"نهاية العالم".. تفاصيل الرعب في انفجار "ناشفيل"
بدا الأمر وكأنه "نهاية العالم".. عبارة لخصت دقائق الرعب التي عاشها سكان ناشفيل الأمريكية، قبل وأثناء الانفجار المروع بالمدينة.
حادثة قلبت إحداثيات الحياة في مدينة توقفت عقارب الساعة فيها على يوم الجمعة، حين وقع انفجار هائل أسفر عن إصابة 3 أشخاص على الأقل وتحطم عدد من السيارات وواجهات المنازل وخسائر مادية أخرى فادحة.
شهود عيان رووا تفاصيل الرعب التي عاشوها قبل الواقعة وبعدها، واستعرضوا لحظات اخترقت حدود الواقع لتلامس في أطوارها أفلام الحركة التي كانوا يتابعونها عبر شاشات التلفزيون، ولم يكن يخيل إليهم أنهم سيكونون أبطالها يوما ما.
بيتسي ويليامز، قالت إنها استيقظت على الساعة الرابعة والنصف من فجر الجمعة، على صوت يشبه إطلاق نار من سلاح آلي.
اتصلت برقم الطوارئ قبل أن تفرض الشرطة طوقا أمنيا بالجادة الثانية وسط مدينة ناشفيل، واعتقدت أن الأمر انتهى عند ذلك الحد.
لكن "رسالة آلية مسجلة" من سيارات الشرطة الرابضة بالمكان أثارت انتباهها: "اخلوا الآن".. هكذا تتذكر بيتسي ما ردده الصوت النسائي مرارًا وتكرارًا، وقالت لشبكة "سي إن إن" المحلية بعد ساعات من انفجار المركبة، إنها سمعت رسالة أخرى صادرة عنها كانت عبارة عن عد تنازلي.
وأضافت أن الصوت ردد: "هذه المركبة ستنفجر خلال 15 دقيقة"، ثم "هذه المركبة ستنفجر خلال 14 دقيقة"، الأمر الذي دفعها وأسرتها للتحرك ونزول الدرج من شقتهم الكائنة بالدور الثالث.
وعندما بدأ هذا العد التنازلي، سرعان ما فكر أفراد أسرة بيتسي أنهم يحتاجون للخروج سريعًا من المنزل، وبالفعل اتجهوا إلى سيارتهم، وعندما وصلوا إلى منطقة تتضح فيها رؤية المنطقة، راقبوا ما إن كان هناك احتمال لوقوع انفجار.
وبانقضاء بعض الوقت، اعتقدوا أنهم فروا لمدة كافية، وأن الأمر قد يكون مجرد خدعة، فكان أن قرروا العودة أدراجهم، لكن وقبل وصولهم إلى منطقة الطوق الأمني، شاهدوا الانفجار أمامهم.
وتابعت: "لم أشاهد أمرًا مماثلا. لقد هز (الانفجار) كل شيء".
ووصف شاهد آخر الانفجار بـ"نهاية العالم"، إذ قال باك ماكوي إن نوافذ منزله الكائن بوسط ناشفيل على الجانب الآخر من الانفجار، تحطمت وبدأت المياه تتدفق من السقف.
وقال باك للشبكة الأمريكية: "بالتأكيد هناك ملاك حارس يحميني لقدرتي على النجاة من هذا. كان مريعًا للغاية".
ولفت إلى أنه استيقظ على ما أعتقد أنه صوت إطلاق رصاص قبل نحو عشر دقائق من الانفجار، فنهض ونظر عبر النافذة، لكن عندما لم يتمكن من رؤية أي شيء عاد للفراش مجددًا.
ويشعر باك بالامتنان لكونه لم يصب بأكثر من خدوش في الوجه واليدين والقدم، مضيفًا: "كان الأمر أشبه بفيلم. وحقًا كانت كما لو أنها نهاية العالم"، وعندما نظر إلى الخارج، كانت الأشجار والزجاج المنكسر تملأ الشارع.
وفي سياق متصل، أثنى عمدة ناشفيل على ضباط الشرطة بموقع حادث الانفجار، واصفا إياهم بـ"الأبطال المذهلين" الذي هرعوا تجاه الخطر لإنقاذ الأرواح، بحسب صحيفة "نيويورك بوست" الأمريكية.
ونقلت الصحيفة عن العمدة جون كوبر قوله إن ستة من رجال الشرطة اتخذوا "إجراءات سريعة" بإخلاء الناس من منطقة وسط المدينة، مع التحذيرات التي أطلقتها المركبة بشأن انفجار خلال 15 دقيقة، مضيفًا: "إنهم أبطال وأنا ممتن لهم".
وكان الضباط يستجيبون لبلاغات "إطلاق رصاص" وسط ناشفيل عندما وصلوا إلى مكان الانفجار وسمعوا التسجيل المروع، ثم سارعوا بإخلاء المنازل وطلبوا فرقة المفرقعات، قبل أن تنفجر المركبة بعد ذلك بفترة قصيرة.