حكومة لبنان الجديدة.. دعوات للتظاهر وخلافات بين النشطاء
عدد كبير من المحتجين اللبنانيين يؤكدون إصرارهم على الاستمرار بالتحركات حتى تحقيق مطالبهم
كثّف المحتجون في لبنان، الأحد، دعواتهم للتظاهر في البلاد؛ رفضا لتكليف حسان دياب بتشكيل حكومة جديدة، وسط خلافات في صفوف النشطاء حيال قبول التفاوض معه للمشاركة في وزارته أو عدمه.
وبحسب مصادر مطلعة، فإن مجموعة من النشطاء سيلتقون "دياب" في منزله، بعد لقائه، السبت، الكتل النيابية؛ حيث أعلن كل من "تيار المستقبل" وأحزاب "القوات، والتقدمي الاشتراكي، والكتائب" رفضها المشاركة في حكومته.
ويشير هذا الرفض إلى توجه لتأليف حكومة لبنانية "من لون واحد"، أي من فريق حزب الله وحلفائه، رغم أن دياب تعهد بأن تكون وزارته من شخصيات متخصصين ومستقلين، وأنه سيتحاور مع المتظاهرين.
وفي ظل اعتراض مجموعة كبيرة من النشطاء اللبنانيين على لقاء دياب أو التفاوض معه، بدا لافتا التكتم الذي يحيط بهوية من تجاوب مع الدعوة؛ إذ سجل تجمع للمعترضين على هذه الخطوة أمام منزله من دون إعلان أي منهم سيلتقيه رسمياً.
وقال مصدر، في إحدى مجموعات النشطاء، لـ"العين الإخبارية"، إن دياب اتصل بعدد من منهم لكن معظمهم رفض الدعوة بينما لم يتبين حتى الآن من الأشخاص الذين قبلوا بلقائه.
وأضاف المصدر: "لا قيادة لانتفاضتنا ولا نقبل أن يدّعي أحد تمثيلنا وبالتالي من يريد التفاوض فليكن باسمه وليس باسم المتظاهرين".
وشدد على أن الاعتراض على حسان دياب يبدأ من مسار تكليفه الذي لم يختلف عن الذهنية السابقة التي لطالما اعتمدتها السلطة في المحاصصة السياسية وفرض الأشخاص على اللبنانيين.
وأوضح الناشط أن "دياب" هو مرشح فئة معينة، وبالتالي سيكون خاضعا لهم، في إشارة منه إلى حزب الله ووزير الخارجية في حكومة تصريف الأعمال جبران باسيل، مضيفاً: "هذا الواقع الذي لطالما رفضناه وانطلقت انتفاضتنا رفضا له".
وتابع: "نريد رئيسا مستقلا وحياديا للحكومة مع وزراء يحملون الصفة نفسها لننتقل إلى مرحلة جديدة في لبنان على أمل التغيير الحقيقي".
وفيما رفعت أصوات تطالب بمنح فرصة لـ"دياب"، وهو ما انعكس على زخم التحركات الشعبية منذ تكليفه، لا تزال مجموعات عدة تؤكد رفضها الاستسلام وتدعو للتظاهر.
وفي دعوة حملت عنوان "مليونية ساحة الشهداء" انتشرت دعوة على وسائل التواصل الاجتماعي جاء فيها: "65 يوما في الشوارع والطرقات. 3 شهداء ومئات الجرحى. عشرات المعتقلين والملاحقين أمنيا. ثورة على كل هذه المنظومة الفاسدة".
وأضافت الدعوة: "نقف مكتوفي الأيدي أمام تجاهل هؤلاء للسلطة، لن نقبل بتكليف وجه من وجوه حقب الفساد"، مؤكدة أن "مطالب الثورة واضحة: حكومة من المستقلين والاختصاصيين. لن نقبل تجاهل صوت الناس".
ومنذ صباح الأحد، يتصدر هاشتاق "نازلين_كلنا_عا_بيروت" وسائل التواصل الاجتماعي؛ حيث يدعو النشطاء للمشاركة في المظاهرة، فيما يؤكد عدد كبير من اللبنانيين إصرارهم على الاستمرار بالتحركات حتى تحقيق مطالبهم.
وتأتي هذه الدعوات فيما تستمر التحركات والاحتجاجات في بعض المناطق ولا سيما البقاع والشمال وبيروت، من قبل مناصري تيار المستقبل، الذين يعترضون بدورهم على تكليف دياب انطلاقا من أصوات النواب السُنة الضئيلة والتي حصل عليها في الاستشارات النيابية لتكليفه، ما يعني عدم تمتعه بالغطاء السني، ويطالبون بعودة رئيس حكومة تصريف الأعمال سعد الحريري.