"العين الإخبارية" تستعرض أبرز تصريحات الفائزين بجائزة العويس الثقافية من داخل حفل توزيع الجوائز الذي أقيم في مقر المؤسسة بدبي.
شهد مقر مؤسسة العويس بدبي حفل تتويج الفائزين بالدورة الخامسة عشرة، وقام بتسليمهم الجوائز د. أنور قرقاش، وزير دولة الإمارات للشؤون الخارجية، ورئيس مجلس أمناء المؤسسة، بحضور حشد من المثقفين والإعلاميين العرب.
"من أهم الجوائز إن لم تكن أهمها" هكذا اعتبر الأديب التونسي حمادي صمود فوزه بالجائزة تتويجاً لمسيرته الأدبية، قائلاً لـ"العين الإخبارية": "هي جائزة يرجو كل إنسان وباحث أن تتوج أبحاثه؛ لقيمتها الاعتبارية والمادية، ولذلك فالحصول عليها هو بلا شك نوع من التشريف".
فيما أعرب القاص العراقي عبد الخالق الركابي عن فخره وسعادته البالغة بتكريمه إلى جانب عشرات الأسماء الكبيرة التي كرمت من قبل هذه المؤسسة الرائعة. أما الشاعر اللبناني شوقي بزيع، فقال لـ"العين الإخبارية": "سبق لي أن أصدرت ديواناً بعنوان "إلى أين تأخذني أيها الشعر"، وكنت أقصد أنه سوف يأخذني إلى المكابدات والمتاعب.. اليوم أقول إنه يأخذني إلى البلد الأقرب للقصيدة والشعر الإمارات العربية، وإلى المدينة الحلم دبي"، وإلى الجائزة الأغلى على القلب".
من جانبها، أعربت هدى بركات عقب تسلمها للجائزة في حديث لـ"العين الاخبارية" عن سعادتها وفخرها بالجائزة قائلة: "هذه جائزة معتبرة جداً، لي تكريم عالي المستوى بالغرب لكن كنت منتظرة تكريم من أرقى جائزة عربية لأنني أعيش بعيداً فلما أتلقى مثل هذا التكريم من العالم العربي ومن مؤسسة العويس تحديداً فلابد أن أسعد بتلقي جائزة من أرفع الجوائز العربية، ومن قلب الإمارات".
بينما قالت الروائية اللبنانية هدى بركات في كلمتها التي ألقتها عن الفائزين "إنّ جزءاً من مفاجآتي، وفرحي يعود إلى شجاعة مؤسستكم في عدم استبعاد كاتبة ذهبت في رواياتها إلى كسر عدد لا بأس به من التابوهات، ومن محظورات لائحة ترهيب المتشدّدين إيّاهم. كذلك فعلت ـ وتفعل ـ مؤسّسة العويس بالنسبة للفائزين الموجودين إلى جانبي، متميزة بمصداقيّتها العالية عن كلّ ما يشوب عالم الجوائز، عربيّة كانت أم غير عربيّة".
وأضافت بنبرة يشوبها الحنين "قد يكون كلّ منجز نقدّمه إيغالاً في المنافي، فيما تبتعد الأوطان ـ مجمل أوطاننا ـ إلى أفق ملبّد بغيوم المجهول والخشية من اليوم التالي..نحن المكرّمين ها هنا، بما نحاول متابعة العمل به في مجالات شتّى، صرنا نصرف من طاقاتنا جزءاً لا يستهان به لدفع العوائق المتعاظمة في وجه حريّتنا. فإن كنّا مقيمين، أو مهاجرين أو منفيين، لم يعد بإمكاننا الهرب من الحصار. إذ في مجمل بلداننا العربيّة صار لوكلائنا في التديّن، أي عند من أوكل لنفسه تربيتنا على سلوك صراط لا يستند إلاّ إلى الترهيب والغوغائيّة، صار لهم من السلطة والتسلّط ما يشكّل رقابة رهيبة تقيم الحدّ بين المقبول والمرفوض، الجائز والمستنكر، الشرعي والمجدّف. وخطر هؤلاء لا ينحصر في تطبيق قياسات في غير موضعها بادّعاء ما تمليه الأخلاق على المجتمعات والشعوب، القاصرة إذن حكماً، بل أصبح خطرهم يتلخص ببدء تسرّب هذه الرقابة إلى ذوي المبدعين والمثقّفين، بحيث تنزاح لتصبح رقابة ذاتية، تُريح في أقلّ تعديل صاحبها من عبث المناكفات والإثارة غير المجدية، تلك التي تثير الغبار وتُخفي عن الأعين قيمة المنجز بذاته".
هذا ويشار إلى أنه قد ترشح لنيل الجائزة في مختلف الحقول أكثر من ألف وستمائة مترشح (1662) وقد اختارت لجنة التحكيم هذه الكوكبة من المبدعين للفوز بالجائزة “لما تمثله تجاربهم من عمق وأصالة وقوة تعبير تصب في خانة الثقافة العربية المعاصرة”.