لافروف: محادثات أستانة ستثبت وقف إطلاق النار
سيرجي لافروف قال إن محادثات السلام التي ستجرى في عاصمة كازخستان تهدف إلى تثبيت الهدنة الهشة في سوريا
أعلن وزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف، الثلاثاء، أن محادثات السلام التي ستجرى في عاصمة كازخستان تهدف إلى تثبيت الهدنة الهشة في سوريا، التي تمزقها الحرب وإطلاق الحل السياسي للنزاع.
وتأتي المحادثات بعد شهر من سيطرة القوات السورية على كامل مدينة حلب في شمال البلاد، التي كان يسيطر عليها مقاتلو المعارضة، في أكبر نصر للنظام في 5 سنوات من القتال.
وتوسطت تركيا وروسيا الشهر الماضي للتوصل إلى وقف لإطلاق النار في سوريا، بدأ العمل به في 29 ديسمبر/كانون الأول.
وللمرة الأولى، بقيت الولايات المتحدة التي كانت راعية لكل الهدنات السابقة خارج الاتفاق.
وقال لافروف، في مؤتمر صحفي في موسكو، "أحد أهداف لقاء أستانة هو أولا تثبيت وقف إطلاق النار".
وأكد أن المحادثات التي ستجرى في 23 يناير/كانون الثاني ستوفر كذلك فرصة لإشراك "قادة للمقاتلين على الأرض في العملية السياسية" الهادفة لإنهاء الحرب.
وقال لافروف "نقدر بأن قادة المقاتلين على الأرض سيشاركون، ويجب عدم حصر لائحتهم فقط بالمجموعات التي وقعت في 29 ديسمبر/كانون الأول "اتفاق وقف إطلاق النار".
وأضاف "يجب أن يتمكن الراغبون في الانضمام إلينا من القيام بذلك".
ومحادثات أستانة التي تنظمها تركيا وروسيا وإيران هي أحدث محاولة لإنهاء النزاع الدامي المستمر في سوريا منذ مارس/آذار 2011.
ووجهت دعوة إلى فريق الرئيس الأمريكي المنتخب دونالد ترامب الانتقالي للمشاركة في المحادثات، لكنه لم يرد رسميا على الدعوة بعد.
وقال لافروف، الثلاثاء "سيكون من المنصف دعوة ممثلين من الأمم المتحدة والإدارة الأمريكية الجديدة".
وصرح مصدر في وزارة الخارجية الروسية، أن المحادثات لن تضم وزراء خارجية الدول المشاركة، وقد تستمر أياما عدة، من دون أن يكشف عن مزيد من التفاصيل.
وكانت الهيئة العليا للمفاوضات الممثلة لأطياف واسعة في المعارضة السورية أعلنت دعمها المحادثات.
قتال رغم الهدنة
وبدأ سريان الهدنة في 30 ديسمبر/كانون الأول، ويسود بموجبها هدوء في معظم مناطق سوريا، إلا أن هناك مواجهات مستمرة بين قوات النظام ومجموعات مقاتلة في وادي بردى قرب دمشق، وقتل 9 مدنيين خلال عطلة نهاية الأسبوع في هذه المعارك.
على جبهة أخرى، تمكن تنظيم داعش، الاثنين، من عزل مطار دير الزور العسكري عن باقي الأحياء الواقعة تحت سيطرة النظام في المدينة في شرق سوريا.
ويستثنى من وقف إطلاق النار تنظيم داعش وجبهة فتح الشام (جبهة النصرة سابقا، بعد إعلان فك ارتباطها بتنظيم القاعدة)، حسب ما تؤكد موسكو ودمشق.
واستقدمت قوات النظام السوري، الثلاثاء، تعزيزات إلى مطار دير الزور العسكري، وفق ما ذكر المرصد السوري لحقوق الإنسان.
وقال مدير المرصد رامي عبدالرحمن، إن "قوات النظام استقدمت تعزيزات عسكرية جوا إلى مطار دير الزور، ودعت سكان المدينة إلى المشاركة في القتال على الجبهات الرئيسية ضد الإرهابيين".
وأفاد بأن "معارك متقطعة تدور بين قوات النظام والإرهابيين في مدينة دير الزور، تتزامن مع شن الطيران الروسي والسوري غارات على مواقع الجهاديين".
وتمكن داعش -الذي بدأ السبت هجوما هو "الأعنف" على المدينة منذ عام- من فصل مناطق سيطرة قوات النظام في المدينة إلى جزءين.
وأحصى المرصد منذ بدء الهجوم السبت مقتل 116 شخصا، هم 21 مدنيا و37 عنصرا من قوات النظام و58 مسلحا خلال المعارك وجراء الغارات.
ويعتمد التنظيم بشكل خاص على إرسال انغماسيين في الهجمات التي يشنها من محاور عدة، وفق المرصد ومصدر عسكري.
ودفعت المعارك الأمم المتحدة إلى تعليق إلقاء مساعدات جوا إلى السكان المحاصرين داخل المدينة.
وفي حال نجاح محادثات أستانة، فستمهد لجولة جديدة من المفاوضات السياسية التي ستستضيفها الأمم المتحدة الشهر المقبل في جنيف.
وقتل أكثر من 300 ألف شخص في سوريا، وشرد أكثر من نصف السكان منذ اندلاع الحرب السورية.