وزير لبناني: الحريري الاسم الأكثر تداولا لرئاسة الحكومة الجديدة
الرئيس اللبناني ميشال عون دعا إلى استشارات نيابية الإثنين يفترض أن تنتهي إلى تكليف رئيس لتشكيل الحكومة الجديدة
قال وزير الشؤون الاجتماعية في حكومة تصريف الأعمال اللبنانية، ريشار قيومجيان، إن سعد الحريري هو الاسم الأكثر تداولا حتى اللحظة لرئاسة الحكومة الجديدة.
ودعا الرئيس اللبناني ميشال عون إلى استشارات نيابية، غداً الإثنين، يفترض أن تنتهي إلى تكليف رئيس لتشكيل الحكومة الجديدة.
وأكد قيومجيان، في تصريح خاص لـ"العين الإخبارية"، أن الاستشارات النيابية قائمة في موعدها غداً (حتى الآن)، حيث لم يصدر من القصر الجمهوري ما يشير إلى التأجيل.
وأشار الوزير الممثل عن حزب القوات اللبنانية بالحكومة المستقيلة إلى أن أسهم تشكيل حكومة تكنوقراط من الاختصاصين ترتفع يوما بعد يوم، خاصة عقب إعلان رئيس التيار الوطني عدم المشاركة في الوزارة المقبلة.
وكان رئيس التيار الوطني الحر جبران باسيل قد قال في مؤتمر صحفي الخميس الماضي عقب اجتماع "تكتل لبنان القوي": "إذا أصر الحريري على (أنا أو لا أحد) وأصر (حزب الله) و(حركة أمل) على مقاربتهما بمواجهة المخاطر الخارجية بحكومة تكنوسياسية برئاسة الحريري، فنحن كتيار وطني حر، وكتكتل لبنان القوي، لا يهمنا أن نشارك بهذه حكومة، لأن مصيرها الفشل حتماً".
الحريري.. الأكثر تداولا
وعن مشاركة تكتل الجمهورية القوية (الكتلة النيابية لحزب القوات) في استشارات الغد، أوضح الوزير اللبناني أن الحزب لم يتخذ قراره بعد بشأن تسمية رئيس الحكومة الجديدة، حيث لا يوجد اتجاه واضح إلى الآن، مشيرا إلى أن التكتل سيعقد اجتماعا مساء اليوم الأحد يضم وزراءه ونوابه لاتخاذ القرار النهائي.
وبشأن ما تردد عن الاتجاه بشكل عام لتسمية سعد الحريري رئيس الحكومة المستقيلة، خلال الاستشارات، قال قيومجيان: "الحريري هو الاسم الأكثر تداولا اليوم، فهناك إجماع سني عليه، ويتمتع حتى اللحظة بتأييد هذه الطائفة وبعض الكتل النيابية".
وأعلنت مليشيا حزب الله إصرارها على عودة الحريري إلى رئاسة الحكومة، حيث زعم الوزير في حكومة تصريف الأعمال محمد فنيش أن "التنسيق مع الحريري قائم لأن الحزب لا يريد المواجهة مع أحد".
وكان رئيس حزب القوات اللبنانية سمير جعجع التقى أمس السبت، الوزير السابق غطاس خوري موفدا من سعد الحريري.
وعقب اللقاء، قال جعجع إن تكتل الجمهورية القوية طرح سابقا حكومة اختصاصيين مستقلين "لأن أي حكومة على نسق الحكومات الماضية لن توصلنا إلى مكان ونحن بأمس الحاجة لاستعادة ثقة مفقودة".
وتساءل جعجع: "لماذا تخاف الكتل النيابية فيما يخص حكومة اختصاصيين مستقلين في وقت يمكنها سحب الثقة منها بأي وقت في المجلس النيابي؟".
حكومة اختصاصيين
قيومجيان الوزير عن حزب القوات الذي يمتلك كتلة نيابية تضم 15 نائبا، أكد كذلك أنه "بات من الضروري والحيوي جدا، تشكيل حكومة إنقاذ على الفور من اختصاصيين وأكفاء ومستقلة عن القوى السياسية الحالية لإدارة البلاد".
وحول توقعاته لشكل وطبيعة الحكومة المقبلة، قال قيومجيان إن أسهم حكومة الاختصاصيين ترتفع يوما بعد يوم، بعد التأييد المتزايد لها، خاصة عقب انسحاب التيار الوطني الحر من المشاركة في الحكومة المقبلة، وحاليا بانتظار الموقف النهائي للثنائي الشيعي (حزب الله وحركة أمل)، الذي سيتضح خلال الأيام المقبلة.
ولفت إلى أن حزب الله يريد تشكيل حكومة تكنوسياسية أي مزيج من الخبراء والسياسيين، معلناً رفضهم ذلك.. "جربنا الحكومات السياسية، والنتيجة أن كافة أشكال الحكومات السابقة فشلت، لذا فعلى جميع الفرقاء الابتعاد قليلا عن المشهد، وتذليل العقبات أمام تشكيل حكومة تسهم في إنقاذ الأوضاع الاقتصادية، وتقدم للبنانيين أملا جديدا".
وأشار مصدر سياسي إلى أن رئيس الجمهورية ميشال عون مع تشكيل حكومة تكنوسياسية، لأنها ستكون مضطرة إلى اتخاذ قرارات موجعة.
وحذر وزير الشؤون الاجتماعية في حكومة تصريف الأعمال من خطورة التأخير في تشكيل وتأليف الحكومة، قائلا: "لبنان يعيش في أزمة حادة، وقاب قوسين من انهيار مالي واقتصادي".
الكتل النيابية تحسم مواقفها
وتعقد كتل نيابية اجتماعات مكثفة مساء الأحد لحسم موقفها النهائي من تسمية رئيس الحكومة الجديد.
وأكد رئيس حزب الكتائب اللبنانية سامي الجميل أن الحزب سيعقد اجتماعا مساء اليوم، لتحديد الموقف من الاستشارات، داعيا إلى ضرورة تشكيل "حكومة أكفاء اختصاصيين والتجاوب مع مطالب الناس لتشكيل حكومة أكفاء، على غرار ما يطالب به حزب القوات".
من جهته، قال مصدر في تكتل اللقاء الديمقراطي، في تصريح لـ"العين الإخبارية"، إن التكتل سيعقد مساء اليوم اجتماعا لمناقشة جميع القضايا المتعلقة بالملف الحكومي.
يشار إلى أن رئاسة الجمهورية في لبنان، أعلنت تأجيل الاستشارات النيابية الملزمة لاختيار رئيس للحكومة، والتي كانت مقررة الإثنين 8 ديسمبر/كانون الأول الجاري إلى الـ16 من الشهر نفسه، في أعقاب انسحاب رجل الأعمال سمير الخطيب من تكليفه برئاسة الحكومة اللبنانية.
ودخلت الاحتجاجات اللبنانية شهرها الثاني، وسط إصرار شديد على الاستمرار حتى تحقيق المطالب المتمثلة في تشكيل حكومة خبراء، وتغيير كل الطبقة السياسية التي يتهمونها بالفساد، وسط تجاهل من الطبقة السياسية الحاكمة.