زعماء في مصيدة الاتصالات.. مقالب تخترق «فلاتر الأمن»
رغم الاحتياطات و«الفلاتر الأمنية»، فإن بعض زعماء العالم وقعوا في مصيدة الاتصالات، عبر مقالب كشفت أن لا شيء عتي عن الاختراق.
فحين يتعلق الأمر بالدول وأجهزتها السيادية، لا يبادر أي رئيس أو مسؤول رفيع إلى رفع سماعة هاتفه ويتصل مباشرة بنظيره في الطرف الآخر، كما يحدث عادة بين العامة.
أما أسباب ذلك فكثيرة، بينها بروتوكولية ذات صلة بقواعد السلوك والتصرف بين الزعماء وأصحاب المراكز السياسية، سواء داخل الدولة نفسها أو بينها وبين دولة أخرى.
كما توجد أسباب أمنية لها علاقة بسرية محادثات الزعماء وعلاقتها بأمن دولهم في ظل إمكانية اختراق المحادثة من قبل أطراف ثالثة، ولذلك تجري الاتصالات بواسطة خطوط آمنة.
لكن ورغم كل تلك الاحتياطات والفلاتر التي يفرضها البروتوكول الأمني، فإن العديد من الزعماء وقعوا في جب مقالب الاتصالات.
رؤساء أمريكيون يتصدرون
أولهم دونالد ترامب، الرئيس الأمريكي السابق الذي وقع ضحية مذيع فكاهي أمريكي يدعى جون ميليندز، حيث قام الأخير بانتحال شخصية السيناتور الديمقراطي من نيوجيرسي، روبرت منديز.
واتصل ميليندز بالبيت الأبيض وقدم نفسه على أنه مساعد السيناتور، فكان أن طُلب منه -كما هو معمول به- ترك رقم هاتفه.
ولم يتوقع المقدم الكوميدي أن يعلق ترامب في الفخ المنصوب له، حيث جرى ربط الاتصال بالرئيس الأمريكي، ليرد عليه على الطرف الآخر من الخط.
وكانت تلك واحدة من أكثر الحوادث التي أزعجت البيت الأبيض الذي واجه انتقادات حادة وتساؤلات عدة حول البروتوكول المتبع للتواصل مع الرئيس.
وفي أمريكا دائما، لم يكن ترامب الوحيد الذي اصطادته مقالب الاتصالات، حيث أجرى الرئيس الأسبق جورج بوش مكالمة هاتفية مع رجل زعم أنه الرئيس الإيراني حينها.
جرى ذلك في عام 1990، حيث تحدث بوش مع الرجل، في حادثة فجرت أيضا جدلا واسعا سارع البيت الأبيض بمحاولة إخماده.
وقالت المتحدثة باسمه آنذاك، مارلين فيزووتر، إن إجراء المكالمة كان جزءا من التثبت من صحتها، مضيفة: "شككنا من البداية بأن هناك خطأ ما".
خارج أمريكا أيضا
روسيا أيضا لم تنجُ من هذا النوع من المقالب، حيث نجح الكوميديان الشهيران فلاديمير كوزنيتسوف وأليكسي ستولياروف في مغالطة المغني البريطاني إلتون جون، وأوهماه بتلقي اتصال من الرئيس فلاديمير بوتين.
وخلال المكالمة، زعم أحدهما أنه بوتين وناقش مع جون مسألة الشذوذ في روسيا، في مقلب أحرج الرئيس الروسي نفسه واضطره للاعتذار عنه بإجراء اتصال هاتفي -لكن حقيقي هذه المرة- مع إلتون جون.
وفي إسبانيا أيضا، وقعت حادثة مشابهة، حيث اتصل مقدم برنامج إذاعي برئيس الوزراء السابق ماريانو راجوي، وقدم نفسه على أنه الزعيم الكتالوني الانفصالي الجديد.
وبالفعل، انطلت الحيلة على راجوي الذي انخرط في حديث طويل لم تقطعه حتى الفلاتر الأمنية.