خبراء لـ"العين": لوبان اختارت لبنان محطة خارجية أولى.. لهذه الأسباب
الزيارة الرسمية الأولى التي تلتقي فيها المرشحة للرئاسة الفرنسية عن اليمين مارين لوبان برئيس دولة أجنبية.
الزيارة الرسمية الأولى التي تلتقي فيها المرشحة للرئاسة الفرنسية عن اليمين مارين لوبان برئيس دولة أجنبية، على مدى يومين متتاليين زارت مرشحة الجبهة الوطنية في فرنسا لبنان، حيث التقت كلاً من رئيس الجمهورية ميشال عون ورئيس الحكومة سعد الحريري، وعدداً من رؤساء الطوائف، وقد حملت الزيارة عنوانين أساسيين، يتعلقان بسياسات الحد من اللجوء، وكيفية مواجهة الإرهاب، وما وصفته لوبان بـ"التطرف الديني".
وفي قراءة لهذه الزيارة، ذكرت مصادر سياسية لبوابة العين، أن الهدف يأتي في سياق محاولة لوبان استقطاب أصوات الناخبين الفرنسيين في لبنان والذين يبلغ عددهم حوالي 20 ألف ناخب. وتحاول خلال زيارتها استنهاض الشعور المعنوي الفرنسي في العلاقة مع لبنان والاهتمام بشؤونه وتفاصيله، نظراً لمكانة هذا البلد في الوجدان الفرنسي. كما أنها تريد من خلال التركيز في مواقفها على دعم مسيحي المشرق، إلى استنهاض الناخب الفرنسي ليكون إلى جانبها في الانتخابات المقبلة بعد العمليات الإرهابية التي شهدتها فرنسا طوال الفترة الماضية.
وبعد اللقاء الذي جمعها برئيس البلاد ميشال عون، أكدت لوبان أنها بحثت معه موضوع مواجهة اللجوء الذي يشكل عبئاً كبيراً على لبنان، ووجوب إيجاد الحلول الناجعة له، كما أشارت إلى أهمية مكافحة ومواجهة "التطرف الإسلامي". في حين أكدت لوبان بعد لقائها رئيس الحكومة سعد الحريري أنها بين داعش وبقاء رئيس النظام السوري بشار الأسد، فهي تؤيد الأخير، فيما اعتبر الحريري أن المسلمين هم "أول ضحايا الإرهاب المتستر بلباس الدين بينما هو في الواقع لا دين له، وأن المسلمين المعتدلين الذي يشكلون الغالبية الساحقة من المسلمين في العالم، هم أول هدف للإرهاب المتطرف باسم الدين، لأنهم في الواقع أول المواجهين له، وبالتالي فإن الخطأ الأكبر في مقاربة هذا الموضوع هو الخلط الطائش الذي نشهده في بعض وسائل الإعلام والخطابات بين الإسلام والمسلمين من جهة وبين الإرهاب من جهة ثانية". لافتاً إلى ما يعانيه لبنان من جراء اللجوء على أراضيه إذ يستقبل حوالي المليوني لاجئ سوري، وأن الحكومة اللبنانية تضع خطة بالتعاون مع الأمم المتحدة والمجتمع الدولي للتخفيف من آثار هذا اللجوء".
وبعد لقائها بوزير الخارجية، جبران باسيل، شددت لوبان على وجوب حماية الأقليات المسيحية في الشرق بهدف القضاء على أولئك الذين يهدفون إلى تدمير كل الأقليات، قائلة: "ما يهمني في موضوع حماية المسيحيين هو العمل على تمكينهم من البقاء في أرضهم".
وفي حديث خاص لـ"بوابة العين" يقول القيادي في القوات اللبنانية شارل جبور، إن زيارة لوبان تأتي في إطار زيارات للعديد من المرشحين للرئاسة الفرنسية إلى لبنان نظراً لوجود الكثير من الفرنسيين على أراضيه، وبهدف استمالتهم انتخابياً، بالإضافة إلى الاهتمام الذي يحظى به لبنان من قبل دول العالم باعتباره نموذجاً فريداً في الشرق الأوسط، إلى جانب الدور والاهتمام الأساسي الذي توليه فرنسا للبنان تاريخياً. ويعتبر جبور أن المسيحيين في لبنان ليسوا بحاجة إلى حماية، لأنهم في صلب النظام والمجتمع، وهم قادرون على حماية أنفسهم من خلال تكتّلهم، والدليل هو ما حصل مؤخراً بإيصال من يريدون إيصاله إلى رئاسة الجمهورية، معتبراً أن وضع مسيحيي لبنان يختلف عن وضع المسيحيين في المنطقة، معتبراً أن ما تصفه لوبان بالتطرف الإسلامي هو خطر أولاً على الإسلام الحقيقي والمسلمين الذين يذهبون كضحايا لهذا التطرف.
أما المحلل السياسي كمال ريشا، فقال لـ"بوابة العين"، إن زيارة لوبان تأتي أولاً بسبب تنسيق قديم بين رئيس الجمهورية ميشال عون والزعيم السابقة للجبهة الديمقراطية والد مارين لوبان، جان ماري لوبان، وأن هذه الزيارة تأتي بتنسيق مع عدد من اللبنانيين المقيمين في فرنسا والذين كانوا على تواصل دائم طوال السنوات الماضية مع اليمين الفرنسي، مشيراً إلى أن هناك أوجه شبه في الرؤية السياسية للتعاطي مع بعض الأزمات بين لوبان وعون، خاصة فيما يتعلق بمكافحة الإرهاب وبموضوع إعادة اللاجئين إلى بلادهم.
كذلك، تشير مصادر دبلوماسية، إلى أن الصراع على الرئاسة الفرنسية، يحتّم على المرشحين الفرنسيين زيارة لبنان، وكما فعلت لوبان، فعل كذلك قبلها المرشح إيمانويل ماكرون. ومن المفترض أن يزور لبنان أيضاً في الفترة المقبلة المرشح فرنسوا فيون، الذي أجّل زيارته إلى البلد الصغير قبل أسابيع بسبب الفضيحة التي طاولته.
وبحسب ما ترى المصادر فإن هذه الزيارات تهدف إلى حدّ بعيد، إلى الإيحاء للشعب الفرنسي بأن كل المرشحين لديهم استراتيجية تجاه منطقة الشرق الأوسط التي تصدّر الأزمات إلى بلادهم، ومن يتمتع برؤية سياسية خارجية واضحة، سيستقطب المزيد من الآراء المؤيدة، لأنه سيوحي وكأن لديه برنامج واضح لمواجهة الإرهاب الذي يطاول فرنسا وكل أوروبا.
aXA6IDMuMTQ3LjYyLjk5IA== جزيرة ام اند امز