الإمارات تطلق أسرع شبكة بلوك تشين في العالم.. ثورة رقمية جديدة

شهدت العاصمة الإماراتية أبوظبي، بالأمس، حدثاً مفصلياً في مسار التحوّل الرقمي العالمي مع الإطلاق التجريبي العام لشبكة البلوك تشين "إيه دي آي".
والشبكة التي جرى إطلاقها تُعدّ أسرع بنية تحتية لشبكات البلوك تشين على مستوى العالم، وقد أطلقتها مؤسسة "إيه دي آي" وهي منظمة غير ربحية تتخذ من أبوظبي مقراً لها، وأسستها سيريوس إنترناشيونال هولدينغ، إحدى الشركات التابعة للشركة العالمية القابضة.
والإطلاق لا يمثل مجرد تقدم تقني، بل يعكس تحوّلاً استراتيجياً في رؤية الإمارات لمستقبل الاقتصاد الرقمي، حيث تتقاطع فيه السيادة الرقمية مع الذكاء الاصطناعي وأحدث تقنيات معالجة الرسوميات.
ما أهمية الحدث؟
- تأتي الخطوة في وقت تتسابق فيه الدول والمؤسسات حول العالم لتأمين بنى رقمية أكثر أماناً وكفاءة
- تؤكد الخطوة ترسيخ دور أبوظبي في التمكين التكنولوجي، ليس فقط على مستوى المعاملات الرقمية، بل في مجالات أوسع تشمل التمويل، والهوية، والرعاية الصحية، والاستدامة
- تنبع أهمية هذا الحدث من كونه لا يقدم حلاً نظرياً، بل شبكة جاهزة للتطبيق العملي، قابلة للتوسع، ومدعومة من كبرى المؤسسات الإماراتية
- لا تعد الشبكة تتويجاً لذروة الجهود التقنية في الإمارات، بل بداية لمنظومة اقتصادية رقمية متكاملة تُعيد تعريف مفاهيم الأمان، والخصوصية، واللامركزية
- الشبكة تضع الإمارات في موقع ريادي ضمن خارطة الابتكار العالمي في عصر Web3
من أبوظبي إلى العالم
وفقا لمؤسسة «إيه دي آي»، فإن هذا المشروع صمم في العاصمة الإماراتية أبوظبي، ليوفر منصة برؤية عالمية طموحة.
ويعكس هذا الإطلاق التجريبي أداءً بمعايير عالمية في آليات التحقق من صحة المعاملات، مع توقعات بأن تصبح الشبكة الأسرع من حيث الجاهزية للتطبيق الفعلي.
ومن خلال هذه الخطوة، ترسي أبوظبي معياراً جديداً يجمع بين الابتكار التكنولوجي المتقدم والرؤية الاستراتيجية لتطوير بنية تحتية رقمية موثوقة تدعم الأسواق الناشئة.
ويشمل البروتوكول القائم على الذكاء الاصطناعي في «شبكة إيه دي آي» أتمتة البروتوكولات الأساسية، وتحسين الأداء، والتحقق من البيانات وتوافرها، بما يتيح قدرات جديدة كلياً للحكومات والمؤسسات والمطورين، ويسهم اعتماد تقنيات المعالجة الرسومية في تعزيز مستوى الذكاء داخل الشبكة، وتمكينها من التكيّف اللحظي، وبناء بنية تحتية أكثر استدامة وقابلة للتوسع.
التوازن بين الأمان والسرعة
وعلاوة على ذلك، تُقدّم الشبكة أيضاً حلاً فعّالاً لإحدى أبرز التحديات في تقنية الويب 3 (Web3)، والمتمثل في تحقيق التوازن بين الأمان والسرعة واللامركزية. وتوفر الشبكة قدرة معالجة تصل إلى 2000 معاملة في الثانية «مع قابلية للنمو مستقبلاً»، وتكلفة تقديرية للمعاملة لا تتجاوز 0.00001 دولار.
ولا تقتصر هذه التحسينات على الأرقام، بل تُمهّد أيضاً لنقلة نوعية في مستقبل البلوك تشين، حيث تتفاعل الشبكات وتتم تسوية المعاملات في الزمن الفعلي، بما يتيح للمطورين إنشاء تطبيقات متقدّمة تعمل مباشرة على أجهزة المستخدمين، مدعومةً بقدرات تَحقُّق محلية.
ما الذي يميّز الشبكة؟
- تستخدم الذكاء الاصطناعي ليس فقط كمساعد، بل كمكوّن أساسي في عمل الشبكة
- الأتمتة والتكيّف اللحظي بشكل يتيح اتخاذ قرارات ذكية في الوقت الحقيقي دون تدخل بشري
استخدامات وتطبيقات جديدة
كما تتيح هذه القفزة التكنولوجية استخدامات وتطبيقات جديدة كان يتعذّر تنفيذها على البنى التقليدية للبلوك تشين، مثل التداول المالي الفوري المدعوم بالذكاء الاصطناعي، والنظم الاقتصادية التفاعلية داخل الألعاب والتي تدار بالذكاء الاصطناعي، وأنظمة الهوية الرقمية المصممة للحفاظ على الخصوصية.
الدرهم الرقمي
وتهدف شبكة «إيه دي آي» إلى توفير ركيزة أساسية للخدمات الرقمية في قطاعات التمويل، والهوية، والرعاية الصحية، والاستدامة، وغيرها من المجالات الحيوية، على أن يبدأ ذلك بدمجها في مشروع العملة الرقمية المستقرة المدعومة بالدرهم الإماراتي، والذي يُطوّر بالتعاون مع مؤسسات إماراتية رائدة، من بينها بنك أبوظبي الأول، و«القابضة» (ADQ)، والشركة العالمية القابضة، تحت إشراف مصرف الإمارات العربية المتحدة المركزي.
وأصبحت الشبكة التجريبية الآن متاحة لعامة الجمهور، وقد وجهت «إيه دي آي» الدعوة لجميع المطورين والمؤسسات والشركاء إلى المساهمة في رسم ملامح مستقبل البلوك تشين، عبر شبكة قائمة على الذكاء الاصطناعي، مدعومة بتقنيات المعالجة الرسومية، وتنطلق بفخر وبرؤية طموحة من أبوظبي.
aXA6IDIxNi43My4yMTYuNTkg
جزيرة ام اند امز