نكبات بيروت.. قهر يبكي المسؤولين الرجال
محافظ بيروت كان من أوائل المسؤولين اللبنانيين زيارة لمرفأ بيروت بعد الدمار الذي حل به لم يتمالك نفسه وبكى حرقة على شاشة التلفزيون.
شهر واحد هو أغسطس/آب جمع بكاءهما على لبنان لكن 14 عاماً تفرق بين دموع رئيس الوزراء اللبناني الأسبق فؤاد السنيورة ومحافظ بيروت الحالي مروان عبود.
عبود الذي كان من أوائل المسؤولين اللبنانيين زيارة لمرفأ بيروت بعد الدمار الذي حل به، لم يتمالك نفسه وبكى حرقة على شاشة التلفزيون وأمام الملايين حول العالم.
صحيح أن بكاء السنيورة وعبود كان على الهواء مباشرة لكن من المؤكد أن مسؤولين لبنانيين رجالا بكوا داخل الغرف المغلقة على مثل تلك المشاهد.
دموع محافظ بيروت، الثلاثاء، أعادت للأذهان مشهد رئيس الوزراء اللبناني الأسبق فؤاد السنيورة الذي لم يتمالك نفسه أمام وزراء الخارجية العرب في أغسطس/آب عام 2006.
وقبل 14 عاماً، شنت إسرائيل عدوانا على لبنان في 12 يوليو/تموز 2006، استمرت 34 يوماً تعرضت خلالها المناطق الجنوبية والشرقية من العاصمة بيروت لهجمات عنيفة.
وما إن التأم اجتماع وزراء الخارجية العرب في 6 أغسطس/آب من العام 2006، وجاء الدور على "السنيورة" لإلقاء كلمته انفجر بالبكاء على الدمار الذي حل ببيروت.
لأكثر من مرة حاول السنيورة السيطرة على دموعه لكنها غلبته وانفجر باكيا، بقوله: "إن عروبتنا غير مشروطة وهي ليست بالإرغام وموقفكم معنا واجب عليكم.. إن الأمن العربي أمن واحد، وإن المستقبل العربي مستقبل واحد".
وفي ختام كلمته، قال رئيس الوزراء اللبناني الأسبق: "أيها الأخوة شكراً للتضامن.. تبقون وتبقى أمتنا العربية، ويبقى لبنان".
اختلفت الظروف وتباعدت السنين لكن مشهد الدموع "المسؤول" تكرر، وبالأمس القريب، أجهش محافظ بيروت الحالي مروان عبود في البكاء متأثرا بالمشاهد المروعة التي خلفها انفجار بيروت وآثار الدمار الكبير.
ولم يتحمل "عبود" المشهد خلال تفقده الأضرار التي خلفها الانفجار غير المسبوق في لبنان؛ حيث لم يستطع السيطرة على نفسه جراء الدماء والدمار والدخان المتصاعد من كل جانب.
وبكلمات خرجت منه بصعوبة، قال محافظ العاصمة: "ما حدث لم أره في حياتي من قبل بلبنان.. ما حدث يشبه هيروشيما وناجازاكي في اليابان".
وأودى انفجار بيروت بحياة أكثر من 100 شخص وإصابة أكثر من 4000 آخرين، وأضرار جسيمة لحقت بالمستودعات والمباني في المنطقة المحيطة.
وأحدث الانفجار أضرارا هائلة في المستشفيات وأدى إلى تحطم نوافذ الأبنية التي تبعد أميالا عن موقع الانفجار، حيث انتقلت موجة الصدمة الناجمة عن الانفجار من الواجهة البحرية الصناعية إلى المناطق السكنية ومناطق التسوق في المدينة.
ووفقا للتقارير المحلية، فقد أدى الانفجار إلى تغيير خط الساحل في الميناء.