المفكر الإسلامي رضوان السيد: الإخوان مسؤولون عن تحريف النصوص الدينية
حمّل الدكتور رضوان السيد المفكر وأستاذ الدراسات الإسلامية بالجامعة اللبنانية فريقي "المتشددين والإخوان" مسؤولية تحريف النصوص الدينية الإسلامية.
وأرجع أستاذ الدراسات الإسلامية بالجامعة اللبنانية عملية التحريف الدينية إلى الفريق المتشدد دينيا والفريق "التسييسي" الذي يسمي نفسه "صحويا وإخوانيا"، وكلا الفريقين يصدر خطابات دينية تخرج على الإجماعات وأعراف الجماعة وتقاليدها وحياتها العامة والخاصة.
وقال خلال مقابلة مع "العين الإخبارية": "عانينا معاناة شديدة من هذين الفريقين، والحمدلله أن هذين الطرفين أقليات.. مررنا مؤخرا بفترة حرجة جدا، لكن دولة الإمارات نهضت بالخطاب الديني في منتدى تعزيز السلم عبر وثيقة الأخوة الإنسانية بين البابا وشيخ الأزهر وفي سائر المنتديات الإعلامية التنويرية".
مقابلة خاصة جاءت على هامش مشاركة الأكاديمي اللبناني في مؤتمر "تجديد الخطاب الديني" الذي تنظمه جامعة محمد بن زايد للعلوم الإنسانية لمدة يومين.
واعتبر الدكتور السيد أن العالم الإسلامي يمر بموجة جديدة للعناية بالخطاب الديني، "لأننا عانينا في العقود الثلاثة الأخيرة معاناة شديدة من التطرف والتشدد والخروج على العالم والأمة من فريق من شبابنا".
وأضاف: "نحتاج إلى تغيير كبير في الخطاب يستند إلى تغيير في الفكر.. والإمارات في السنوات العشر الأخيرة نجحت ليس في مكافحة الإرهاب والتطرف فقط وإنما في طرح بدائل لخطاب ديني وإنساني جديد".
وضرب مثالا بجامعة محمد بن زايد للعلوم الإنسانية والتي تعد "جامعة جديدة تحتضن أول مؤتمراتها بما يدل على وعي جديد بالرسالة الدينية والسياسية والأخلاقية الجديدة لدولة الإمارات".
ومضى في حديثه: "كلنا الحاضرون والمحاضرون مختصون بالشؤون الإسلامية والمسائل المتعلقة بالخطاب العربي، ولذلك فإن هذا المؤتمر الذي يعد في الوقت نفسه تنويري هو مؤتمر بحثي أيضا ويسعى للإجابة عن سؤال: كيف يمكن العمل على تحليل وتفكيك الخطاب القديم والعمل على إنتاج آخر جديد؟".
ولفت إلى وجود مسار جديد للتغيير الديني وتحرير الخطاب الديني مما ألم به عبر الاستناد إلى رؤية جديدة للعالم، قائلا: "هذا ما نحن بصدده الآن يسهم فيه الأكاديميون والمتخصصون".
وقال: "نعمل في نطاق المؤسسات والمفكرين والمثقفين والحكومات تدعم كثيرا في كل مكان، لأنها عانت معاناة شديدة خلال العقدين الأخيرين، ولذلك ليس عندنا مشكلة دعم الحكومات، ولكن لدينا مشكلة هي أن نستطيع نحن بالاجتهاد من جهة والتواصل مع العالم من جهة أخرى، لأن التجديد الذاتي غير ممكن بدون التواصل العلمي والإعلام والثقافي ونحن المتخصصون مسؤولين عنه".
وفي وقت سابق اليوم، انطلق في العاصمة الإماراتية أبوظبي، مؤتمر "تجديد الخطاب الديني" الذي تنظمه جامعة محمد بن زايد للعلوم الإنسانية لمدة يومين، ويعقد في فندق سانت ريجس بجزيرة السعديات، تحت رعاية الشيخ عبدالله بن زايد آل نهيان وزير الخارجية والتعاون الدولي الإماراتي.
ويرأس المؤتمر الشيخ عبدالله بن بيّه، رئيس مجلس الإمارات للإفتاء الشرعي، رئيس المجلس العلمي الأعلى لجامعة محمد بن زايد للعلوم الإنسانية، بمشاركة عدد من العلماء والخبراء من داخل الإمارات وخارجها.
ويناقش المؤتمر عدة محاور تتقاطع عند تجديد الخطاب الديني، وإعلاء مبادئ الاعتدال والوسطية، إلى جانب تعزيز قيم الأخوة الإنسانية والتعايش والتسامح التي أرستها الإمارات منهجا لنشر روح المحبة والسلام في ربوع العالم، في تجسيد لرؤية قيادتها الرشيدة في نبذ الكراهية والعنف وتحقيق مبادئ العيش المشترك بين الشعوب.
مبادئ تلتقي مع أهداف يرنو لها المؤتمر في مقدمتها ضبط مفهوم تجديد الخطاب الديني، وضرورته وأسسه والتعريف به.
وإلى جانب رسالتها الأكاديمية والعملية، جاء مؤتمر "تجديد الخطاب الديني" ليترجم رؤية جامعة محمد بن زايد للعلوم الإنسانية في القيام بدورها الثقافي والفكري.
كما يأتي المؤتمر تلبية للحاجة الماسة لإيجاد فهم مشترك لضبط الخطاب الديني وفق معايير تراعي مضامينه وخصوصيته وتأثيره المباشر على حياة الناس، وتتجنب الغلو والتطرف وتساهم في إيصال الفهم الصحيح لقيم ومبادئ الدين الحنيف.
aXA6IDMuMTIuMTIzLjQxIA== جزيرة ام اند امز