إعصار وجائحة وتفجير.. أيام "ناشفيل" الحالكة في 2020
2020؛ عام مُريع شهدته "ناشفيل" الأمريكية التي اختبرت فيه أياما حالكة وثقت إحداثياتها في حصاد حزين أطاح بجميع قلاع المدينة.
صحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية، قالت إن المدينة لم تكن في حاجة لاختبار آخر لجَلدها؛ فعلى مدار سنوات، كانت قوية بعدما تجاوز نهر "كمبرلاند" ضفافه، وشقت طريق عودتها من الأعاصير.
لكن رغم ذلك، كان هذا العام عبارة عن اختبارات، إذ شهدت ناشفيل إعصارا جديدا دمر أجزاء منها، قبل أن يجتاحها فيروس كورونا المستجد، فأربك مؤشرات قطاعها السياحي الذي كان منتعشا حتى وقت قريب قبل الجائحة.
كما حصد الوباء روح المغني وكاتب الأغاني جون براين، الشخصية المحبوبة بالمدينة.
ولم تتوقف النكبات عند ذلك الحد، ففي الأيام الأخيرة لعام مريع، وتحديدا في صباح يوم عيد الميلاد الهادئ، قاد رجل مركبة كارافان محملة بمتفجرات إلى قلب المدينة.
وقال عمدة المدينة جون كوبر، خلال مؤتمر صحفي بعد ساعات من الانفجار: "حدث آخر في ناشفيل 2020"، قبل أن يعلق قائلا باليوم التالي في تصريحات إعلامية: "مررنا بأيام حالكة".
ورغم أن الانفجار لم يسفر عن ضحايا سوى الجاني أنتوني وارنر، لكنه ألحق بالسكان ندوبا جسدية ومعنوية؛ إذ أصيب ثلاثة أشخاص بجروح، وسط مخاوف من أن بعض المباني المتضررة والتي تعتبر من بين الأقدم في ناشفيل، لا يمكن ترميمها.
وطبقًا للصحيفة، بدأت أجزاء من المدينة بإعادة فتح أبوابها، لكن المنطقة المحيطة بمكان وقوع الانفجار ما زالت مغلقة، حيث انهار مبنى واحد بالفعل، فيما تعرضت بقية المباني لأضرار كبيرة.
كما شعر العديد من السكان بحالة من الاضطراب، بينما ناقش المسؤولون مسألة ما إن كان الهجوم قد استوفى معيار اعتباره إرهابًيا.
وكانت الشرطة نشرت، مساء الإثنين، مقطع فيديو للحظات التي سبقت الانفجار وما بعده، لكن لا يزال المحققون يحاولون فهم الدافع وراء التفجير.
والاثنين، قال ديفيد راوش، مدير مكتب التحقيقات بولاية تينيسي لشبكة "إن بي سي نيوز" الأمريكية، إنهم لا يعلمون يقينًا ما إن كانوا سيحصلون على إجابات كاملة.
ولعدة سنوات، كانت ناشفيل تشهد حالة طفرة، مع تنامي أعمال البناء، وارتفاع عدد السكان، وكذلك أسعار المنازل، قبل أن تجتاحها النكبات تباعا، في عام لم يكن صعبا على هذه المدينة فحسب، بل على العالم بأسره.