المغربية لطيفة باقا: الجوائز الأدبية مهمة.. لكن أي جوائز؟
كشفت عن إمكانية تخليها عن القصة القصيرة
باقا قالت في مقابلة مع رويترز إن الجوائز الكبيرة والمتنوعة ”تتميم للعمل الروائي كما تلعب دورا كبيرا في الترويج له“.
ترى الكاتبة المغربية لطيفة باقا أن الجوائز مهمة وتلعب دورا كبيرا في الترويج للعمل الأدبي؛ إلا أن ”الفساد الثقافي“ يصنع جوائز غير ذات مصداقية ويشجع بعض الأعمال الضعيفة.
وقالت باقا، في مقابلة مع (رويترز)، إن الجوائز الكبيرة والمتنوعة ”تتميم للعمل الروائي كما تلعب دورا كبيرا في الترويج له، بالإضافة إلى أنها تلعب دورا في خلق حدث لهذا العمل“.
وأضافت ”لكن أي جائزة؟ وأي مقاييس؟ وأي مصداقية لأي رواية؟.. فنحن نعيش شكلا من أشكال الفساد الثقافي وهذا الوضع يخلق لنا جوائز ليست ذات مصداقية، كما أن بعض الجوائز تشجع بعض الأعمال الأدبية الضعيفة“.
وتابعت قائلة ”مثلا نجد أن بعض الجوائز تراعي هذه السنة لدولة عربية والسنة القادمة لدولة أخرى.. وهكذا دواليك، وكأن المسألة تتعلق بالجغرافيا في حين أن الأدب وجودته هي المقياس الوحيد الذي يجب أن يؤخذ بعين الاعتبار“.
وترى باقا المولودة في سلا بغرب المملكة المغربية عام 1964 أنه عند تحكيم أي عمل أدبي ضمن مسابقة أو جائزة يجب النظر إلى جودة العمل وبنائه، وعدم ربطه بالقضايا الرائجة وموضوعات الساعة.
وقالت ”عندما أحكم على عمل لا يجب أن ينطلق من مقاييس معينة أو مصالح معينة عادة ما تكون على حساب جودة العمل“.
وأضافت ”يجب عدم محاكمة العمل الأدبي من خلال باب المذاهب أو المعتقدات أو السياسة، أو تطرق الكاتب لمواضيع الساعة كالإرهاب أو التطرف الديني أو الشذوذ الجنسي أو الدعارة.. بمعنى مسايرة الكاتب لنوع من ’الموضة‘ فهذا يلعب دورا سلبيا بالنسبة للأدب بصفة عامة ويصبح مقياس النجاح ليس الجودة أو الكفاءة الأدبية بل مسايرة مواضيع معينة“.
وتابعت قائلة ”هناك من الكتّاب من يكتب عن مواضيع يهتم بها الغرب أو الساحة الثقافية عموما إما للفت الانتباه أو للفوز بجوائز“.
وأصدرت باقا أولى مجموعاتها القصصية بعنوان (ما الذي نفعله؟) التي حازت جائزة الأدباء الشباب عام 1992 ثم أتبعتها بمجموعة (منذ تلك الحياة) عام 2005 كما كتبت لعدة مجلات في المغرب وخارجها.
وحصلت مجموعتها القصصية الأحدث (غرفة فرجينيا وولف) على جائزة القراء الشباب من شبكة القراءة بالمغرب لعام 2017 وهي جائزة يمنحها القراء الشبان المنتمون لنوادي القراءة على المستوى المحلي.
لكن رغم تميزها في كتابة القصة القصيرة، ترى باقا أن من الصعب على الكاتب ”الإخلاص“ لنوع واحد من الكتابة وأن تنقل الكاتب من نوع إلى آخر يساهم في إثراء الأدب وازدهاره.
وقالت ”الأدب له علاقة أكثر بالخيانة وليس بالوفاء، هناك عدد من الروائيين بدأوا بالشعر وانتقلوا إلى الرواية والعكس صحيح، أو بدأوا بالقصة القصيرة وانتقلوا إلى الرواية.. فالإخلاص ليس من شيم الكاتب“.
وأضافت ”ممكن في أي لحظة أن أتخلى عن كتابة القصة القصيرة لصالح جنس أدبي آخر.. إلا الشعر، الذي لم أكتبه يوما لأن لغتي ليست لغة شعر ولا أجد نفسي في التعبير التجريدي بل في السرد الواقعي الذي له معنى ملموس“.
وتابعت قائلة ”أعمل حاليا على نص روائي لأن القصة القصيرة لم تشكل بالمرة في يوم ما بالنسبة لي اختيارا نهائيا وقطعيا. الرواية في وقتنا الحالي لها حضور ووزن أكثر، وعادي أن نسمع طبعات روائية ثانية وثالثة“.
وأضافت ”الفكرة الرائجة، ليس على مستوى العالم العربي فقط بل على المستوى العالمي، أن الرواية هي المهيمنة وأننا نعيش زمن الرواية التي لها قراء مخلصون كما يتم تشجيع الروايات من طرف دور النشر“.