متظاهرو لبنان يعودون للشوارع بعد ليلة من التوتر والشائعات
المحتجون طالبوا باستشارات نيابية فورية والبدء بمشاورات لتسمية رئيس وزراء حيادي لتشكيل حكومة تكنوقراط مصغرة.
عاد المتظاهرون إلى شوارع لبنان، الخميس، في محاولة لإغلاقها، بعد ليلة سادتها توترات وشائعات بسبب عدم تحديد رئيس الجمهورية موعدا للاستشارات النيابية بشأن الحكومة.
- مدارس لبنانية تفتح أبوابها لأول مرة منذ بداية الاحتجاجات
- فتح طرق لبنان ومهلة يومان لتشكيل حكومة انتقالية
وأعلنت مجموعات الحراك عن منح السلطة مهلة يومين لبدء العمل على تشكيل حكومة انتقالية بعد استقالة رئيس الحكومة سعد الحريري، على أن تبقى المظاهرات مستمرة في الساحات.
وطالب المحتجون باستشارات نيابية فورية والبدء بمشاورات لتسمية رئيس حكومة حيادية لتشكيل حكومة تكنوقراط مصغرة.
توترات ومواجهات على وقع شائعات
وكان التوتر قد عاد إلى طرقات لبنان، مساء الأربعاء، إثر اتخاذ المحتجين قرارا بالعودة إلى قطع الطرقات في مختلف المناطق، معتبرين أن عدم تحديد رئيس الجمهورية موعدا للاستشارات النيابية تجاهلا لهم ولتحركهم.
وعلى وقع كل هذا التوتر بدأت الشائعات تنتشر كالنار في الهشيم بين اللبنانيين، عبر وسائل التواصل الاجتماعي، مرة لتقول إن الجيش سيفرض حالة طواري ومرة عبر اتخاذ رئاسة الجمهورية قرارا بوقف الإعلام عن نقل المظاهرات وقطع شبكة الإنترنت.
إضافة إلى أن حزب الله الإرهابي هدّد الجيش بقطع جميع طرقات لبنان ما لم يعمد هو إلى فتحها، لتعود بعد ذلك كل الجهات المعنية بهذه الشائعات وتعلن نفيها جملة وتفصيلا.
ودرات مواجهات بين المتظاهرين في عكار، شمال لبنان، وصيدا جنوب لبنان، والقوى الأمنية، بموازاة تحركات شعبية من بعض المنتمين لـ"تيار المستقبل"؛ تضامنا مع رئيس الحكومة المستقيل سعد الحريري المكلف بتسيير الأعمال.
وأكد المتظاهرون أن المطالب وهدف الثورة لا يستهدفان طائفة أو زعيم طائفة بعينها، لكنهما يشملان جميع المسؤولين، وهو الأمر الذي ساهم في اتخاذ قرار العودة إلى الشارع.
وزاد المشهد تعقيدا إثر حصول تصادم بين الجيش وأبناء العبدة (عكار) الذين اتهموا عناصره بالاعتداء عليهم، قبل أن يهدأ الوضع إثر تدخل الحريري شخصيا على خط التهدئة واتصاله برئيس بلدية بلدة تبنين التي وقع فيها الصدام.
وهدأت الأمور إثر انسحاب الجيش من ساحة العبدة وعودة المعتصمين المحتجين والغاضبين إلى ساحة الاعتصام.
وحضر رجال دين وفعاليات إلى الساحة ما ساهم بعودة الأمور تدريجيا نحو الهدوء، وردد المعتصمون في ساحة العبدة هتافات "الله محيي الجيش"، تعبيرا عن تقديرهم لدور الجيش، الذي واكب المعتصمين على مدى 13 يوما.
وناشد رئيس بلدية ببنين العبدة كفاح الكسار، الذي حضر إلى ساحة الاعتصام، قيادة الجيش "فتح تحقيق بما جرى، سيما وأن اتفاقا كان قد تم في منزلي ببن الجيش والمعتصمين على إعادة فتح مسارين من الساحة لتسهيل حركة المرور والإبقاء على ساحة الاعتصام".
وأكد أن "الأمر جرى فجأة بغير ما اتفق عليه وحاول الجيش فض ساحة الاعتصام بالقوة وقام بإطلاق الغاز المسيل للدموع، الأمر الذي رفضه المعتصمون وأحدث هذه الفوضى وهذا لا يمكننا القبول به".
قطع الطرق.. سجالات بين المتظاهرين والأمن
واستفاق اللبنانيون على مشهد قطع الطرقات اليومي الذي اعتادوا عليه منذ بدء الاحتجاجات، مع تسجيل محاولات من القوى الأمنية لإعادة فتحها، حيث نجحت في بعضها، وفشلت في بعضها الآخر نتيجة رفض المحتجين.
وفتحت القوى الأمنية والجيش صباحا الطريق عند جسر الرينج (مدخل وسط بيروت) وأوتوستراد ذوق مصبح وأوتوستراد جل الديب، على الطريق الساحلية بين الشمال والعاصمة، بعد إقفاله مساء الأربعاء.
وفي الشمال قطع محتجون طرقا في عكار وطريق الضنية الرئيسية التي تربطها بمدينة طرابلس بالإطارات المشتعلة منذ ساعات الصباح الأولى، قبل أن يتجمعوا في المكان ويضعوا عددا من السيارات في وسط الطريق، في ظل محاولات يبذلها الجيش اللبناني من أجل إعادة فتح الطريق.
وفي البقاع أعاد المتظاهرون قطع الطرق الرئيسية بعد سلسلة تحركات ليلية، أما في الجنوب وبعلبك فقد عادت الحياة إلى طبيعتها، باستثناء صيدا التي شهدت بعض التوتر، حيث أكد المتظاهرون على الاستمرار بتحركاتهم وأقفلت المدارس أبوابها.
aXA6IDMuMTQ1LjUwLjcxIA== جزيرة ام اند امز