لبنانيون ومافيات التهريب.. استغلال يجهض حلم الهجرة
مافيات تهريب تعد لبنانيين بالعبور نحو أوروبا، ثم تتركهم على الحدود التركية، بعد أن تسلبهم أموالهم وأحلامهم.
يبيعون أملاكهم ويبذلون المستحيل من أجل جمع حفنة الدولارات المطلوبة من المهربين، دون أن يدور بخلدهم أن حلمهم لن يعبر الحدود التركية.
آفة تعود إلى واجهة الجدل من جديد على خلفية تواتر حوادث استغلال المهاجرين غير النظاميين، وسط تحذيرات رسمية من ظاهرة باتت تقض مضجع المجتمع اللبناني وسلطاته.
قنصل لبنان في تركيا مازن كبارة، تطرق إلى الموضوع، مشيرا إلى أن مافيات تستغل مواطنيه لتهريبهم إلى أوروبا عبر الحدود التركية.
وفي حديث تلفزيوني، حذر كبارة من خطر مافيات تستغل اللبنانيين لتهريبهم إلى أوروبا ثم تتركهم بعد أن تأخذ أموالهم على الحدود التركية اليونانية أو التركية - البلغارية.
وقال كبارة إن "هؤلاء اللبنانيين المتروكين يسجنون لعدم وجود أوراق ثبوتية معهم، ويصبحون في حال صعبة بلا مال ولا مستقبل".
وأضاف: "نحن في القنصلية اللبنانية نساعد هؤلاء، ولكن المساعدة تظل محدودة لتأمين عودتهم لبلدهم، لافتا إلى أن تزايد عدد المغرر بهم أصبح ظاهرة خطيرة تستدعي الانتباه بالتوعية في الاعلام، واليقظة من قبل السلطات في لبنان.
خارطة التهريب
في حديث لـ"العين الإخبارية"، قال كبارة إن عمليات تهريب البشر ليست جديدة، لكنها تزايدت بالفترة الأخيرة في ظل الوضع الاقتصادي والاجتماعي الصعب الذي يعيشه اللبنانيون.
وأشار إلى أنه يتم يوميا القبض على لبنانيين على صلة بالموضوع، معتبرا أن "المشكلة تكمن في أن المافيات التي تأخذ أموالهم وأوراقهم الثبوتية تتركهم لمصيرهم، فتكون النتيجة سجنهم في السجون التركية بعد إلقاء القبض عليهم ».
وأضاف: "نحن في القنصلية نحاول تسهيل المهمة لهم قدر الإمكان، وحين يتمكن المهاجر من تأمين صورة عن أوراقه الثبوتية أو جواز سفره، نعمل على إعادته إلى لبنان".
ووفق كبارة، فإن عمليات التهريب من لبنان إلى أوروبا عبر تركيا باتت ظاهرة، محذّرا في الآن نفسه، من "استغلال المافيات لهؤلاء اللبنانيين الذي يتبيّن لنا أنهم يبيعون أملاكهم ويستدينون في أحيان كثيرة لإعطاء الأموال إلى المهربين، وتكون النتيجة أن يلقى القبض عليهم ويخسرون كل شيء".
وعن جنسية الأشخاص العاملين ضمن مافيات التهريب، قال كبارة إنه "من الصعب تحديدها خصوصا أن المهاجرين غير النظاميين يمتنعون عن الإفصاح عن الأسماء، أو أن يقدموا أسماء تكون غير حقيقية".
واللافت وفق كبارة أن انتقال اللبنانيين يتم من بيروت بطريقة شرعية عبر المطار، لتبدأ في تركيا عملية التهريب بحرا، لافتا في الوقت عينه إلى أن المهاجرين لا يقتصرون على منطقة معينة بل يأتون من مناطق لبنانية عدّة.
أما القاسم المشترك بينهم، فقال إنه "الفقر والجوع والبحث عن أي وسيلة لمغادرة لبنان والبحث عن مستقبل أفضل، وأبرز الوجهات في هذه الفترة هي اليونان وبلغاريا".
وبالآونة الأخيرة، سجّل لبنان عمليات تهريب للبشر ومحاولات هجرة غير شرعية إلى أوروبا، سواء جوا أو بحرا، في ظاهرة تفاقمت جراء الأوضاع الصعبة بالبلاد.