة.
ضغط عائلات الرهائن واستياء أوروبي
منتدى عائلات الرهائن الإسرائيليين انتقد ما وصفه بـ«المماطلة السياسية»، داعيًا إلى اتفاق شامل يعيد جميع الأسرى. وفي بيان شديد اللهجة، قال المنتدى: «الحكومة قادرة على توقيع الاتفاق غدًا إن أرادت، وهذا ما يطالب به غالبية الإسرائيليين».
في موازاة ذلك، اتخذت مواقف أوروبية أكثر صرامة تجاه إسرائيل، إذ دعا المستشار الألماني فريدريش ميرتس إلى «ضغط أوروبي فوري» للسماح بإدخال المساعدات، مؤكدًا أن «ما يجري في غزة غير مقبول». السويد استدعت السفير الإسرائيلي للمطالبة بضمانات إنسانية، في خطوة تشير إلى تصاعد الاستياء الغربي من استمرار العمليات العسكرية في القطاع.
رفض إسرائيلي قاطع
في تطوّر موازٍ، كشفت تسريبات عن مبادرة طرحها الوسيط الأمريكي–الفلسطيني بشارة بحبح، تشمل وقفًا طويلًا لإطلاق النار، وانسحابًا إلى خطوط ما قبل شهرين، وإدخال مساعدات دون قيود، إضافة إلى إطلاق عشرة رهائن وإعادة جثامين 17 آخرين. المقترح تضمّن بندًا رمزيًا طالب باعتراف أمريكي بحماس، وهو ما رفضته إسرائيل بشكل قاطع، واصفة الخطة بأنها «تتعارض مع متطلبات الأمن القومي».
ويتكوف، من جانبه، أكد في مقابلة مع شبكة «سي إن إن» أن بلاده طرحت صفقة تشمل الإفراج عن نصف الأسرى الأحياء ونصف الجثامين مقابل وقف مؤقت للقتال، يليه مسار تفاوضي لإنهاء الحرب بالكامل، موضحًا أن «الكرة الآن في ملعب حماس».
حماس توضح موقفها
ومن جانبه، قال عضو المكتب السياسي في حركة حماس، باسم نعيم، إن الحركة قبلت عرض المبعوث الأمريكي ستيف ويتكوف، بشأن وقف إطلاق النار في غزة.
وأضاف: "مقترح ويتكوف الذي وافقت عليه الحركة جوهره الوصول إلى وقف الحرب، وانسحاب القوات الإسرائيلية، والتأسيس لوقف إطلاق نار دائم، وننتظر رد إسرائيل عليه".
aXA6IDIxNi43My4yMTYuMTUzIA== جزيرة ام اند امز