اللبنانية مها خالد لـ"العين الإخبارية": نحت طريقي لعالم الفن بالدموع
عشقت الفنانة التشكيلية اللبنانية الدكتورة مها خالد الرسم منذ طفولتها، قبل أن تحترفه بدخول معهد الفنون الجميلة، لتخط أجمل اللوحات.
نجاح مها خالد لم يأت من فراغ بل من والدة دعمتها طوال مسيرتها، وأمسكت بيدها وشجعتها على تخطي العقبات حتى أصبحت أستاذة تُدرس الرسم في الجامعة اللبنانية.
وفي حديث مع "العين الاخبارية" شرحت مها خالد ما واجهته قبل وصولها إلى العالمية، حيث قالت "بالدموع حصلت على شهادتي في جامعة الفنون الجميلة، فقد عانيت من صعوبات كثيرة سواء لكوني كنت أجمع بين وظيفتي كمعلمة والدراسة أو كون بعض الأساتذة يقيّمون لوحات الطلاب بحسب مزاجيتهم، ومع هذا لم أرسب في أي سنة".
تخرجت مها خالد في البداية من دار المعلمين، ورغم أنها بدأت مسيرتها المهنية في تعليم تلاميذ الصفوف الابتدائي إلا أن الفن كان شغفها، لذا أكملت الدراسة في جامعة الفنون الجميلة في القبة – طرابلس، كما حصلت على دبلوم دراسات معمقة في تاريخ الفن والآثار من جامعة الروح القدس/ الكسليك عام ٢٠٠١، لتحوز بعدها على شهادة الدكتوراه من جامعة القديس يوسف في الأركيولوجيا والتربية الفنية، وبعد نشرها لأبحاث في مؤتمرات عالمية ومحلية نالت درجة أستاذ دكتور (بروفيسور) عام ٢٠٢١.
جالت خالد بريشتها العالم، حتى أطلق عليها لقب "ابن بطوطة"، حيث شاركت بنحو مائة معرض حول العالم، كما ساهمت في تعليم طلاب فنلندا أصول الرسم عام 2021.
وتشير مها خالد إلى الرسالة التي تحملها مشاركتها في المعارض الفنية عبر العالم، قائلة: "عام 2019 نقلت من خلال مشاركتي في معرض للفنون التشكيلية أقيم في جامعة السلطان قابوس بسلطنة عمان إلى الدول العربية والعالم نبذة عن الحركة المولوية وتاريخها في مدينتي طرابلس، حيث رسمت "الدراويش" لإلقاء الضوء على هذه الحركة التي لم تندثر منذ أكثر من 700عام، وهي تجسد الانعتاق من العالم المادي إلى العالم السماوي الروحاني، كما قدمت بحثاً حمل عنوان "الهاتف الذكي وسيلة إيضاح تعليمية".
ولا يفوت خالد أن تشير إلى لوحتها الموضوعة في السفارة اللبنانية في واشنطن، والتي تدور بيت طرابلسي قديم يرمز إلى العمارة الطرابلسية التراثية.
ومع تفشي فيروس كورونا ساهمت خالد في دعم القطاع الطبي في لبنان، من خلال رسوماتها التي أظهرت تضامناً مع العاملين بهذا القطاع، حيث رسمت لوحات لأطباء يرتدون أقنعة طبيّة، كتحية لجهودهم وجهود العاملين في خط الدفاع الأول لمواجهة الجائحة.
يحمل الفن، كما تقول خالد، رسالة مهمة "فما يمكننا إيصاله بالريشة تعجز عنه الحروب، فرسالة السلام أهم من الحرب العبثية التي يحاولون تدمير مجتمعاتنا بها".
وعن اللوحات التي تستهوي مها خالد لرسمها، تقول: "يستهويني الفكر، أي أن يكون هناك رسالة ونداء من الفن". وتنهمك الفنانة اللبنانية هذه الأيام في التحضير لمعرض تحت عنوان "ساعة" وثقت فيه انفجار مرفأ بيروت، واستشهاد رئيس الوزراء اللبناني الأسبق رفيق الحريري.
ووجهت مها خالد رسالة إلى المرأة قائلة: "أنت أساس المجتمع، وتذكري كيف تمكنت نساء عربيات منذ ما قبل التاريخ من ترك بصمات لا تنسى، من الخنساء إلى امرأة فرعون ووالدة صلاح الدين الأيوبي وكليوباترا وغيرهن الكثير، وكم من عالمات عربيات عرفهن العالم، ولا ننسى المهندسة زها حديد"، مؤكدة أنها "مع تعليم المرأة وتمكينها على مختلف الصعد".
aXA6IDE4LjE5MS4xNzguMTYg جزيرة ام اند امز