قادة وسياسيون ترجلوا في 2020.. الراحلون في عام كورونا
قادة عرب وأفارقة ومن مختلف أنحاء العالم غيبهم عام 2020، فرحلوا مخلفين مسارات حافلة وأرصدة زاخرة بالعطاء السياسي والإنساني.
شخصيات غيبها عام مثقل بالتحديات والتجاذبات، لكنها تظل خالدة بالذاكرة الجماعية للبشرية بإرثها ومواقفها ووزنها.
وترصد "العين الإخبارية" أبرز الراحلين في 2020:
الصادق المهدي (26 نوفمبر)
اختبر طعم السلطة ومرارة السجون والمنفى، قبل أن يغيبه الموت عن عمر 85 عاما، متأثرا بإصابته بفيروس كورونا المستجد.
رحل الصادق المهدي زعيم حزب الأمة القومي وإمام طائفة الأنصار، مخلفا مسيرة حافلة تنوعت محطاتها قبل تتويجها بتحقيق أكبر الأحلام، وهو سقوط حكم الإخوان في السودان.
وتوزعت سنوات المفكر والسياسي بين السلطة والمعارضة والسجون والمنفى، حيث كان آخر رئيس وزراء منتخب في السودان قبل الانقلاب العسكري الذي أوصل الرئيس المعزول عمر البشير إلى سدة الحكم في 30 يونيو/حزيران 1989.
الرئيس الموريتاني الأسبق (22 نوفمبر)
يعتبر أول رئيس مدني لموريتانيا، توفي بعد صراع مع المرض عن عمر ناهز الـ82 عاما.
طوال مسيرته، تقلد العديد من المهام، كما سجن مع غيره من أعضاء حكومة ولد داداه بعد الانقلاب الذي أطاح به في 10 يوليو/تموز 1978، ثم دخله ثانية إثر قضية سوء تسيير تتعلق بالصيد إلى جانب وزير المالية ومحافظ البنك المركزي وخرجوا من السجن بعد فترة وجيزة دون محاكمة.
وصل ولد الشيخ عبدالله إلى سدة الحكم في موريتانيا عام 2007 بعد انتخابات حرة وديمقراطية ليكون أول رئيس مدني يحكم البلاد عبر أصوات الشعب.
وأمضى 16 شهرا رئيسا لموريتانيا، قبل إزاحته عن السلطة إثر انقلاب عسكري قاده الرئيس الأسبق محمد ولد عبدالعزيز.
ورفض ولد الشيخ عبدالله الانقلاب، فاعتقل ثم فرضت عليه الإقامة الجبرية ثم تُوصل إلى اتفاق في العاصمة السنغالية دكار، سمح للرئيس بإعلان استقالته في 27 يونيو/حزيران 2009.
وليد المعلم (16 نوفمبر)
هو وزير الخارجية السوري، وصاحب مسيرة دبلوماسية حافلة في واحدة من أصعب الفترات التي تشهدها بلاده منذ 2011.
توفي المعلم عن 79 عاما، وقد تدرج خلال مسيرته في العديد من المناصب بالخارجية السورية.
عمل في البعثات الدبلوماسية في كل من تنزانيا والسعودية وإسبانيا وبريطانيا، وفي غيرها من المهام ذات الصلة بالوزارة.
رئيس غانا الأسبق (13 نوفمبر)
توفي جيري رولينغز عن عمر ناهز 73 عاما، وقالت أسرته حينها إنه كان يتلقى العلاج منذ عدة أسابيع في مستشفى بالعاصمة أكرا، قبل أن يتوفى في مركز علاج الأمراض القلبية والصدرية.
حكم بلاده عقب انقلاب 1979 لـ13 عاما، وأسس المؤتمر الوطني الديمقراطي عام 1992، وأصبح أول رئيس للجمهورية الرابعة.
حظي رولينغز بإعجاب وتقدير شعبي واسع لنضاله ضد الاستعمار.
خليفة بن سلمان (11 نوفمبر)
توفي الأمير خليفة بن سلمان آل خليفة عن عمر 85 عاما، بأحد المستشفيات الأمريكية.
تولى الأمير الراحل العديد من المسؤوليات، كما تبنى العديد من البرامج والخطط التي حققت لبلاده قفزات نوعية سواء على صعيد رفع المستوى المعيشي للمواطنين أو من خلال دعم البنية الأساسية للدولة وقطاعاتها الاقتصادية المختلفة.
صائب عريقات (10 نوفمبر)
سنواته الأخيرة قضاها في صراع مع المرض، قبل أن يهزمه وباء كورونا الذي استغل مناعته الضعيفة، وحرمه من وداع أصدقائه، وأجبره على الترجل بعد عقود من العمل السياسي.
لقبه الرئيس الفلسطيني الراحل ياسر عرفات بـ"كبير المفاوضين الفلسطينيين" وكان يحلم بقيام الدولة الفلسطينية.
قال إنه سيغادر الحياة السياسية ويتفرغ للتعليم الجامعي في حال تحقق حلمه، غير أنه رحل قبل تحقيق جميع أحلامه.
رئيس مالي الأسبق (10 نوفمبر)
أمادو توماني توري، أحد أبرز القادة الأفارقة، توفي عن عمر 72 عاما، عقب نقله إلى أحد المستشفيات التركية لأسباب صحية.
ارتبط اسمه بالانتقال إلى الديمقراطية، ولكن أيضا ببداية الاضطرابات الأمنية التي لا تزال مالي تشهدها حتى اليوم.
كما لعب توري دورا بارزا في النهوض بمالي من خلال العديد من المشروعات والمبادرات التنموية في كافة المجالات.
شغل منصب رئيس للبلاد بين 2002 – 2012، وهو الذي انقلب على الحاكم العسكري موسى تراوري في 1991، ثم سلم الحكم، عاما بعد ذلك، للسلطات المدنية.
أطيح به في انقلاب مارس/ آذار 2012 الذي أوصل الرئيس السابق إبراهيم بوبكر كيتا إلى السلطة.
أمير الكويت (29 سبتمبر)
توفي أمير الكويت الشيخ صباح الأحمد الجابر المبارك الصباح، عن عمر ناهز 91، عاما بعد مسيرة حافلة بالإنجازات قضاها في خدمة بلاده والأمتين العربية والإسلامية.
والشيخ صباح هو الأمير الـ15 للكويت التي تحكمها أسرته منذ 250 عاما، تمكن خلال فترة حكمه من مساعدة بلاده على تخطي تبعات غزو العراق، وانهيار الأسواق العالمية.
وتولى الشيخ صباح الأحمد، قيادة المسيرة الكويتية ومقاليد الحكم في 29 يونيو/حزيران 2006، متسلحا بحكمته التي شهد لها العالم، وبالخبرات التي اكتسبها من خوض معترك الحياة السياسية والدبلوماسية.
الرئيس الهندي السابق (1 سبتمبر)
توفي براناب موكرجي بعد 21 يوما من إصابته بفيروس كورونا، عن عمر 84 عاما، وهو الذي دخل المستشفى للعلاج من جلطة دماغية.
شغل منصب الرئيس بين عامي 2012 و2017، كما تقلد عدة مناصب مهمة خلال حياته السياسية التي امتدت 51 عاما، شملت وزارات المالية والخارجية والدفاع.
حامد القروي (27 مارس)
توفي عن 93 عاما، مخلفا مسيرة حافلة بالمناصب وهو الذي تولى رئاسة الحكومة التونسية لعشر سنوات كاملة من 1989 إلى 1999.
يعتبر من أبرز قادة الحزب الاشتراكي الدستوري والتجمع الدستوري الديمقراطي.
انتخب نائبا بالبرلمان التونسي من 1964 إلى 1989، وتقلد وزارة الشباب، وترأس المؤسسة التشريعية لثلاث سنوات.
الطيب عبدالرحيم (18 مارس)
توفي الطيب عبدالرحيم، عضو اللجنة المركزية لحركة فتح، الأمين العام للرئاسة الفلسطينية، في العاصمة المصرية القاهرة، عن عمر ناهز الـ 76 عاما.
سنوات قضى معظمها في النضال الفلسطيني، وفي مهمات رسمية أوكلت له بعد قيام السلطة الفلسطينية، وهو الذي خاض كافة معارك الثورة ضد إسرائيل.
يعد من مؤسسي السلطة الوطنية الفلسطينية عام 1993، وكان يعتبر موضع ثقة الرئيس الراحل ياسر عرفات والقيادة الفلسطينية.
الأمير طلال بن عبدالعزيز آل سعود (26 فبراير)
توفي الأمير السعودي طلال بن سعود بن عبدالعزيز آل سعود عن عمر ناهز 68 عاما، ونعاه العديد من الأمراء في تغريدات استذكروا فيها خصال الراحل الذي عرف بـ"التواضع والكرم ولين الجانب ومكارم الأخلاق".
ولد الأمير طلال في الرياض العام 1952، ووالدته هي فوزة محمد الذيب، وقد تزوج من الأميرة البندري بنت عبدالرحمن بن أحمد بن عبد الرحمن السديري وله منها 5 أبناء وبنات.
عمل الأمير موظفا في إمارة منطقة الرياض بالمكتب الخاص لأمير الرياض سابقا وملك البلاد الحالي سلمان بن عبد العزيز آل سعود لنحو 25 عاما.
كما شغل عدة مناصب رياضية في حياته، بينها رئيس الاتحاد السعودي لكرة السلة، ورئيس الاتحاد الخليجي لكرة السلة، ورئيس الاتحاد السعودي لكرة الطائرة، وعضو اللجنة الأولمبية السعودية، ونائب رئيس الاتحاد الآسيوي لكرة السلة.
حسني مبارك (25 فبراير)
توفي الرئيس المصري الأسبق عن 92 عاما، حيث كان يرقد في العناية المركزة وتدهورت حالته الصحية، قبل أن يبلغ الأطباء عائلته بأن حالته حرجة جدا بعد توقف أغلب أجهزة الجسم الحيوية عن العمل، حتى لفظ أنفاسه الأخيرة.
وبرحيله، فقدت الأمة العربية قائدا بارزا كرس حياته لخدمة وطنه وأمته العربية ورفعة شأنها عبر مواقف مشهودة من أجل تحقيق التضامن العربي، ووهب حياته لنهضة مصر والدفاع عن قضاياها بكل صدق وأمانة وإخلاص.
عمل بإخلاص من أجل وحدة العرب، ووقف بقوة ضد التطرف والإرهاب.
يعتبر الرئيس الرابع لمصر، حيث تولى السلطة في 14 أكتوبر/تشرين الأول 1981 خلفا للرئيس محمد أنور السادات، حتى 11 فبراير/شباط 2011 عندما تنحى تحت ضغوط شعبية وسلم السلطة إلى المجلس الأعلى للقوات المسلحة.
الأمير بندر بن عبدالرحمن آل سعود (21 يناير)
توفي الأمير السعودي عن 96 عاما، ونعاه الديوان الملكي ومعظم الأمراء الذين تقدموا بعبارات التعازي في الراحل للملك سلمان وولي العهد الأمير محمد بن سلمان.
يعتبر من الرعيل الأول لأمراء الأسرة الحاكمة في السعودية، وهو ابن الأمير محمد بن عبدالرحمن بن فيصل آل سعود شقيق مؤسس السعودية الملك عبدالعزيز بن فيصل آل سعود.
وهو أيضا ابن عم الملك سلمان وصهره لسنوات طويلة، حيث كان متزوجا من ابنة عمه شقيقة الملك سلمان الأميرة البندري بنت عبد العزيز حتى وفاتها عام 2008.
السلطان قابوس (10 يناير)
توفي سلطان عمان قابوس بن سعيد عن 80 عاما، بعد حكم استمر نحو نصف قرن.
عرف بحكمته في معالجة القضايا الإقليمية والدولية، وقاد تحديث بلاده، كما نجح في إرساء مقاربة صعبة تراوح بين الأصالة والمعاصرة، فكان أن شكلت توليفته الفريدة مثالا يحتذى به.
يعتبر الزعيم الخليجي والعربي الذي قاد سلطنة عمان على مدى نصف قرن وسط أنواء وتحدياتٍ داخلية وإقليمية.
انتهج سياسات داخلية وخارجية فريدة حققت التنمية لشعبه، وطور سياسة خارجية مُتميزة جعلت من السلطنة وسيطا نزيها في النزاعات الإقليمية.