قادة قطاع الفضاء العربي: الإمارات جادة في خدمة أمتها
خبراء فضاء عرب يحددون 6 آثار ناجمة عن تأسيس المجموعة العربية للفضاء، منها تطوير الكفاءات الشابة العربية في المجالات العلمية والتقنية
أكد عدد من رؤساء الوكالات والهيئات والمراكز الفضائية في الدول العربية، أن تأسيس المجموعة العربية للفضاء، خلال المؤتمر العالمي للفضاء في نسخته الثانية، الذي انطلق الثلاثاء، ويستمر لمدة 3 أيام في أبوظبي، يأتي تجسيداً لنهج الإمارات وجهودها المتواصلة لتعزيز التعاون العربي المشترك، والتنسيق في كافة المجالات، بما من شأنه أن يرسم ملامح المستقبل المشرق للقطاع، الذي يعد اليوم من أبرز القطاعات التنافسية والاقتصادية والعلمية دولياً.
وحدد خبراء الفضاء، في تصريحات لصحيفة "الاتحاد" الإماراتية، 6 آثار ناجمة عن تأسيس المجموعة العربية للفضاء، منها تحديد احتياجات البيئة العربية من الفضاء، وتطوير الكفاءات الشابة العربية في المجالات العلمية والتقنية، وتعزيز مكانة العرب ضمن استثمارات الاقتصاد الفضائي المستدام، إضافة إلى إطلاق التطبيقات الفضائية بالتكلفة المالية الأقل، وتفعيل التكنولوجيا الحديثة في البرامج الفضائية المستقبلية، وتعزيز الوعي العام بالقطاع الفضائي باعتباره مصدراً ملهماً لدراسة المواد العلمية.
الأحبابي: تعزيز الإمكانات
أكد الدكتور المهندس محمد ناصر الأحبابي، مدير عام وكالة الإمارات للفضاء، أن المجموعة العربية للفضاء تأتي بهدف تعزيز قدرات الدول العربية في القطاع الفضائي وتعزيز إمكانياتها المطلوبة للنجاح في القطاع، وبحث مختلف التحديات المشتركة التي تتطلب تضافر الجهود والتعاون وتوحيد الرؤى لمواجهتها وتجاوزها.
وأضاف: "يوجد حراك فضائي عربي اليوم من خلال إطلاق المملكة العربية السعودية لهيئة الفضاء، إلى جانب تأسيس البحرين لهيئة للفضاء، والرغبة التي أبدتها مصر والأردن لتعزيز الاستثمار في القطاع الفضائي، كما تعمل بقية الدول على إيجاد الخطط الاستراتيجية التي من شأنها تعزيز حضورها الفضائي، ونحن في الإمارات ندعم جميع الخطوات التي تؤدي إلى إيجاد قطاع فضائي مستدام في الوطن العربي".
وأشار إلى أن الوكالة تعمل على مساعدة الدول حالياً للحصول على عضويات في الهيئات الدولية والمنظمات الفضائية، والتي تتيح مشاركة هذه الدول في صناعة القرارات العالمية المستقبلية، ويكون لهم الحضور البارز الدولي والذي يشجع المستثمرين على التباحث مع هذه الدول وتطبيق أفضل السبل الممكنة من التعاون الاستراتيجي، الذي يدفع بالقطاعات الفضائية الناشئة لأن تكون رائدة وحاضرة.
ولفت إلى أن هذا الهدف يأتي انطلاقاً من رؤية الإمارات وتوجيهات القيادة الرشيدة الداعمة للعمل العربي المشترك، وتسخير الإمكانات الناجحة كافة لذلك، مضيفا: "النجاح في القطاع الفضائي يعتمد بشكل كبير على التكتلات والتجمعات الوحدوية التي من شأنها نقل الخبرات وتبادلها وإشراك الكفاءات، بما يطور من البنية التحتية للدول".
وأوضح أن مشروع القمر الصناعي العربي ينفذ في الإمارات بمشاركة عدد من الخبراء والمهندسين والعلماء من مختلف الدول العربية، بعد تحديد مهام للقمر الصناعي، منها دراسة الغلاف الجوي وبحث مصادر المياه والمعادن، ومن المتوقع أن يطلق بعد 3 سنوات، وهو نواة للتعاون وتبادل الخبرات والمزيد من المبادرات التي ستتم مستقبلاً.
وذكر أنه من المحتمل استضافة المركز الوطني للعلوم والتكنولوجيا بجامعة الإمارات مقراً لتنفيذ القمر الصناعي، ما يؤكد قدرة الدول العربية على دخول قطاع الفضاء بوجود الإرادة والرؤية المشتركة بضرورة التنسيق والتعاون؛ لمواجهة مختلف التحديات، وترسيخ المكانة اللازمة والبارزة التي تضع الدول العربية بين الدول المستثمرة في قطاع الفضاء المستدام.
فرصة للتلاقي
وأكد الدكتور شيكوش عبدالوهاب، مدير دراسات البرامج الفضائية والتنمية الصناعية في الوكالة الفضائية الجزائرية، أن المؤتمر يمثل فرصة لكل الدول للاطلاع على مشاريع الفضاء في المنطقة ودولياً، ويعتبر فرصة خاصة للتلاقي بين الدول العربية التي تمتلك نشاطاً في هذا القطاع، وتحقيق رؤية تكوين مجموعة استشارية بين الدول العربية لتجتهد مع بعضها، تقنياً وفي البرامج وبعض المشاريع التي تحقق منفعة.
تطوير البحوث
وقال غالب فاعور، مدير المركز الوطني للاستشعار عن بعد في لبنان: "اليوم تنطلق مبادرة عربية من الإمارات، وبدعم من وكالة الإمارات للفضاء، سعيا لتوطيد التعاون وتعزيز المشاركة في مجال استخدامات استكشاف الفضاء".
وأضاف أن هذه المبادرة تعتبر مبادرة استشارة تهدف لتنسيق التعاون بين جميع الدول؛ لتطوير البحوث في مجال استكشاف الفضاء، متابعا: "نحن حالياً في مرحلة إعداد برامج وخطة عمل لإطلاق المزيد من الجهود، والتي تعتبر مهمة لإيجاد موقع قوي للدول العربية في مجال التكنولوجيا والفضاء، التي أصبحت فيها تكتلات واضحة للدول الأوروبية، كما هي فرصة لتعزيز دورنا العربي في هذا المجال".
وأشار إلى العوامل التي تضمن تعزيز وجود الدول العربية في قطاع الفضاء، وهي وجود رؤية عربية من قبل صانعي القرار، وتعزيز البحث العلمي والإنتاج وربطه بالقطاعات الإنتاجية، ضارباً مثالاً بالإمارات التي تعتبر مثالاً نموذجياً على ذلك.
تحقيق الرفاهية
واعتبر الدكتور المهندس شاكر الرباطابي، أمين عام اللجنة الوطنية السودانية للفضاء، أن المؤتمر منصة مهمة للالتقاء بشركاء الفضاء المختلفين من جميع دول العالم، سواء كانوا منظمات دولية، مقدمي خدمات، شركات أو مستثمرين، وأيضاً فرصة التقاء الإخوة العرب، إذ "نسعى لتكوين منظمة عربية من خلال قياديي القطاع في هذه الدول؛ لتحقيق التقدم وتقليل التكلفة وتعظيم الفائدة، من أجل رفاهية ومصلحة المواطن العربي".
تكتلات لمواجهة التحديات
قال الدكتور محمد إبراهيم محمد، رئيس قطاع تنفيذ مختبرات الأقمار الصناعية - برنامج الفضاء المصري: "تواجه العديد من الدول مختلف التحديات؛ نظراً لعدم وجود تكتلات لمواجهة التحديات المختلفة، وتأتي المجموعة العربية لتسهم في تسريع وتيرة العمل بمختلف الأعمال القائمة في قطاع الفضاء، والاستفادة من الخبرات والتجارب في الدول التي بدأت في تطبيق مفهوم الاستثمار الفضائي".
ممر للتقنيات
وأكد الدكتور علي محمد الخصاونة، مدير المركز الإقليمي لتدريس علوم وتكنولوجيا الفضاء ومدير عام المركز الجغرافي الملكي الأردني، أن العالم يسير باتجاه الدخول في تحالفات ومجموعات للنجاح في مجال الفضاء، ومن هنا تكمن أهمية المجموعة، باعتبارها ممراً للتقنيات المهمة عالمياً؛ وللتعرف والبدء بالمبادرات التي تشمل التكنولوجيا الحديثة، والتي لها الأهمية على عدد من القطاعات الحيوية.
واستحضر الخصاونة مقولة إنه "لا مكان في الأرض لمن لم يجد له مساحة بالفضاء" كدلالة على الأهمية المتزايدة لقطاع الفضاء، والخطوات التي تتخذها مختلف الوكالات العالمية، ومنها وكالة الفضاء الأوروبية، وتعتمد بشكل رئيسي على أهمية العمل المشترك والأبحاث المتواصلة للوصول إلى أفضل الحلول التي تتناسب مع خصوصية كل دولة.