"لوفيجارو": العالم يحتشد في وارسو ضد إرهاب إيران
التطورات في إيران وتهديدها لاستقرار الشرق الأوسط تأتي في قمة أولويات المؤتمر الدولي المنعقد في العاصمة البولندية وارسو.
تشهد العاصمة البولندية وارسو حشدا يضم 60 دولة لبحث آليات مواجهة الإرهاب الإيراني في منطقة الشرق الأوسط والعالم.
وبالتزامن مع انعقاد مؤتمر "وارسو" في العاصمة البولندية برعاية أمريكية، لمناقشة الإرهاب الإيراني وسبل مواجهته، أجابت صحيفة "لوفيجارو" الفرنسية عن 5 تساؤلات حول المؤتمر، مشيرة إلى أنه يرتكز على أن بلدا واحدا تسبب في ضجيح دبلوماسي واسع.
وأعلن وزير الخارجية الأمريكي مايك بومبيو الشهر الماضي عن المؤتمر الذي يعقد على مدار يومين اعتبارا من الأربعاء، ويشارك فيه ممثلون عن أكثر من 60 دولة.
وأشارت "لوفيجارو" إلى أن التطورات في إيران وتهديدها لاستقرار الشرق الأوسط تأتي في قمة أولويات المحادثات المنعقدة في وارسو، موضحة أن الدول المشاركة في المؤتمر اجتمعت للتأكيد على أنه لا مكان في المنطقة لدولة لها أي تأثير سلبي على الأمن الإقليمي والعالمي.
ولفتت الصحيفة الفرنسية إلى أن فكرة المؤتمر ترتكز على أن بلدا واحدا تسبب في ضجيح دبلوماسي واسع لدى العالم بأسره.
وفي نهاية يناير/كانون الثاني الماضي، وسع وزير الخارجية الأمريكي مايك بومبيو، من جدول أعمال المؤتمر وأعيدت تسميته إلى "المؤتمر الوزاري لتعزيز السلام والأمن في الشرق الأوسط"، وفقا للعنوان الرسمي للمؤتمر، ولكن ظلت المسألة الإيرانية في القلب منه.
ومن بين الموضوعات المطروحة للنقاش، مسألة "الأمن الإلكتروني، والإرهاب، والتطرف، والتنمية، ووضع حد لانتشار الصواريخ البالستية الإيرانية، والتجارة، وتعزيز الأمن البحري، ومواجهة التهديدات التي تشكلها المجموعات المسلحة في المنطقة".
وأضافت الصحيفة أن ملف عملية السلام الفلسطيني الإسرائيلي، والأزمة الإنسانية في سوريا، من أبرز الملفات المطروحة بقوة أيضاً.
"لوفيجارو" أوضحت أن الولايات المتحدة وبولندا هما الدولتان المنظمتان لهذا المؤتمر، مشيرة إلى أن "المبعوثين الأمريكيين لدى الشرق الأوسط سيشاركون في وارسو، وهم جيسون جرينبلات مبعوث الرئيس الأمريكي دونالد ترامب لدى الشرق الأوسط، وصهر الرئيس الأمريكي جاريد كوشنر ومستشاره المسؤول عن تقديم مقترحات بشأن خطة السلام الأمريكية بين الفلسطينيين والإسرائيليين المعروفة إعلامياً بـ(صفقة القرن)، كما ينضم إليهم الممثل الخاص لواشنطن لدى إيران ورئيس مجموعة العمل الإيرانية التي أنشئت لتنسيق حملة الضغط الأمريكي على طهران براين هوك".
وفيما يتعلق بالتساؤل حول اختيار بولندا لعقد هذه القمة، أجابت الصحيفة الفرنسية مستندة إلى تصريحات أحد مستشاري الرئيس البولندي لوكالة الأنباء البولندية في 14 يناير/كانون الثاني قائلاً: "إن وارسو دولة محايدة في صراعات الشرق الأوسط".
ووفقاً للصحيفة، فإن هذا المؤتمر بمثابة فرصة حقيقية لبولندا والولايات المتحدة لتعزيز شراكتهما الاستراتيجية، إذ إن مؤتمر وارسو يأتي ضمن جهود أمريكا لتثبيت قاعدتها العسكرية على الأراضي البولندية، حيث وقعت الدولتان على هامش القمة اتفاقا لشراء 20 قاذف صواريخ بقيمة 414 مليون دولار، سيتم تسليمها إلى وارسو من اليوم حتى 2023.
ورأت الصحيفة الفرنسية أن "العلاقات بين طهران وواشنطن باردة منذ القرار الأمريكي بالانسحاب من الاتفاق النووي مع إيران، وإعلان خطة العمل الشاملة بإعادة فرض العقوبات الاقتصادية المفروضة على الشركات الإيرانية الكبرى".
وأضافت "لوفيجارو" أن هذا الاجتماع أيضاً يعد استراتيجياً للغاية منذ قرار الولايات المتحدة بسحب قواتها من سوريا، حيث جاء بالتزامن مع وجود الرئيس الإيراني حسن روحاني في موسكو، مع نظيره الروسي فلاديمير بوتين والتركي رجب طيب أردوغان لبحث الأزمة السورية.
وفيما يتعلق بالدول المشاركة في المؤتمر أعلنت 11 دولة مشاركتها عبر ممثليها من وفود رفيعة المستوى، جميعهم لديهم موقف مضاد للسياسة الإيرانية في المنطقة، حيث أعلنت كل من: المملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة ومملكة البحرين واليمن والأردن والكويت والمغرب وسلطنة عمان وإسرائيل أن وفودها الرسمية المشاركة في المؤتمر سيترأسها وزراء، فيما أعلنت كل من مصر وتونس أنهما سترسلان نائب وزير كممثل لهما.
في المقابل، غابت عن المؤتمر ممثلة الاتحاد الأوروبي للشؤون الخارجية فيديريكا موجريني، بسبب حضورها في الوقت نفسه أعمال القمة الـ32 للاتحاد الأفريقي في العاصمة الإثيوبية أديس أبابا، وأيضاً وزير الخارجية البريطاني جيرمي هانت.
فيما اختارت ألمانيا إرسال مسؤول رفيع المستوى، فيما أعلنت فرنسا أن المشاركة في وارسو ليست على جدول الأعمال الرسمي لوزير الخارجية الفرنسي جان إيف لودريان.
من ناحية أخرى، تجاهلت كل من روسيا والسلطة الفلسطينية الدعوة، ولم ترسلا أي ممثلين لهما، كما أعلن لبنان مقاطعته المؤتمر.