جورج قرداحي.. هل تعجّل "الإساءة لصديق" بـ"الجواب النهائي"؟
حسابات خاسرة دفعت جورج قرداحي وزير إعلام لبنان إلى الإساءة لجهود السعودية والإمارات في دعم الشرعية باليمن، بالانحياز لمليشيات الحوثي الانقلابية، ما صعد به إلى واجهة الأحداث ليواجه موجة غضب تخطت الحدود.
واجهة تصدرها قرداحي منذ بث برنامج "برلمان الشعب"، حلقة على شبكة الجزيرة قبل يومين، دافع فيها الوزير والإعلامي اللبناني عن إرهاب مليشيات الحوثي، معتبرا اعتداءاتهم على اليمنيّين والسعودية "دفاعا عن النفس".
وأثارت التصريحات التي تبرأت منها الحكومة اللبنانية، ووزارة الخارجية في البلاد الكثير من ردود الفعل المستهجنة، بلبنان نفسه، وباليمن، ودول الخليج والمنطقة العربية.
من هو جورج قرداحي؟
فمن هو قرداحي الذي صعد إلى الشهرة عبر قنوات "إم بي سي" السعودية، من خلال برنامجيْه الشهيرين: "من سيربح المليون"، و"المسامح كريم"، قبل أن يخسر الملايين من جماهيره بتطاوله على السعودية، وإساءته للتحالف العربي؟
ولد قرداحي في قرية فيطرون بمحافظة كسروان-جبل لبنان، عام 1950، بدأ مسيرته في سبعينيات القرن الماضي بتلفزيون لبنان، وتنقل بعدها بعدة مؤسسات إعلامية عربية ودولية، كان أبرزها محطة "إم بي سي".
ونال شهرة واسعة أواخر عام 2000 خلال تقديمه برنامج المسابقات الشهير "من سيربح المليون".
عُرف عن قرداحي قربه من رئيس الجمهورية ميشال عون، وطرح اسمه كمرشح للبرلمان على لائحة الرئيس في دورات انتخابية سابقة، إلا أنه وبعد تولي عون رئاسة الجمهورية ابتعد وأصبح مقرباً أكثر من رئيس تيار "المردة" سليمان فرنجية.
وفي مفاوضات الحكومة التي شُكلت في لبنان، رشح فرنجية قرداحي، لتولي وزارة الإعلام، ليطل الرجل من كرسيّ الوزارة، ويبدأ جدلا لم ينته بتوجيه أصابع الاتهام إليه بقمع الصحفيّين بأول ظهور.
مواقف جورج قرداحي المتناقضة
وظل قرداحي دائماً صاحب مواقف سياسية متناقضة ومثيرة للجدل، أبرزها دعمه دمشق في بداية الأزمة السورية، وتأييده لسلاح مليشيات "حزب الله"، قبل أن يعود مؤخرا ويطالب قيادات الحزب بإعادة النظر بموضوع السلاح.
واتهم "حزب الله" بالتسبب بالمشكلة الاقتصادية التي يعيشها لبنان داعياً لإعادة حساباته والجلوس مع المخلصين في البلد، والتفكير في كيفية تأمين مستقبل إيجابي ومزدهر للبنان، لكنه ما يفتأ يجدد الصلة بالحزب المليشياوي على شاكلة تأييده للحوثيّين، مؤخرا.
ورغم اعتذار قرداحي عن تصريحاته الأخيرة، فإن خيارات وزير الإعلام اللبناني باتت محدودة وينتظر "جوابا نهائيا" بشأن مصيره في المنصب على غرار شربل وهبة وزير الخارجية في حكومة حسان دياب السابقة.
وكان شربل قد دخل في مشادة كلامية مع المحلل السياسي السعودي سلمان الأنصاري في أثناء استضافتهما، في لقاء على قناة "الحرة" الأمريكية، حيث وجه وهبة إساءات للسعودية، ووصف ضيفه بأنه من "أهل البدو".
وجاءت التصريحات المسيئة في معرض دفاع مستميت من وهبة عن حزب الله الإرهابي، ليخلص إلى الإساءة لدول الخليج بالقول: إن "بعض دول أهل المحبة والصداقة والأخوة، جلبت لنا (داعش) في سهل نينوى والأنبار وتدمر".
وقوبلت تصريحات وهبة بالاستنكار في لبنان من قوى سياسية وسلطات تنفيذية، حيث تبرأت منها رئاسة الجمهورية، وشجبتها رئاسة حكومة تصريف الأعمال، واتصل رئيس الوزراء المستقيل حسان دياب بالمعني، لاستيضاح ما ورد في التصريحات.
كما فجرت تصريحات الوزير موجة من الرفض والاستنكار شملت مختلف الفرقاء وسط إجماع على رفض الإساءة لدول الخليج والسعودية، قبل أن يقدم وهبة طلب إعفائه من مسؤولياته لكل من رئيس الجمهورية ميشال عون ورئيس حكومة تصريف الأعمال -حينها- حسان دياب.
aXA6IDMuMTQ3LjM2LjEwNiA= جزيرة ام اند امز